شابة أفغانية ترى الفساد لا يوفر دور الأيتام في أفغانستان
آخر تحديث GMT07:39:41
 تونس اليوم -

شابة أفغانية ترى الفساد لا يوفر دور الأيتام في أفغانستان

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - شابة أفغانية ترى الفساد لا يوفر دور الأيتام في أفغانستان

دور الأيتام في أفغانستان
كابول ـ أ ف ب

تتأمل الشابة الافغانية فروزان في ما آلت اليه حياتها، اذ فقدت اهلها في الحرب، ووضعت في مأوى للأطفال يشوبه كغيره من مؤسسات البلاد فساد مستشر، يفاقم شعورها واقرانها بان الأحلام بمستقبل افضل لم يعد لها مكان في بلدها.

في كابول، عاصمة افغانستان التي تعيش منذ 35 عاما على وقع حروب ونزاعات واضطرابات متواصلة، يضم مأوى الأيتام "نافذة الأمل" الخاص 12 طفلا معظمهم من المعوقين، يرعاهم بأموال من مانحين من الخارج.

وتقول فروزان البالغة من العمر 22 عاما "انهم اطفال لا يعتني بهم احد..انهم يحتاجون الى رعاية يومية متواصلة".

وتضيف "كثيرون منهم هم من ضحايا الحرب، فقدوا عائلاتهم، ويعانون من اضطرابات نفسية..وقد اهملهم من تبقى على قيد الحياة من اقربائهم".

وفروزان هي ايضا من ضحايا الحرب في بلدها، وهي فقدت اهلها في جولة قصف اثناء الحرب الاهلية في التسعينات، وكانت حينها في الشهر السادس من عمرها فقط، وفقدت ساقها ايضا، لكنها رغم كل هذه الندوب الجسدية والنفسية مصممة على بذل نفسها لخدمة الايتام.

وهي تسعى على الاقل لان يبقى المأوى هذا بمنأى عن الفساد الذي يصيب دور الرعاية الرسمية البالغ عددها نحو ثلاثين في البلاد.

ففي احد دور الايتام هذه الواقع في العاصمة، يعيش 500 فتى وشاب بين سن الحادية عشرة والثامنة عشرة في مبنى كبير متداع تعوزه التجهيزات اللازمة.

ويقول سيد عبد الله الهاشمي المسؤول عن دور رعاية الايتام في افغانستان "الايتام عندنا يأكلون اللحم واللبن والفواكه ثلاث مرات على الاقل في الاسبوع، ويأكلون الأرز يوميا".

لكنه يشير في المقابل الى ان بعض العائلات النافذة ترسل ابناءها الى دور الايتام ليقيموا فيها ويتلقوا تعليمهم دون نفقات تذكر، وهو امر يساهم في وهن هذه المؤسسات وحرف جهودها عن مهمتها الاساسية في رعاية من لا اب لهم ولا ام.

وتؤيد فروزان هذا الكلام، قائلة "هؤلاء الاشخاص لديهم علاقات مع نواب ووزراء" داعية السلطات الى ان يقتصر القبول في دور الرعاية الرسمية على من هم ايتام فعلا.

بعد سقوط حكم حركة طالبان في العام 2001، انفقت مليارات الدولارات من المساعدات الدولية افغانستان، وادت الى نشوء حالة من الفساد المستشري في هذا البلد، جعلته الرابع على مستوى العالم في ترتيب الدول التي يشوبها الفساد، بحسب منظمة الشفافية الدولية.

وتعهد الرئيس الافغاني الجديد اشرف غني منذ وصوله الى السلطة في ايلول/سبتمبر الماضي بالتصدي لآفة الفساد، لكن هذه المهمة لا تبدو سهلة على الاطلاق.

ويقول سامي هاشمي المتخصص في حماية الاطفال في منظمة بونيسف في كابول "دور الايتام لا تقدم خدماتها لمن اهم اكثر حاجة لها" منددا باختلاس اجزاء كبيرة من الاموال المخصصة للايتام.

ويقول سيد عبد الله الهاشمي "نحن في حاجة الى اشخاص ملتزمين ينذرون انفسهم لقضية هؤلاء الاطفال، وليس الى اشخاص فاسدين".

وبحسب الحكومة، فان 12 % فقط من ايتام افغانستان البالغ عددهم الاجمالي 110 الاف يقيمون في دور رعاية، اما غالبية الباقين فيعتني بهم اقارب لهم.

رغم ذلك، يبدي الهاشمي تفاؤله بتحسن الاوضاع، ويقول "مع مساندة المجتمع الدولي، تحسنت كثيرا ظروف الحياة في دور الايتام في السنوات الأخيرة".

ويضيف "نأمل ان تحل كافة المشكلات، بما فيها الفساد".

ويضاف الى كل هذه المشكلات القلق من امكانية جفاف الموارد المالية بعد انسحاب قوات حلف شمال الاطلسي من افغانستان.

ووفقا لارقام الحكومة في كابول، فان الولايات المتحدة انفقت وحدها 104 مليارات دولار منذ العام 2002 على مشاريع اعادة اعمال البلد، بما في ذلك تشكيل قوى امنية.

لكن عدم القدرة على انهاء الاضطرابات والقضاء على حركة طالبان جعل من نتائج هذه المشاريع اقل مما كان متوقعا، ولا سيما في الاعمال الاجتماعية ورعاية الايتام.





 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شابة أفغانية ترى الفساد لا يوفر دور الأيتام في أفغانستان شابة أفغانية ترى الفساد لا يوفر دور الأيتام في أفغانستان



GMT 14:16 2021 الأحد ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة المرأة التونسية تُحصي 600 فضاء عشوائي للطفولة

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 15:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 07:04 2017 الأربعاء ,11 كانون الثاني / يناير

أسعار الذهب في تونس الأربعاء 11 -1 -2017

GMT 08:56 2021 الثلاثاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

إحباط عملية تهريب 492 رأس غنم من الجزائر إلى تونس

GMT 03:09 2014 الخميس ,17 إبريل / نيسان

الأردن يوافق على نظام حماية شهود الفساد

GMT 20:15 2021 الإثنين ,06 كانون الأول / ديسمبر

بي إم دبليو تطلق نموذجها التجريبي من سيارة XM

GMT 00:15 2016 الثلاثاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

فوائد الشطة لعلاج مرض الصدفية

GMT 12:02 2021 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

آرسنال يقترب من ضم أوديجارد صانع ألعاب ريال مدريد

GMT 13:11 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

بروززية للفريق اللبناني بالبطولة الآسيوية في الكويت
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia