نزوات الأب تقضي على حياة ابنته وتحرمها من حبيبها
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

نزوات الأب" تقضي على حياة ابنته وتحرمها من حبيبها"

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - نزوات الأب" تقضي على حياة ابنته وتحرمها من حبيبها"

زوج يضرب زوجتة
القاهرة - العرب اليوم

خرجت أمل من باب منزلها متجهة لاستقلال القطار وهى تتمايل من فرط فرحتها، اشتياقا لرؤية عالم جديد، كلها أمنيات أن يكون أفضل من الذى تركته فى منزل أسرتها، كانت تخطو كل خطوة إلى دراستها الجامعية كالفراشة ترفرف، فقد عاشت طوال حياتها تحلم بهذا اليوم، لم يعلم أحد ما عاشته من سنوات ذل وقهر حتى تصل إلى أبواب الجامعة.

دخلت «أمل» الحرم الجامعى، وأخذت تهمس لنفسها: أخيراً تحقق حلمى، وتصعد إلى المدرج لتجلس فيه وتنظر حولها تقول: معقول أنا هنا، بالفعل هذه حقيقة وليس حلما. تعود «أمل» بذاكرتها للوراء لتتذكر حياتها التي كانت تعيشها وكلها حزن وإهانة من والدها الذى لا يستحق أبدا أن يحمل لقب أب، فى لم تر منه سوى القسوة منذ أن فتحت عينيها على الدنيا، فهو إنسان بلا مشاعر، كان شيطاناً فى صورة رجل، كانت كثيراً ما تحلم بأن يأخذها فى أحضانه مثل أقرانها ومثلما تشاهد فى التليفزيون، ولكن للأسف لم يفعل ذلك أبدا، بل كان يعاملها هى وأشقاءها كأنهم أتوا من حرام فهو يعيش لنفسه ونزواته فقط. فقد كان يرفض أن يسمع كلمة «بابا» من أطفاله، وهم أيضا قرروا أن يسلبوا منه حقه فى الأبوة وكان اللقب الذى يتناسب معه هو «السجان».. نعم هو أفضل الألقاب التى تتناسب مع هذا الرجل، الذى كان دائما يدمى قلب أمها التى عاشت حياتها كل هدفها فى الحياة هو نيل رضاه، وبذل قصارى جهدها بأن تسمع منه كلمة حب حقيقية، ولكن هو رجل بلا مشاعر.

كانت تنام كل ليلة ودموعها تغرق الوسادة، حاولت أن تخفى كل هذا عن أطفالها، وكانت الأم المسكينة تحاول أن ترسم على وجهها الابتسامة من أجل أطفالها وكان أملها فى الدنيا إسعاد أولادها، كانت تعلم بكل شىء ولكن حبها له كان يسامحه، وتعطيه فرصة ثانية ولم تشعره بمعرفتها بخيانته، ليالى كثيرة كانت تمر عليها وهى تشاهد خيانته وتسمع كلامه المعسول والحرام لعشيقاته.

تذكرت «أمل» والدها وهو يقوم بالتعدى على والدتها بالضرب والإهانة والسب لإجبارها على إنفاق راتبها فى المنزل، رغم أنه كان ميسور الحال، ولكنه كان ينفق أمواله على نزواته، كان أملها الوحيد هو الجامعة وأن تعيش فى المدينة الجامعية لكى تبعد عن السجان، وأن تتخرج بسرعة وتحصل على عمل وتستطيع أن تساعد والدتها فى نفقات الحياة، حتى تعوضها عن المعاناة التى تعيشها، بالفعل تحققت أولى خطوات أحلامها والتحقت بإحدى الجامعات بإحدى المحافظات وأقامت فى المدينة الجامعية وشعرت «أمل» أخيرا أنها استطاعت أن تتنفس وعادت إليها الحياة.
بدأت المحاضرة لتستيقظ «أمل» وتعود إلى الواقع الجديد، من شدة فرحتها كانت تخشى أن يكون حلما، ولكن الذى كان يفسد فرحتها أنها تتذكر أن والدتها وأشقاءها مازالوا داخل سجن والدها.
قررت «أمل» أن تعيش هذه اللحظات السعيدة حتى لو كانت أيامها قصيرة، تذكرت وعدها لوالدتها أنها لن تقصر فى دراستها وتكافح لكى تحقق لها أحلامها بالنجاح والتفوق وتعوضها عن كل المصاريف التى تكلفتها بعد أن رفض والدها الإنفاق على دراستها وقامت والدتها بالاقتراض من زملائها بالعمل من أجل تحقيق حلم نجلتها بالالتحاق بالجامعة.

