سبعينية تروي أحداثًا عاشتها في أقبية نظام الأسد
آخر تحديث GMT07:39:41
 تونس اليوم -

سبعينية تروي أحداثًا عاشتها في أقبية نظام "الأسد"

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - سبعينية تروي أحداثًا عاشتها في أقبية نظام "الأسد"

دمشق - جورج الشامي

روت السبعينية أم عماد تفاصيل عاشتها في فرع المخابرات الجوية في المزة، أثناء اعتقالها مع حفيدتها القاصر ذات الـ17 ربيعاً، حيث تعرضت العجوز لتهديدات بإيذاء حفيدتها، وهو ما تم لاحقًا، حيث عذبت الشابة عبر الصعق الكهربائي. وتوضح أم عماد أن الإهانات كانت شديدة على جميع المعتقلات، حيث وضعونا في زنزانة منفردة، ومارسوا علينا طرق التعذيب النفسي والإرهاب كافة، ومن ثم تم نقلنا إلى فرع المخابرات الجوية قرب ساحة العباسيين، وحاكمونا في محكمة الإرهاب. وفي "محكمة الإرهاب" تم الحكم على "أم عماد"، وهي في العقد السابع من العمر بالسجن أربعة أشهر، لتهمة مساعدة "الإرهابيين"، و"الإرهابيون"، كما تقول أم عماد، هم أبناؤها المطلوبون لتهمة التظاهر، فيما حكمت على حفيدة "أم عماد" بالسجن لمدة شهرين ونصف، قضت منها 16 يوماً في المنفردة. وتحدثت "أم عماد" عن أحوال المعتقلات في سجون الأسد، قائلة "لم يكن يصلنا من الطعام سوى بعض البرغل أو الخبز اليابس، وكانت الزنزانة عبارة عن 4 أمتار طولاً، ومثلها عرضاً، وتحوي داخلها ما يقارب 30 معتقلة، من مختلف المحافظات والأعمار". واستطردت "أم عماد" تسرد بعض الأحداث التي كانت شاهدة عليها في فترة اعتقالها، ومنها شبح إحدى النساء التي تعرضت للتعليق من الأيدي في السقف بسلاسل حديدية لفترة، قد تمتد أسبوعًا في بعض الأحيان، وجلدها، ولبدانتها أفلتت السلاسل من إحدى يديها، وبقيت السيدة معلقة بيد واحدة، لتلقي بثقل جسدها البدين على يدها، ولم يكترث عناصر الفرع بصراخها، بل زادوا في تعذيبها وهم يضحكون. وتطرقت "أم عماد" إلى "ف.ر"، التي التقتها داخل المعتقل، وهي إحدى الناشطات في الحراك الثوري في مدينة دوما في ريف دمشق، ومضى على اعتقالها ما يقارب عامين، خضعت فيها لجميع أصناف التعذيب، لاسيما الصعق بالكهرباء، والتركيز على اللسان والفم في هذه الصعقات، لتصبح شبه عاجزة عن الكلام، ويصعب على المرء فهم ما تقول هذه الناشطة. كذلك اعتقلت امرأة مع ابنها الرضيع، منذ ما يقارب عام، وقد نقلت هذه المعتقلة مع رضيعها، حسب رواية "أم عماد"، إلى إحدى الزنزانات المنفردة". وتستذكر "أم عماد" في حديثها قصة فتاة رفضت الإدلاء بشهادتها على شاشات التلفزيون، رغم التعذيب الذي تعرضت له، فكانت عقوبتها إتلاف السجل الخاص بها في الفرع، وإنشاء سجل جديد لا يحوي اسمها أو معلوماتها الشخصية واختتمت "أم عماد" حديثها بالقول "إن ما ذكرته في هذه العجالة هو غيض من فيض الإرهاب الذي تمارسه أجهزة النظام الأمنية في حق حرائر سورية، المعتقلات داخل أقبية سجون الأسد". وحسب تقارير منظمات حقوقية متعددة، فقد تعرضت آلاف المعتقلات السوريات للاغتصاب بعد اعتقالهن في سجون ومعتقلات الحكومة السورية، لكن صعوبة الوصول إلى هؤلاء النسوة، وطبيعة المجتمع السوري المحافظ، جعل من العسير جدًا تقديم إحصائية دقيقة لعدد النساء اللاتي تعرضن للاغتصاب، لاسيما أن غالبية المعتقلات السوريات يتكتمن على هذا الأمر، حال وقع عليهن. ورغم أن حالات اعتقال النساء حدثت في معظمها بعد انطلاق شرارة الثورة السورية، إلا أن الاعتقالات قبل الثورة لم توفر أية امرأة أو ناشطة سولت لها نفسها الحديث عن إصلاحات سياسية. وفي هذا الإطار اختفت المدونة السورية طل الملوحي (19 عامًا)، قبل نحو ثلاثة أشهر من اندلاع الشرارة الأولى للثورة السورية، في ظروف غامضة في حمص. واعتقلت الملوحي بسبب مناشدتها بشار الأسد الإسراع في التحول الديمقراطي، وحُكم عليها بالسجن 5 أعوام. أما المعتقلة هديل الكوكي، فقد كانت أبرز المعتقلات، لجهة تمكنها من الإدلاء بشهادتها أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف، عن فترة اعتقالها في سجن حلب. الكوكي، وهي مسيحية من محافظة الحسكة، كانت تدرس الطب البشري في جامعة حلب، فندت ادعاءات نظام بشار عن مواجهته لعصابات من السلفيين والقاعدة، مؤكدة أن جميع السوريين بمن فيهم الأقليات يتعرضون لممارسات النظام البشعة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سبعينية تروي أحداثًا عاشتها في أقبية نظام الأسد سبعينية تروي أحداثًا عاشتها في أقبية نظام الأسد



GMT 14:16 2021 الأحد ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة المرأة التونسية تُحصي 600 فضاء عشوائي للطفولة

GMT 17:17 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 17:44 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 18:18 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الأسد الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 20:47 2020 الجمعة ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تتركز الأضواء على إنجازاتك ونوعية عطائك

GMT 13:42 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحمل الخميس 29 -10-2020

GMT 17:04 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 16:09 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

حلم السفر والدراسة يسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 13:36 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

باريس سان جرمان يقيل مدربه الألماني توماس توخيل
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia