واشنطن ـ العرب اليوم
لا تخلو تربية الأطفال ورعايتهم من المشقة،ولذلك فعلى كل أم أن تكون على دراية بمشكلات التربية المختلفة ، حتى إذا ما واجهت إحداها كانت قادرة على حلها، ومن هذا المنطلق، نطرح عليكِ كل المشكلات التي قد تواجهكِ في رعايتكِ لطفلكِ، ومنها مشكلة تهرب الطفل من المدرسة. فقد يرفض الطفل الذهاب إلى المدرسة أو يتهرب لعدة أسباب متنوعة منها:
شعوره بالقلق والخوف فى حالة ابتعاده عن أهله، كما أن هذا الخوف أو القلق قد يرجع إلى افتراق الطفل عن أهله فى وقت سابق بسبب دخول الأب أو الأم للمستشفى على سبيل المثال.
قد يشعر الطفل أنه إذا ذهب إلى المدرسة فإن أمرا ما سيحدث لأمه أو أبيه، وقد يكون هذا الأمر بسبب مرض سابق للأم أو الأب، أو بسبب الخلافات الزوجية بينهما، أو بسبب انفصالهما، أو بسبب انفصال أهل صديق له مما قد يقلقه من أن تتكرر التجربة معه.
قد يشعر الطفل أيضا بالغيرة بسبب أنه إذا ذهب إلى المدرسة فإن أهله سيهتمون بأشقائه أكثر من اهتمامهم به.
قد يكون تهرب الطفل من الذهاب للمدرسة بسبب معاناته من صعوبات فى التعلم
قد يتعرض الطفل للمضايقات الشديدة فى المدرسة، أو يتعرض للتنمر مما سيجعله غير راغب فى الذهاب للمدرسة.
للأسباب السابقة وغيرها قد يأتي يوم يحاول الطفل فيه التهرب من الذهاب إلى المدرسة حتى لو كان يستمتع بالذهاب إليها فى الأحوال العادية، فإنه قد يتظاهر بأنه يشعر بالمرض، وأنه غير قادر على الذهاب للمدرسة، وعندما يحدث هذا الأمر مرة أو مرتين فإن الوضع لن يكون مقلقا، ولكن عندما يتكرر الأمر أكثر من مرة خلال الأسبوع فيجب عليكِ أن تبحثى فيما قد يجرى مع طفلكِ، أو ما قد يشعر به. ويجب عليكِ كأم أن تحاولى اكتشاف ما إذا كان الطفل يحاول تفادى أمر ما، أو تجنب شخص ما، مع اعتبار أن الأطفال أحيانا قد يتعاملون مع بعضهم البعض بقسوة، كما أن هذا الأمر قد يكون سببا من الأسباب التى تجعل طفلكِ غير راغب فى الذهاب إلى المدرسة. يجب أن تعلمى أن هناك أمرا ما غير طبيعى عندما يشعر الطفل بتوعك طوال الأسبوع، ويأتى فجأة ليشعر أنه بخير يوم الإجازة. يجب أن يشعر الطفل أنه قادر على القدوم إليكِ والتحدث معكِ فى أى أمر. وإذا كنتِ ستطرحين على طفلكِ الأسئلة بشأن ما يضايقه، فيجب ألا يبدو الأمر أنكِ تحققين معه. ويمكنكِ مثلا أن تسألى طفلكِ إذا كانت كل الأمور على ما يرام فى المدرسة، وإذا قام الطفل بالإجابة عن أسئلتكِ، وهو ينظر فى عينيكِ ودون أى محاولة للتهرب من الإجابة فإن هذا يعنى أن الأمور على ما يرام، أما إذا حدث العكس، فهذا الأمر يعنى أن هناك أمرا مقلقا يجب أن تنتبهى إليه.
إذا كان طفلكِ لا يريد الذهاب للمدرسة فليس من الضرورى أن يكون الأمر خطأ منكِ ، ولكن هناك بعض الأمور التى يمكن للأم أن تفعلها لمساعدة الطفل للتغلب على هذا الأمر . وهناك أيضا بعض الأمور التى قد تكون سببا فى عدم رغبة الطفل فى الذهاب للمدرسة مثل رغبته فى أن يبقى فى المنزل بجانب أهله. والطفل الذى يحاول التهرب من الذهاب للمدرسة قد يتظاهر بأن معدته تؤلمه أوأنه يعانى من صداع، كما أن هذا الطفل لا يحاول إخفاء رغبته فى التهرب من الذهاب إلى المدرسة. وقد يشعر الطفل فى أى فترة بأنه لا يريد أن يذهب إلى المدرسة، ولكن تزيد تلك الرغبة فى الفترات التى قد يمر الطفل فيها بتغيرات كبيرة فى حياته ونظامه اليومى. وبصفة عامة فإن الطفل يتخطى فترة عدم الرغبة فى الذهاب للمدرسة، ولا تكون هناك أى آثار سلبية على المدى الطويل، مع اعتبار أنه على المدى القصير فإنه قد يتأثر قليلا من الناحية الأكاديمية، ومن ناحية علاقاته بأصدقائه من حوله.
وهناك بعض الأمور التى يمكن للأم أن تفعلها وبعض الخطوات التى يمكنها أن تتبعها لمساعدة الطفل فى التغلب على رغبته فى التهرب الدائم من الذهاب إلى المدرسة، فعليها مثلا أن تجعله يشعر دائما أنها واثقة فيه، وألا تجعله يرى علامات القلق عليها بخصوص أمور متعلقة بالمدرسة. لا تحاولى أبدا الاستخفاف بمشاعر طفلكِ أو التقليل من مخاوفه. احرصى على أن تكونى على تواصل دائم مع معلمى طفلكِ فى المدرسة.
أرسل تعليقك