القاهرة ـ العرب اليوم
يعتبر التعامل مع الطفل وتربيته أمرا ليس سهلا على الإطلاق، مع الوضع فى الاعتبار أن محاولتك لأن تكونى صديقة طفلك أمر يزداد تعقيدا، وأحيانا صعوبة. ولكن على كل أم أن تعلم أنها يجب فى البداية أن تتصرف كأم للطفل، وبعد ذلك يمكنها أن تتصرف كصديقة له طالما أن الطفل يظل فى نطاق الحدود الموضوعة له. إن أول خطوة يجب عليكِ التفكير فيها هي تحديد معالم كونكِ صديقة لطفلك مع المحافظة بالتأكيد على مكانتكِ وطريقة تصرفكِ كأمه. يجب على الطفل أن يكون على وعى تام بحدود التعامل معكِ، ولكن اعلمى أيضا أن كونكِ والدة الطفل فهذا يعنى أنه يجب عليكِ أن تحترميه. إن العلاقة بين الطفل وأمه عادة ما تكون حساسة وعاطفية ومبنية على الحب والاحترام. وبالرغم من التفاوت العمرى بين الطفل ووالدته فيجب عليها أن تحاول أن تكون أفضل صديقة لطفلها حتى تكون أكثر تفهما له وحتى يكون قادرا على مشاركتها العديد من الأمور الخاصة به.
اعلمى أن طفلك ينظر إليك نوعا ما على أنكِ قدوة له، ومن الأشياء الأساسية التى يجب على الأم إدراكها أنها من الممكن أن تقول لا لطفلها، ويجب عليها ألا تخشى هذا الأمر. يجب على الأم أن تكون مدركة جيدا للفرق بين أن تكون والدة للطفل وألا تفعل أمرا معينا لإسعاده فقط لأنك لا تريدين إشعاره بالغضب أو الحزن. يجب أن تضعى لطفلك مجموعة من القواعد والقوانين التى تضمن التزام الطفل وسلامته وحتى يعلم ويكون مدركا جيدا أن من واجبك حمايته، وعليه أن يحترم هذا الأمر.
يجب ألا يشعر طفلك أنك تحاولين بطريقة مبالغ فيها أن تكونى صديقته، وحاولى أيضا ألا تدللى طفلك بطريقة مبالغ فيها أو التدخل فى شئونه حتى لا يشعر الطفل أنه يريد أن يبتعد عنك. وبالتأكيد فإن طفلك يجب أن يشعر بحبك له، ولكن ليس بطريقة مبالغ فيها وفى نفس الوقت حاولى أن يكون تدخلك فى حياة الطفل مقبولا ومتوازنا وهى خطوة جيدة فى طريق كونكِ صديقة لطفلك.
إن الطفل منذ سن مبكرة يكون لديه آراؤه الخاصة وقراراته التى سيحرص على التمسك بها، ولذلك عليكِ أن تكونى حريصة على التواصل مع طفلك، وجعله يشعر بأنه مرتاح بما يكفي لأن يشاركك أفكاره ومشاعره. يجب عليكِ أن تكونى صبورة وألا تطلقى الأحكام فيما يخص طفلك. إذا كنتِ تريدين أن تكونى أفضل صديقة لطفلك فعليكِ أن تشجعيه على التحدث عن روتينه اليومى وأصدقائه وحياته فى المدرسة. يجب على الأم أن تكون مدركة جيدا أن مهمتها الأساسية هى حماية طفلها، مع الوضع فى الاعتبار أن القواعد الموضوعة للطفل يجب ألا تكون خانقة له، مع الوضع فى الاعتبار أنه يجب أن يكون مستوعبا لها جيدا حتى يكون من السهل عليه تنفيذها والالتزام بها. إن المراهقة تكون فترة حساسة بالنسبة للطفل أويكون حساسا فيها تجاه شكله وكيف يبدو للآخرين. كونى على تواصل واتصال دائم بمعلمى طفلك، واحرصى على أن تبنى نوعا من الثقة مع طفلك حتى يشعر أن لديه الحرية الكافية للتحدث معكِ فى مختلف الأمور، مع الحرص على أن تكونى مستعدة لتقديم إجابات للطفل عن أى أسئلة يقوم بطرحها.
يجب أن تعطى طفلك أيضا نوعا من الخصوصية حتى يتعلم كيفية اتخاذ القرارات بمفرده وكيفية التعامل باستقلالية فى المواقف المختلفة. ومع مرور الوقت وتقدم الطفل فى العمر يجب على الأم أن تدرك أن الطفل قد يبدأ فى الابتعاد عنها لأنه ستكون له حياته الخاصة، ويجب عليها ألا تجعل هذا الأمر يشعرها بالإحباط أو أن تأخذه بمحمل شخصى.
أرسل تعليقك