يوغا على شاطئ طرابلس لنساء ينشدن ساعة انعزال
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

يوغا على شاطئ طرابلس لنساء ينشدن ساعة انعزال

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - يوغا على شاطئ طرابلس لنساء ينشدن ساعة انعزال

يوغا
القاهرة - العرب اليوم

تحمل مجموعة من النساء كل خميس الحصائر الملونة والمرتبة بعناية وتتمشين نحو الشاطئ في شرق العاصمة الليبية لممارسة رياضة اليوغا في الهواء الطلق، بعيدا عن رقابة مجتمعهن المحافظ والخيبات اليومية المتواصلة في البلاد منذ ست سنوات.

وبحماية سيارة شرطة، تسير نحو 25 امراة بملابسهن الرياضية بين بيوت مجمع "الريغاتا" السياحي المهجور منذ ثورة 2011، لتفترشن ولمدة ساعة الشاطئ المقابل للمجمع، وتتابعن بحماسة تعليمات المدربة.

وتقول مودة لوكالة فرانس برس "اليوغا تخرجني من الضغوط التي نعيش فيها. استطيع هنا ان انفصل عن العالم الواقعي".

وتضيف وهي تهم بالخروج من مبنى النادي باتجاه البحر "علينا ان نجد مكانا لنا وحدنا، وهذا المكان يوفر لنا المدى الذي ننشده. نشعر بالحرية هنا".

- متنفس -

ويعيش الليبيون عموما منذ ست سنوات على وقع ازمات متواصلة، آخرها تلك التي خلفها النزاع المسلح على السلطة الذي قسم البلاد، واضعف سلطة مؤسساته، ودمر اقتصاده، وسمح لتنظيمات متطرفة بان تتغلغل فيه.

ودفع هذا النزاع الاف الليبيين الى مغادرة بلادهم الغنية بالنفط وبالمعالم الاثرية والجبال والصحارى والشواطئ الممتدة على ساحل بطول نحو 1770 كلم، بينما اجبر من بقوا على ان يحدوا نمط حياتهم اليومية بمكانين: العمل والمنزل.

وفي مدينة غالبا ما شهدت مواجهات بين جماعاتها المسلحة، وتفتقد للنشاطات الترفيهية الرئيسية وبينها السينما والمسرح، تبحث نساء طرابلس عن اي متنفس في مجتمع محافظ يفرض بطريقة غير مباشرة قيودا على تنتقلات المراة مثل التواجد وحيدة في مقهى، وعلى ملبسها ايضا.

ولا يحول التقيد بارتداء ملابس معينة وتغطية الرؤوس في اغلبية الاماكن، بين نساء طرابلس وشغفهن بالموضى الايطالية والموسيقى الغربية، وبقيادة السيارات الحديثة والسفر كلما توفرت الفرصة، وبالعمل والتعلم، والحماسة لاختبار كل جديد.

في "الريغاتا"، وفرت في بداية شهر نيسان/ابريل الحالي مديرة نادي "بي فيت" الرياضي عبير بن يوشح هذا "الجديد".

وتقول عبير لفرانس برس "شعرنا بان المراة بعد الحرب تحتاج الى ترفيه والى تغيير".

وتتابع بحماسة "اضفنا اليوغا على الشاطئ بعدما كنا قد ادخلنا الى نادينا العديد من الرياضات الاخرى وبينها الزومبا والرقص الهندي والعربي الممزوج بالحركات الرياضية".

على الشاطئ حيث تنتشر الاكواخ الخشبية الفارغة، تطبق الرياضيات تعليمات المدربة على بعد امتار قليلة من البحر. وتبدو بالقرب من الشاطئ عشرات الابنية المهجورة وامامها شوارع خالية من المارة والسيارات.

وكان مجمع "الريغاتا" مخصصا للاجانب الذين عملوا في شركات النفط خصوصا وعاشوا في مدينة طرابلس لسنوات حتى غادروها مع اندلاع الثورة التي اعقبها اقتحام المجمع من مجموعات مسلحة للاستيلاء على منازل افراد عائلة معمر القذافي فيه.

وسرعان ما اصبح المجمع بكامل منازله مقرا لهذه المجموعات حتى اندلاع معارك صيف العام 2014 وخروجها منه.

- ردة الفعل -

ورياضة اليوغا ليست حديثة بالنسبة لليبيات، لكن جديدها في "الريغاتا" هو ممارستها على الشاطئ في الهواء الطلق، وهي فكرة شابها في بدايتها، بحسب عبير، الخوف من ردة فعل المجتمع.

وتقول عبير وهي تجلس على كرسي في حديقة النادي والى جانبها ابنتها "كنت اخشى على سمعة النادي وان يقال باننا منفتحون ومتحررون اكثر مما يجب. خفت من ردة فعل الازواج والاباء. لكن الناس محتاجون فعلا الى جديد والى ترفيه، والى ان يعيشوا كما يعيش سكان اي دولة اخرى".

وتشير الى ان الجلسة الاولى "كانت ضعيفة. النساء جئن للتفرج وللاطمئنان الى مستوى الامن هنا. وعندما رأين سيارة الشرطة ترافقهن خطوة خطوة حتى الشاطئ، ووجدن ان المكان فارغ، شعرن بالاطمئنان وارتفع عدد المشاركات".

ولا تتوقع عبير "ان تتقبل الفكرة كل شرائح المجتمع"، لكنها تطالب النساء "بان يجربن، ثم يبدين اراءهن".

على صفحة النادي على موقع "فيسبوك"، يتم الترويج للرياضة المستحدثة بالعبارة التالية "مفاجأة شهر ابريل كل يوم خميس (...) حصة يوغا على شط البحر".

واستقطب الاعلان تعليقات عدة، من السؤال عن المكان والتعرفة، الى الترحيب بالفكرة وطرحها على صديقات اخريات. وقابلها عدد قليل بالتشكيك، فكتبت احداهن "أحسستمونا ان طرابلس امن وامان".

لكن بالنسبة الى ايمان، فان الامر يتعلق فقط  بالاستمتاع برياضة جسدية وذهنية في مكان منعزل.

وتقول ايمان وقد ارتدت ملابس رياضية بيضاء ووضعت نظارات شمسية "لم اشعر بالقلق. هل ستاتي الينا قوات كوماندوس مثلا من البحر؟ فلياتوا، نحن هنا".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يوغا على شاطئ طرابلس لنساء ينشدن ساعة انعزال يوغا على شاطئ طرابلس لنساء ينشدن ساعة انعزال



GMT 14:16 2021 الأحد ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة المرأة التونسية تُحصي 600 فضاء عشوائي للطفولة

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:22 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 12:53 2014 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

"Facebook messenger" سيكون متاحًا لويندوز فون بعد أسابيع

GMT 11:08 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

وقف الهدر والتبذير..شعار الكويت الجديد

GMT 16:21 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

اجتماع تقني يجمع مسؤولي منتخبَي مالي وتونس

GMT 11:21 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عقدة حياتو والكامرون

GMT 14:25 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

فيلم الرعب "Jigsaw" يحقق 32 ميلون دولار في أسبوع عرضه الأول

GMT 09:26 2017 الخميس ,13 إبريل / نيسان

سوسيج تري كامب السحر الحقيقي للحياة البرية

GMT 20:34 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

"HER" BURBERRY عطر المرأة الجريئة الباحثة عن التميز

GMT 12:54 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

أبسط وأسهل طريقة لاختيار الحجاب الملون بأناقة

GMT 13:37 2012 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

كأس ألمانيا: دورتموند وشتوتغارت وبوخوم إلى ربع النهائي

GMT 03:00 2013 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

ظاهرة "الإرهاب" كلفت تونس 4 مليارات دينار
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia