ملابس الأزواج بين إرضاء الشريك وتحقيق الذات
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

ملابس الأزواج بين إرضاء الشريك وتحقيق الذات

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - ملابس الأزواج بين إرضاء الشريك وتحقيق الذات

ملابس الزوجان
القاهرة - العرب اليوم

يتفاوت تقبل فكرة أن يقتني الزوجان الملابس لبعضهما من مجتمع إلى آخر، غير أن الغالبية من الرجال يثقون بأذواق زوجاتهم ويتركون لهن الخيار في شراء أزيائهم الخاصة، ويفضلونها أحيانا على خياراتهم الشخصية.

وشدد علماء الاجتماع على ضرورة قراءة شخصيات شركاء الحياة قبل التفكير في شراء ملابس لهم، محذرين من الاعتماد على المزاج الشخصي، لأن لكل فرد ذوقه واهتماماته وميوله الخاصة.
وبين استطلاع للرأي أجراه خبراء اجتماعيون أن 76 بالمئة من الأزواج وخصوصا المنشغلين بمهام العمل، يتركون الخيار لزوجاتهم لشراء ملابسهم، ولكن من النادر أن يقوم الرجل بنفس المهمة ويقتني ملابس زوجته على ذوقه، باستثناء بعض الهدايا في مناسبات نادرة.

وعادة ما تعتبر المرأة أناقة زوجها من ضمن مسؤولياتها الأساسية وتحرص على أن يتمتع شريكها بمظهر مميز في عيون الآخرين.
وسبق أن اعترف رئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون بأنه لا ينتقي ملابسة أبدا، بل يرافق زوجته سمانثا إلى المتاجر وينتظر اختياراتها، ولا يقوم بأكثر من قياس الملابس.
وقد ينطبق كلام كاميرون على غالبية رجال الأعمال والشخصيات السياسية الغربية، لكن الأمر قد يختلف في المجتمعات العربية، فقد لا يكون للمرأة دور واضح في اختيار ملابس زوجها، ويقتصر الأمر في الغالب على إبدائها الرأي في ما يختاره هو لنفسه.

وقالت الصحافية مباركة عماري “اختيارنا أنا وزوجي للملابس لا يخضع إلى قاعدة ثابتة، ففي الغالب أختار ملابسي بنفسي، ولكن حينما لا تكون لدي رغبة في التسوق يقتني لي زوجي بعض الأشياء على ذوقه وأسعد بها كثيرا”.

وأضافت “أما زوجي فيختار ملابسه بنفسه ونادرا ما أقتني له بعض الأشياء، وخصوصا في المناسبات، وهذا ليس راجعا إلى عدم ثقتنا في أذواق بعضنا، بل هي مجرد عادة دأبنا عليها”.
ويلعب التناغم بين الشريكين ومبادئهما المشتركة دورا كبيرا في تلاشي الاختلافات الشكلية في الأذواق، ويسود بدلا من ذلك أسلوب التشاور في جميع أمور حياتهما الزوجية.
وهذا ما أكد عليه الروائي شفيق الطارقي في قوله “ما دمت قد رضيت بذائقتها في الحياة على جميع مستوياتها، فمن المؤكّد أن أرضى بذائقتها في الملابس فهذا سبب للسّعادة، وباب من أبواب التّفاعل من شأنه توطيد العلاقة الزوجية”.

وأضاف الطارقي لـ”لعرب”، “اللّباس معبّر سيميائيّ وواجهة أولى على المستوى الاجتماعيّ وللأنثى تميّزها ورؤيتها الجماليّة، ولكن حينما يأخذ الزوجان بآراء بعضهما أثناء عمليّة انتقاء الثياب يكون هنالك مجال أوفر لتعبير كلّ طرف عن رؤيته دون تسلّط”.

وختم بقوله “الغاية الحسنة لا تفسد للود قضية، فصورة الزوج الاجتماعيّة تعني زوجته بالقدر الّذي تعني صورة المرأة زوجها، فهما واحد”.
وتشعر الكثير من النساء بنوع من الفخر والمباهاة عندما يقتنين ثيابا لأزواجهن، وهي بادرة تزيد التلاحم الأسري وتقوي العلاقات بين الأزواج.
وعبرت المدرسة سامية ماني العيوني عن شعورها بالفخر لثقة زوجها في ذوقها ومرافقتها الدائمة له لشراء ما يحتاجه من ثياب بقولها “إن أروع الأوقات وأمتعها بالنسبة إلي هي تلك التي أقضيها في اختيار ملابس زوجي”.

وأضافت العيوني”كم تكون فرحتي عارمة عندما يثني زوجي على حسن اختياري لملابسه ويمدح ذوقي الرفيع الذي يتماشى مع الموضة، ولكن الأمر بالنسبة إلي مختلف، فأنا أرفض بشدة أن يفرض علي زوجي لباسا لست مقتنعة به أو لا يتماشى مع ذوقي”.

وتبدو العيوني محقة إلى حد ما، فالملابس ليست مجرد اختيار عشوائي، بل لديها تأثير كبير على نفسية صاحبها حتى قبل أن يعرف رأي الآخرين في مظهره.
وتوصل خبير علم النفس الإدراكي بجامعة كاليفورنيا لورانس روزنبلوم بعد إجرائه سلسلة من الدراسات إلى نتائج أكثر إثارة عن ظاهرة “التأثير النفسي للملابس”.
وقال روزنبلوم “ملابسنا لا تغير من طريقة رؤيتنا لأنفسنا فقط، بل تغير أيضا من طريقة عمل المخ وتكوينه للأفكار، وبالتالي فهي تؤثر على عملية اتخاذنا للقرار”.

فيما أكدت الباحثة البريطانية كارين باين بعد إجرائها لمجموعة من الأبحاث نشرت نتائجها في كتابها “العقل هو ما ترتديه”، على الانطباعات الذهنية التي تتركها الملابس في ذهن مرتديها، وتحكمها في رؤيته لنفسه ولذلك لا بد من اختيارها بوعي وعناية.

وبحسب الباحثة فإن نوعية الملابس وألوانها وتصاميمها تبعث على الشعور بالثقة لدى أصحابها، وتتفاوت درجة الثقة وفقا للشعور بالرضا عن هذه الملابس وسهولة التنقل فيها، وارتباطها ببعض المواقف والشخصيات الشهيرة.

وشبّه بعض الخبراء الملابس ببطاقة الهوية التي تعرّف بأصحابها، مؤكدين أن شكلها ولونها ومظهرها وخاماتها، مؤشرات تساعد على إعطاء صورة عامة عن الحالة النفسية والوضعية الاجتماعية وحتى الميولات الجنسية لأصحابها.

ويعكس معرض “ديانا: قصة أزيائها”، الذي يقام في الفترة من فبراير 2017 إلى 2018، في قصر كنسنغتون تزامنا مع مرور 20 عاما على ذكرى وفاتها المأساوية، الكثير من المؤشرات عن شخصية ديانا العنيدة والمستقلة، التي طالما وصفت بأنها ضحية، وكيف ناصرت بنشاط القضايا التي اختارتها بنفسها.

وتبرز الملابس المعروضة قدرة ديانا على الابتكار في نقل الرسائل البصرية، ودأبها على مخالفة الأعراف، وبراعتها في اختيار أزياء تسرد كل مرحلة من مراحل حياتها.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ملابس الأزواج بين إرضاء الشريك وتحقيق الذات ملابس الأزواج بين إرضاء الشريك وتحقيق الذات



GMT 14:16 2021 الأحد ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة المرأة التونسية تُحصي 600 فضاء عشوائي للطفولة

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 17:04 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 15:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:26 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت الخميس29-10-2020

GMT 14:52 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 13:46 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور الخميس 29-10-2020

GMT 18:06 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 18:37 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 09:37 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

إليك وجهات سياحية رخيصة يمكن السفر إليها في بداية العام

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 22:42 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

هاني شاكر يشارك جمهوره أول أغنية له في 2021 "كيف بتنسى"

GMT 08:32 2021 الخميس ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاقم عجز الميزانية التونسية بنسبة 28 في المائة

GMT 06:18 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

بقلم : أسامة حجاج

GMT 23:32 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

فوائد جمة لاستخدام قناع الخيار لصاحبات البشرة الدهنية
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia