خريجو الجامعات السورية وتحدي التحول من مستمع إلى مبتكر
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

خريجو الجامعات السورية وتحدي التحول من مستمع إلى مبتكر

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - خريجو الجامعات السورية وتحدي التحول من مستمع إلى مبتكر

دمشق-سانا

"إنس كل ما تعلمته في الجامعة وابدأ من جديد" جملة قد تبدو مألوفة لمعظم خريجي الجامعات السورية المتواجدين في سوق العمل يصفها البعض بالحقيقة في ظل الفجوة الهائلة بين المحاضرات والكتب والنظريات التي أرهقت كاهلهم على مدى سنوات والمهارات والخبرات المطلوبة بالعمل فيما يرفضها آخرون بحجة أن الجامعة تمنح الطلاب أدوات وقاعدة علمية للانطلاق أما النجاح والفشل فهو عامل ذاتي ومرتبط بالطالب نفسه. وبعيدا عن الجدل القائم فإنه لا يمكن إغفال التحدي الكبير الذي يواجه الطلاب بعد التخرج فعليهم أن يتحولوا من مستمع ومتلق ومشاهد على مقاعد الدراسة إلى عنصر منتج ومميز ومبتكر قادر على المنافسة في العمل وتقول ديمة خريجة اقتصاد وموظفة في أحد المصارف الخاصة أن الأسلوب المتبع في بعض الكليات يجبر الطالب على الالتزام بالمحاضرات لتسجيل حضور فقط ثم حفظ ما يترتب عليه لتقديم الامتحانات والنجاح ليجد نفسه بعد التخرج نسي كل ما تلقاه خلال السنوات الأربع ويعتمد في أي عمل يبدؤه على التعليمات وما يمر به من تجارب وخبرات من حوله. ويرى سالم محمد خريج حقوق أن أسلوب التدريس في الجامعات يتسبب بخمول الطلاب وإحباط أي رغبة لديهم بالبحث أو التوسع بالمعرفة خارج نطاق المحاضرات أو التواصل والتفاعل مع أساتذتهم وزملائهم الأمر الذي يتسبب بصعوبات مستقبلية كبيرة حيث يتخرج الطالب وهو غير قادر على معرفة العمل المناسب له ولمهاراته ولا يستطيع تقديم أي جديد لعمله أو المبادرة بتطويره وابتكار حلول لأي مشكلة قد تصادفه لانه اعتاد على استقبال المعلومات فقط. ويسهم الأسلوب التقليدي للتعليم السائد في الجامعات السورية حاليا والقائم على المحاضرات النظرية بتكريس صورة الطالب المستمع الأمر الذي يؤكد ضرورة تغييره وتغيير المناهج الجامعية بأسرع وقت ممكن والانتقال إلى التعليم الحديث التفاعلي أو ما يسمى بالبناء المعرفي وفقا للدكتور عمار مشلح أستاذ طب الفم بجامعة دمشق. ويرى الدكتور مشلح أن التغيير يحتم على الأستاذ الجامعي الانتقال من راو وخبير حقائق إلى مدرب وشريك والطالب من متعلم ومستمع إلى شريك وخبير في بعض الأحيان وأن تنتقل مؤشرات النجاح من الكمية إلى النوعية والتقييم من القواعد الثابتة إلى المعايير النسبية ومؤشر الأداء وبالتالي انتقال المفهوم المعرفي من تراكم المعرفة إلى نقل المعرفة. ويرى الدكتور مشلح أن أسلوب المحاضرة يناسب بعض المواد دون البعض الآخر فهي لا تناسب المواد الدراسية التي تحتاج مشاركةالطالب وتفعيل قدرته على التفكير مبينا أن الكثير من أساتذة الجامعات الذين يلجؤون إلى استخدام هذا الأسلوب في التدريس غالبا ما يعمدون لتكرار مادة الكتاب المقرر بلغتهم الخاصة الأمر الذي يفقد المحاضرة متعتها وجدتها ويقلل من دافعية الطلبة ويعمل على إضاعة أوقاتهم. ويؤكد الدكتور مشلح ضرورة الاستفادة من طرائق تدريس أخرى خلال الفترة القادمة مثل التعليم المستند على حل المشكلات والتعليم التعاوني ودراسة الحالة والدراسات الميدانية والتعلم عن بعد باستخدام الفيديو والراديو وباستخدام الإنترنت والتعلم الالكتروني بهدف تنويع خبرات الطلبة والأساتذة على حد سواء وتطوير المهارات البحثية عندهم. ويشير إلى ضرورة تثقيف وتدريب الأساتذة على الأساليب التدريسية الحديثة وتعريفهم بإيجابياتها وسلبياتها والظروف التي تساعد في نجاح كل منها لاختيار الأسلوب المناسب في الموقف المناسب تمهيداً للبدء بتطبيقها تدريجياً مشددا على ضرورة ألا يقتصر الأستاذ على أسلوب تدريس واحد دون غيره بل التنويع بأساليبه لتنشيط طلابه وتحفيزهم. ويفضل الدكتور مشلح أسلوب المناقشة حيث يقوم الطالب بالإعداد للمادة التي سيتم تناولها في اللقاء الصفي بشكل مسبق ودراستها ليأتي إلى اللقاء وهو قادر على المشاركة الصحيحة وبذلك يصبح الأستاذ قادرا على الأخذ مثلما هو قادر على العطاء ويثري معلوماته ويهذبها كما يكتسب الطالب خصائص التعلم الذاتي الفعال. ويتطلب النجاح في تطوير أساليب التعليم الجامعي كما يعتقد الدكتور مشلح إعادة النظر في موضوع الحوافز والترقية والترفيع العلمي أو الإداري لتشجيع أساتذة الجامعة وتحفيز نشاطهم وتقليص الفرق الموجود بين طاقتهم وبين ما يستثمر منها وبالتالي تطوير أدائهم وللتخفيف بالوقت ذاته من تسرب أعضاء هيئة التدريس التي ظهرت بشكل واضح خلال المرحلة الراهنة. ويؤكد الدكتور مشلح ضرورة ارتباط الترقية بنظام تقييم عادل يمكن وضعه على أساس التدريس الفعال والتنظيم الجيد للمادة التعليمية والاتصال مع الطلبة وعمق المعرفة بالمادة التي يتم تدريسها والاتجاهات الإيجابية نحو الطلبة والعدالة في الاختبارات وإعطاء الدرجات والمرونة في أساليب التدريس مبينا أن الجامعات حالياً تقوم بتصميم أدوات لتقويم التدريس تأخذ بعين الاعتبار عدة أبعاد منها الأستاذ نفسه والملاحظات الصفية وتقدير الطالب وتقويم الخريجين وتحليل ملف المادة والوثائق الأخرى المتعلقة بالمادة الدراسية. ويشير الدكتور مشلح إلى أن تطوير أساليب التعليم يجب أن يتزامن مع تطوير أساليب تقييم الطلاب وعدم اقتصارها على الاختبارات والامتحانات فقط واعتماد الطرق الحديثة في الاختبارات وخاصة العملية إضافة لإيجاد نظام لضمان الجودة وهو نظام مؤسسي لتقييم البرامج الأكاديمية والارتقاء بها. ويذكر الدكتور مشلح أن أساليب التدريس الحديثة ينبغي أن تساعد على تطوير المهارات البحثية عند الطلاب والتعريف بطرق كتابة الأفكار البحثية والتغلب على صعوبات البحث العلمي والطرق المثلى للنشر.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خريجو الجامعات السورية وتحدي التحول من مستمع إلى مبتكر خريجو الجامعات السورية وتحدي التحول من مستمع إلى مبتكر



GMT 16:43 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

تلميذ يطعن زميله بسكين أمام المعهد المدرسي في بنزرت

GMT 17:48 2021 الثلاثاء ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غلق المدرسة الإعدادية الفرنسية بسبب كورونا في سوسة

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 19:19 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

مراهق فلبيني يدخل فرّامة كفتة لتنتهي حياته

GMT 20:36 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

أفضل أنواع وتصميمات الأحذية الرياضية وطرق العناية بهما

GMT 05:00 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

مجلس الشيوخ الأميركي يقر تعيين أول مسؤول في إدارة بايدن

GMT 05:13 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

نظام غذاء سري لأكبر أنواع أسماك القرش في العالم

GMT 06:08 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يعزز صدارته بفوز شاق على شيفيلد يونايتد

GMT 12:01 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

رونار وفكر الثوار

GMT 19:05 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 10:09 2021 الجمعة ,02 إبريل / نيسان

Isuzu تتحدى تويوتا بسيارة مميزة أخرى

GMT 18:28 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

مجلس الشعب السوري ينفي إصدار بطاقات هوية جديدة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia