غزاوية تتحدّى التقاليد المُحافِظة وتُمارس الملاكمة بدعم عائلتها ومُدرّبها
آخر تحديث GMT07:39:41
 تونس اليوم -

غزاوية تتحدّى التقاليد المُحافِظة وتُمارس الملاكمة بدعم عائلتها ومُدرّبها

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - غزاوية تتحدّى التقاليد المُحافِظة وتُمارس الملاكمة بدعم عائلتها ومُدرّبها

الشابة هبة عبيد
غزة - العرب اليوم

رغم التقاليد المحافظة ونظرة المجتمع السلبية إلى ممارستها لرياضة تتطلب الكثير من القوة فإن الشابة الغزاوية هبة عبيد تصرّ على ممارسة الملاكمة بدعم عائلتها ومدربها، حالمة بالألقاب العالمية.

تتجوّل الشابة هبة عبيد (20 عاما) بزيّها الرياضي وقفازاتها الضخمة داخل نادي خدمات البريج وسط قطاع غزة، إذ تستعد لتمرين لعبة الملاكمة مع مدربها، وتجري تمارينها بأنفاس قوية متتالية وتركيزها العالي للتعليمات مع إصرار بداخلها على الاستمرار.

وذكر تقرير لموقع DW، أن الرياضة هي موهبتها وتخصصها الجامعي اختارت أن تغامر في الملاكمة وتنضم لدورة تدريبية لكي تصبح ملاكمة وتنافس دوليا، حيث قالت هبة عبيد عن الملاكمة خلال حديثها مع DW عربية: "الملاكمة تحتاج إلى قوة وذكاء وتركيز في تصدي وتوجيه الضربات للاعب الذي أمامك، أحب الرياضة من الطفولة ولدي عدة أنشطة رياضية، لكن هذه اللعبة بالذات كانت مغامرة وما زلت مستمتعة بهذه المغامرة بتطوير قدراتي على مدار الثلاثة أشهر السابقة".

ورغم صعوبة هذه الرياضة التي يمكن أن تصبح نزالاتها دموية في بعض الأحيان، فعقبة انتقاد المجتمع لكونها لاعبة ملاكمة هي الأكبر بالنسبة لها، والتي أدت إلى توقفها عن اللعب لفترة ومن ثم العودة مرة أخرى.

تتذكر هبة ذلك قائلة: "تعرضت للكثير من الانتقادات من بينهم صديقاتي وغيرهن الذين يعتبرون اللعبة للشباب فقط ولا يفضل أن تلعب الفتاة ملاكمة أبداً، وانتقاد الشباب لي في كل مرة أذهب الى النادي عندما يروا معي قفازات الملاكمة بأن اللعبة ليست لي ولكنها لهم". تصمت هبة قليلاً وتتحسس قفازاتها الضخمة وتضيف قائلة: "جعلوني أتوقف عن التدريب وأنسحب منه، ولكن تشجيع المدرب جعلني أعود مرة أخرى للعب".

وتوضح الملاكمة الفلسطينية الشابة أن التعليقات التي تتعرض لها من الواقع أكثر من "فيسبوك" بكثير، "فالعديد من صديقاتي جعلوني أخاف من اللعبة بأنها قد تصيب وجهي بتشوه من الضربات".

وتقول هبة مضيفة: "المجتمع قاسٍ بطبعه على الفتاة لأنه لا يتقبل وجودها في رياضة مثل هذه، ولكني لا أهتم كثيرا للتعليقات لأن أهلي موافقين على ما أقوم به".
رغم الانتقاد الواسع من المجتمع والذي يقسى عليها كثيراً، تجد هبة حضناً دافئاً بين عائلتها التي تشجعها، حيث تتمسك والدتها برغبة ابنتها في هذه اللعبة وتشجعها على المشاركة في مسابقات دولية.

عن ذلك تقول صبحية أبو قينص (41 عاماً)، والدة هبة: "طلبت لابنتي جواز سفر لكي تشارك في أي مسابقة دولية، ولا زلت أشجعها رغم الانتقاد للعبة، فأنا أرى ابنتي عندما تخرج وأعلم ماذا تفعل لهذا لا أهتم للمجتمع ولما يقوله، ولكن أحافظ على ابنتي بنصائحي لها دائما ودعمها المستمر".

كما وتعتبر هبة "فيسبوك" من الأدوات المهم بالنسبة لها لأنها ترى أن الناس عرفوا أنها لاعبة ملاكمة من خلاله، قائلة: "أنشر صوري بشكل مستمر على الفيسبوك وعائلتي خارج غزة عرفوا بلعبتي وأعجبوا بها كثيراً، بالإضافة إلى أن التواصل المستمر مع اللاعبات في الخارج أستفيد منه كثيراً ويشجعني على الاستمرار".

هذا وتعتبر هبة من أقوى اللاعبات والتي كان عددهن 45 لاعبة لكن عددهن تقلص إلى ست لاعبات في النادي بسبب نظرة المجتمع ورفضه للعبة، حيث تمتلك هبة يد قوية في اللعب وذكاء في حماية نفسها من الضربات.

ويعود سبب تركيزها إلى غياب أدوات الحماية التي يجب ارتداؤها خلال اللعب، بالإضافة إلى عدم وجود حلبة بسبب قلة الإمكانيات، إذ تقول: "انتبه جيدا للضربات، لأنه لا يوجد واقي رأس أو درع يحمي البطن وحتى واقي لفك الأسنان، هذا الأمر يجعلني حريصة أكثر على نفسي لكي أكون مركزة خلال اللعب لعدم إصابتي بكسر من عدم وجود حلبة تحمينا خلال اللعب".

وفي نهاية حديثها أشارت هبة الى طموحها في الملاكمة قائلة: "الخوف يراودني كثيراً في هذه اللعبة بسبب المجتمع، ولكني أتمسك بحلمي بأن أمثل فلسطين في مسابقات دولية في مختلف المحافل ورفع اسمها كأول ملاكمة تفوز في منافسات خارجية، وسوف أستمر الى حين تحقيقه".

من جانبه يتابع مدربها عماد سعود (35 عاماً)، الذي يشجعها دوماً على الاستمرار في ممارسة الملاكمة، مع اللاعبات بشكل مستمر ويعطيهن نصائح لمواجهة تعليقات وانتقادات المجتمع بمواصلة اللعب والفوز وتحقيق طموحهن. وذلك من خلال عدم الاهتمام للتعليقات وتجاوز كل شيء سلبي يؤثر عليهن، حيث يعقد ثلاثة لقاءات تدريبية في الأسبوع الواحد وكل لقاء مدته ساعة ونصف الساعة.

ويرى سعود أن تدريبات الملاكمة كانت تحدي كبير لخوفهم من عدم تقبل الفتيات لها، ولكنها نجحت بوجود لاعبات على الرغم وجود معيقات أخرى كثيرة: "من أهم المعوقات هي عدم الالتحاق بفرص المشاركة دولياً كأول فتيات ملاكمة من غزة بسبب إغلاق المعبر، إضافة إلى ذلك عدم وجود الأدوات الأساسية الواقية للجسد أثناء اللعبة لكي تستطيع الفتيات التأقلم والتكيف بوجودها خلال اللعب". لكن على الرغم من هذا كله لازالت هبة تواظب على حضور التمارين بشكل مستمر ويرى المدرب فيها لاعبة قوية تستطيع المنافسة دوليا ولديها قدرة على الفوز فيها.

بدوره تحدّث الخبير الرياضي أيمن وادي (45 عاما) عن نظرة المجتمع القاسية للفتاة الرياضية والتي يعتبرها شيئاً منافياً للعادات والتقاليد على الرغم من تساوي الفتاة والشاب في هذه النقطة وهي نصف المجتمع لديها حقوق في كل المجالات، قائلا: "الخناق يزداد على الفتاة في جميع المجالات على الرغم من أن الرياضة أمر عادي في الخارج، ويجب نشر ثقافة الرياضة للمرأة لأنها مهمة جدا".​

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غزاوية تتحدّى التقاليد المُحافِظة وتُمارس الملاكمة بدعم عائلتها ومُدرّبها غزاوية تتحدّى التقاليد المُحافِظة وتُمارس الملاكمة بدعم عائلتها ومُدرّبها



GMT 14:16 2021 الأحد ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة المرأة التونسية تُحصي 600 فضاء عشوائي للطفولة

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 17:58 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 15:59 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

تواجهك عراقيل لكن الحظ حليفك وتتخطاها بالصبر

GMT 14:26 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت الخميس29-10-2020

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 13:25 2020 الثلاثاء ,22 كانون الأول / ديسمبر

توقف تصوير فيلم «كيرا والجن» لـ«أحمد عز»

GMT 06:30 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

المشيشي في زيارة مرتقبة لولاية قبلي

GMT 23:54 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

أفضل غسول للوجه حسب نوع البشرة

GMT 10:17 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

حصن الشارقة المهيب تجربة سياحية استثنائية في قلب الإمارة

GMT 19:23 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 18:41 2016 الخميس ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

ظافر العابدين يتحدث عن"السينما العربية" على المستوى الدولي

GMT 06:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

إعصار قوي يجتاح الفلبين ويشرّد أكثر من 120 ألف شخص

GMT 13:41 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

"بتكوين" ترتفع 6% متجهة صوب أفضل أداء يومي منذ 4 أشهر

GMT 10:50 2020 الأحد ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"أودي" تُعلن عن نسخة حديثة من سيارتها "أر 8" لعام 2011

GMT 17:55 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

فساتين سهرة شربل كرم ربيع 2016 مفعمة بالحيوية

GMT 12:22 2021 الخميس ,14 كانون الثاني / يناير

أغلى منزل في العالم معروض للبيع والسعر "جنوني"

GMT 10:00 2021 الإثنين ,11 كانون الثاني / يناير

تعرف على تأثير كانييه ويست على إطلالات كيم كارداشيان
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia