واشنطن - العرب اليوم
يتعلم الطفل كل ما يحتاجه عن كيفية التعامل مع جسمه ومشاعره والعديد من الأمور الأخرى من أهله خاصة أمه، مع الوضع فى الاعتبار أن الطفل عادة ما يميل تجاه تقليد أمه. وعلى الأم أن تعلم أن أكثر الطرق فاعلية فى تعليم الطفل العادات الصحية تكون من خلال كون الأم قدوة إيجابية أمام الطفل وليس من خلال عقاب الطفل أو مكافأته. إن أى أم تتمنى بالتأكيد أن يكون طفلها سعيدا ومعافى وبصحة جيدة، مع الوضع فى الاعتبار أن هذا الأمر قد يكون صعبا إذا بدأت الأم فى ألا تكون مثالا جيدا أو إيجابيا أمام طفلها، لأن الأم إذا اتبعت عادات صحية فإن طفلها سيبدأ فى تقليدها وسيتبع أسلوبا صحيا طوال حياته ولكن إذا كانت الأم تتبع عادات صحية سلبية فإن طفلها سيقلدها أيضا وسيتبع نفس أسلوبها مما سيؤثر عليه طوال حياته. إن العادات التى يتعلمها طفلكِ منذ الصغر ستؤثر على صحته فى المستقبل وعلى سلوكياته وعلى طريقة اتخاذه للقرارات المختلفة. ويجب على الأم أن تعلم أن العادات الصحية الإيجابية لا تقتصر فقط على النظام الغذائى المتوازن وممارسة الرياضة واعلمى أن تنمية ثقة الطفل بنفسه وتعليمه كيف يتعامل مع ضغوطات زملائه كلها أمور تساهم فى الحفاظ على صحته بصفة عامة. ويجب على الأم أن تبدأ فى تعليم طفلها أى عادات إيجابية منذ الصغر قبل أن تتحول عادات الطفل السلبية لعادات تمتد مدى الحياة.
إن انتقاد الأم الدائم لشكل جسمها يعطى الرسالة للطفل أن ثقته بنفسه تتحدد بشكل أساسى بناء على وزنه وشكل جسمه، مع الوضع فى الاعتبار أن هذا الأمر يكون ظاهرا بقوة عند البنات اللاتي قد يتأثرن كثيرا بأمهاتهن وهو الأمر الذى قد يؤثر فى المستقبل على ثقة الطفل أو الطفلة بنفسهما مما قد يدفع البنت أحيانا لتبنى عادات غذائية غير صحية وهو الأمر الذى سينمى عند الفتاة بدوره الاضطرابات الغذائية المتنوعة. إذا كنتِ كأم تلجئين للطعام عندما تكونين محبطة أو تشعرين بالحزن، فإنك بتلك الطريقة تنقلين لطفلكِ رسالة غير صحية وسلبية متمثلة فى أن الطعام هو الذى يجعل المرء يشعر بالثقة بالنفس. يجب أن يرى طفلكِ أنكِ بحالة جيدة بسبب مقابلتكِ لأصدقائكِ مثلا أو بسبب ذهابكِ للتمشية. ليس من العدل أن تطلبى من طفلكِ ألا يرسل رسائل نصية لأصدقائه عبر الهاتف المحمول بينما يراكِ أنتِ تتحدثين فى الهاتف أثناء الجلوس مع العائلة على طاولة الطعام ويمكن للأم أن تقوم بوضع قواعد عامة يلتزم بها جميع أفراد الأسرة.
يعتبر تدخين الأب أو الأم من العادات الخطيرة التى يمكنها أن تضر بصحة الطفل فى المستقبل عن طريق مجرد التواجد فى نفس الغرفة مع الأب أو الأم من المدخنين. إن التدخين السلبى يمكنه أن يتسبب فى أضرار الرئة للطفل وأمراض أخرى مثل السرطان، وبالإضافة لما سبق فإن الطفل إذا شاهد والده أو والدته وهما يدخنان فإنه سيفعل مثلهما مع الوقت.
لا تحولى كل الأمور فى حياة طفلكِ لنوع من المنافسة عن طريق الإشارة إلى أن زملاء الطفل متفوقون عنه من الناحية الرياضية وعلى العكس يجب أن تهتمى بتشجيع الطفل بطريقة إيجابية وأن تثنى عليه بسبب بذله أقصى مجهود عنده ويمكنكِ مثلا أن تساعدى الطفل فى إيجاد الرياضة المفضلة له. اعلمى أن الطفل إذا اعتاد مشاهدتكِ أنتِ ووالده تتشاجران فإنه سيعتمد على الخلافات كأسلوب فى حياته بصفة عامة وفى المقابل من الأفضل أن تعلمى طفلكِ بعض الإستراتيجيات التى تمكنه من التعامل مع ضغوطات الحياة المختلفة بدلا من الاعتماد على الشجار الدائم كوسيلة لحل المشاكل. على الأم أن تحاول ألا تتصرف بطريقة سلبية أمام طفلها.
أرسل تعليقك