واشنطن - العرب اليوم
تتمنى كل أم أن يكون طفلها سعيدا وصحيحا من الناحية النفسية، ولذلك فإنها تبذل أقصى ما فى وسعها لتجعل طفلها ينعم بالسعادة ولتجعله مستعدا لمواجهة تحديات الحياة. وقد تقرأ الأم العديد من الكتب بحثا عن الطريقة المثالية لتربية الطفل، كما أنها قد تلجأ للأهل والأقارب والأصدقاء طلبا للنصيحة ولكنها مع كل تلك الأمور فإنها قد لا تنجح فى التعامل مع الطفل بسبب انطوائيته. يجب على الأم أن تدرك أن هناك فرقا بين كون طفلها خجولا وانطوائيا، فالطفل الانطوائى قد لا يحبذ اللعب مع الأطفال الآخرين، وقد يفضل الطفل قضاء الوقت بمفرده للقراءة. ومن خلال البحث والآراء المختلفة قد تساعد الأم طفلها فى أن يتغير بعض الشيء ولكنها فى الحقيقة لن تغير من طبيعته الانطوائية.
يجب على الأم أن تتعرف جيدا على معنى كون الطفل انطوائيا لأن هذا الأمر سيساعد الأم كثيرا فى التوصل للطريقة الصالحة أو المناسبة للتعامل مع طفلها الانطوائى. يجب على الأم أيضا أن تتعرف على العادات التى قد تميز الطفل الانطوائى لكى تطمئن أن ظهور تلك العادات عند طفلها أمر طبيعى وليس مدعاة للقلق. وعلى سبيل المثال يجب على الأم ألا تضخم من الأمور إذا كان طفلها يفضل قضاء الوقت بمفرده فى غرفته ففى كثير من الأحيان قد يكون هذا الأمر طبيعيا مع الوضع فى الاعتبار أن الطفل الانطوائى قد يواجه صعوبة فى التعبير عن مشاعره. وبالطبع فإن الأعراض السابق ذكرها يمكنها أن تكون دليلا على إصابة الطفل بالاكتئاب ولكن يجب على الأم أن تنتبه إلى أمر ما وهو أن الاكتئاب سيكون من ملامحه تغير سلوكيات الطفل.
عليكِ أن تجعلى طفلكِ يشعر أنكِ سعيدة بشخصيته وتقدرينها واعلمى أن الطفل الانطوائى يكون طيبا ومفكرا وصحبته جيدة ولكن كل تلك الأمور ستظهر إذا كان الطفل فى محيط يشعر بالراحة فيه أم لا. إذا كانت الأم نفسها انطوائية بعض الشيء وتشعر بعدم الثقة بالنفس فعليها أن تستشير طبيبا نفسيا، مع الوضع فى الاعتبار أن تلك الخطوة لن تكون جيدة فقط بالنسبة لها ولكن بالنسبة لطفلها أيضا لأن الطفل بتلك الطريقة لن يتأثر بسلبية الأم أو عدم ثقتها بنفسها.
إذا كان طفلكِ قلقا من الإقدام على أى تجربة جديدة أو متخوف من التعرف على أصدقاء جدد فيجب أن تسيرى معه بطريقة تدريجية، مع الوضع فى الاعتبار أنه يجب عليكِ أن تحترمى الحدود التى يضعها طفلكِ الانطوائى لنفسه حتى لو بدت بالنسبة لكِ حادة أو متطرفة. إذا كان طفلكِ مثلا يخاف الاقتراب من البحر فعليكِ أن تجعليه يطمئن إلى حقيقة وهى أن مشاعره طبيعية، وعندما يقدم طفلكِ على خطوة ما لم يكن ليقدم عليها من الناحية الاجتماعية فيجب عليكِ أن تقومى بالثناء على مجهوداته. أما إذا كان طفلكِ يتسم بالخجل فلا تجعليه يشعر أن لقب الخجل قد التصق به لأن الطفل بتلك الطريقة سيشعر أن الخجل صفة لن يتمكن من التخلص منها أبدا. فى حال شعرتِ أن طبيعتكِ الاجتماعية لا تتماشى مع طبيعة طفلكِ الانطوائية فلا تظهرى له هذا الأمر حتى لا تسببى له الإحباط. اطلبى من أصدقاء وأقارب الطفل الاجتماعيين أن يعطوه بعض الوقت ليتمكن من التعبير عما يريده ويمكنكِ أن تحاولى إشراك طفلكِ فى الحوارات والنقاشات العائلية.
احرصى على التحدث مع طفلكِ وفتح الحوارات معه بصفة منتظمة كل أسبوع على سبيل المثال ويمكن للأم أن تحاول طرح الأسئلة على طفلها الانطوائى لتشجيعه على التحدث عن المواضيع المختلفة التى قد تشغله مع الحرص على اختيار مواضيع تكون جاذبة للطفل ولافتة لانتباهه. تحدثى مع طفلكِ الانطوائى دائما عن نقاط القوة عنده.
أرسل تعليقك