عاشت «أمل» حياتها من المدينة الجامعية إلى الحرم الجامعى وكل ما يشغل فكرها هو دراستها، وظلت ترفض الذهاب فى أيام الإجازات إلى المنزل حتى لا ترى السجان الذى كان عندما يراها يقوم بسبها وطردها من المنزل وكأنه شعر بالراحة عقب خروجها من المنزل، قررت أن تخف الحمل عن والدتها وتظل بالمدينة الجامعية حتى أيام العطلات وكانت توهم زملاءها والمشرفين أنها تكره السفر وكانت والدتها تحضر إليها للإطمئنان عليها وهى أحسن وسيلة لكى تخرج والدتها من هذا السجن حتى ولو لساعات وتعيش والدتها معها أسعد اللحظات.

وفى أحد الأيام أثناء جلوس «أمل» بالمدرج كالمعتاد مع زميلاتها حضر «هانى» زميل صديقتها وحاول التحدث معها بحجة سؤالها عن بعض المحاضرات وبدأ بالكلام معها ونشأت بينهما صداقة، كانت حياة جديدة على «أمل» أن تتحدث مع شاب وتربطها به علاقة صداقة، ولكن مع مرور الأيام شعرت «أمل» أن صداقة «هانى» تحولت إلى مشاعر رومانسية فوجدت معه شعوراً لم تشعر به فى حياتها، حب وحنان وأمان افتقدتهم فى حياتها من والدها، الفرحة كانت تظهر عليها، واستطاع «هانى» أن يغير حياتها، وبعد أن كانت تفقد الثقة فى كل الرجال إلا أن «هانى» أعاد لها ثقتها بنفسها وبالآخرين ولم تنس وعدها لوالدتها بالاهتمام بدراستها، وظلت 4 سنوات دراستها تحصل على المركز الأول وعاشت أحلى سنوات حياتها، إلى أن انتهت الدراسة وحصلت على الشهادة الجامعية وعادت مرة ثانية إلى السجان، وكانت فرصة لتخبر والدتها عن حقيقة مشاعرها وحبها الطاهر الذى كان يقويها ودافعاً لتفوقها، واتفقت مع حبيبها أنه عقب حصوله على عمل سوف يتقدم لخطبتها، ولكن للأسف لم تكتمل فرحتها التى كانت تحلم بها، بعد أن قررت أن تروى إلى حبيبها حكايتها وفوجئت بتغير فى حديثه، تراجع عن حبه لها وبعد عدة شهور فوجئت بجرس التليفون يدق لتخبرها صديقتها برسالة من «هانى»: آسف لن أستطيع الزواج بكِ لأنكم أسرة مفككة ووالدك ليس الجد الذى أتمناه لأطفالى، ووالدى يرفض أن يضع يده فى يد رجل غير سوى.

كانت هذه الكلمات كالصاعقة التى نزلت على رأس «أمل».. صرخت.. انهارت.. شعرت أنها النهاية التى قاومتها كثيرا ولكنها جاء على يد الحبيب.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نزوات الأب تقضي على حياة ابنته وتحرمها من حبيبها نزوات الأب تقضي على حياة ابنته وتحرمها من حبيبها



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 00:00 2016 الخميس ,22 كانون الأول / ديسمبر

عليك النظر إلى المستقبل البعيد واختيار الأنسب لتطلعاتك

GMT 04:00 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

مستقبل إردوغان

GMT 13:21 2021 الخميس ,22 إبريل / نيسان

عملاق صيني للطرق الوعرة سيظهر العام الجاري

GMT 11:08 2021 السبت ,05 حزيران / يونيو

شركة كيا تكشف عن النسخة الأحدث من طراز K5

GMT 12:43 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة شخص وإصابة 2 بتصادم 3 سيارات في دبي

GMT 06:02 2012 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق تعاون بين الأردن والكويت

GMT 12:58 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

آلات قطر الإعلامية والدينية.. والتحريض على مصر وجيشها

GMT 07:04 2021 الجمعة ,29 تشرين الأول / أكتوبر

كثرة التنقل

GMT 10:23 2021 الأربعاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

أفكار بسيطة لإضافة لمسة بوهيمية جذابة إلى منزلك

GMT 13:38 2013 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

أسوأ إطلالات المشاهير لعام 2013
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia