الأزمة بين الرياض وأوتاوا تلقي بثقلها على الجامعات الكندية
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

الأزمة بين الرياض وأوتاوا تلقي بثقلها على الجامعات الكندية

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - الأزمة بين الرياض وأوتاوا تلقي بثقلها على الجامعات الكندية

الجامعات الكندية
أوتاوا - أ ف ب


انتظرت نسيم خمس سنوات ليتم قبولها في برنامج للتعليم العالي في كندا، ولكن قبل سنتين على تخرّجها وتسلّمها شهادة الدكتوراه تعثّرت خطط الطالبة السعودية جرّاء الأزمة الدبلوماسية التي اندلعت مؤخراً بين الرياض وأوتاوا.

وبعدما أوقفت المملكة هذا الأسبوع كل برامج الابتعاث والتدريب والزمالة الى كندا نتيجةً للتصدّع في العلاقة بين البلدين بعد انتقادات كندية للسعودية تتعلّق بحقوق الإنسان، تعمل الرياض الآن على إعداد وتنفيذ خطة لنقل الطلاب السعوديين الى بلاد أخرى.

وبالنسبة الى نسيم هذا الأمر قد يعني أنها وزوجها الذي يدرس الطب في كندا لن يتمكنّا من استلام شهادتي تخرّجهما، وهي تشعر بضياع كبير كونها تركت السعودية مباشرة بعد وفاة والدها عام 2017 لمتابعة تحصيلها العلمي على بعد آلاف الأميال عن بلدها.

تعيش نسيم، الأم لولدين، في تورنتو لكنها تحدّثت الى فرانس برس خلال زيارة عائلية الى الرياض حيث قالت "كل شيء قد انتهى".

وأضافت "ما زال أمامي عامين من الدراسة لنيل الدكتوراه، وزوجي يحتاج لعامين كي يتخرّج كطبيب. كانت لدينا خطة مثالية، والآن قد نضطر لأن نبدأ من الصفر، لكن لن يكون بامكاني ذلك. لا أستطيع فحسب".

سميرة شابة سعودية تعيش تعقيدات مشابهة، فقد تزوجت في جدّة الثلاثاء غداة إعلان الاجراءات السعودية وكانت قد خطّطت للعيش في كندا الى جانب زوجها حتى ينتهي من دراسته.

وخطّطت سميرة للسفر والعيش الى جانب زوجها في كندا حتى ينتهي من دراسته، لكنها خلال حفل الزفاف كانت تشعر "بالانكسار والخيبة" على حد تعبيرها.

وقالت "كنت على وشك ان أترك حياتي لأذهب للعيش مع زوجي في كندا حيث يملك منزلا هناك. الآن لا اعرف الى اين سأذهب. كل خططنا تلاشت بقرار واحد، وقبل ان نتزوّج حتى".

- خسارة في الدخل -

يوجد في كندا 192 ألف طالب أجنبي من 200 بلد يتابعون دراستهم في الجامعات الكندية، وفق الأرقام الرسمية الكندية العام الماضي.

ويبلغ عدد الطلاب السعوديين بينهم 8 آلاف وهم المجموعة الأكبر من بلد واحد. وينفق الطالب من 30 الى 80 الف دولار كندي سنويا كرسوم ونفقات معيشة، لذا فإن خسارة الرسوم سيكون وقعها سيئا على الجامعات الكندية.

وضخّ الطلاب الأجانب 15,5 مليار دولار كندي (12,0 مليار دولار أميركي) في الاقتصاد الكندي العام الماضي، تشمل رسوم الجامعات والكتب والمساكن ونفقات اخرى.

وقال باري جونستون من رابطة "جامعات كندا" التي تمثّل 96 مؤسسة للتعليم العالي "هذا أكثر من صناعة قطع السيارات والخشب".

في أونتاريو حيث ينخرط واحد من كل خمسة طلاب سعوديين في كندا في جامعاتها، يمكن ان يؤدي نقل الطلاب الى خسارة تبلغ "عشرات الملايين من الدولارات"، وفق مجلس جامعات أونتاريو.

وقال ناطق باسم المجلس إن "اجتذاب الطلاب الأجانب جزء ضروري من خطة التنمية الاقتصادية الواسعة في أونتاريو، نظرا لأن قدرة أونتاريو على اجتذاب أفضل المواهب من كل أنحاء العالم يساعدها على جذب الاستثمارات والمشاريع الدولية".

ويواجه الطلاب السعوديون صعوبات أكبر بكثير في سعيهم للانتقال قبل شهر من فتح الجامعات ابوابها.

وقال جونستون "هذا يُعدّ عرقلة كبيرة لهم، فقد يخسرون فصلا او سنة دراسية كاملة"، أما نسيم فأشارت الى تعقيدات نقل الاشخاص الذين كانوا يعيشون في كندا الى مكان آخر، وقالت "إنه ليس بالأمر السهل، لا أعرف ما الذي سأفعله".

وقالت فيرونيك فالي المسؤولة في جامعة أوتاوا لفرانس برس "ما زلنا نحاول جوجلة الوضع"، مضيفة "همّنا الرئيسي هو صالح الطلاب".

- تداعيات على النظام الصحي -

وفي غرب كندا تمّ إبلاغ 150 طالبا سعوديا يدرسون الطب والهندسة في جامعة رجينا في ساسكاتشيوان أن أمامهم شهرا لمغادرة البلاد.

وقالت ليفيا كاستيلانوس المسؤولة عن قسم الاجانب في الجامعة لقناة "سي بي سي" الكندية "أقوم بعملي هذا منذ 20 عاما، وعملت في جامعات عدة في كندا، لكن هذه هي المرة الأولى التي أشهد فيها شيئا من هذا النوع".

الفوضى التي ستنجم عن القرار سيكون تأثيرها قاسيا على طلاب الطب، مع وجود نحو 800 سعودي يتابعون تخصصاتهم الطبية.

وقالت جنفياف موينو من جمعية كليّات الطب في كندا إن "العديد من الأطباء المتدرّبين هم في منتصف الفترة التخصّصية، وأي خلل قد يؤخّر تدريبهم".

وأشارت الى ان شهادة الطب تتطلّب ثلاث او أربع سنوات من الدراسة، يتبعها من سنتين الى سبع سنوات للتخصّص في مجال معيّن و"التدرّب على هذا الاختصاص".

ووفق الكليّة الملكيّة لأطباء وجرّاحي كندا فإن ما يصل الى 25 ألف مريض يمكن ان يتأثروا سلباً من خسارة المتدرّبين السعوديين.

وقال جونستون "هذا قد يؤثّر على النظام الصحّي في كندا"، مضيفا "طلاّب التخصّص يؤمّنون بشكل يومي العناية للمرضى الكنديين كجزء من تدريبهم، والسعوديون يشكلون ثلث طواقم العناية في المستشفى الجامعية .

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأزمة بين الرياض وأوتاوا تلقي بثقلها على الجامعات الكندية الأزمة بين الرياض وأوتاوا تلقي بثقلها على الجامعات الكندية



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 03:04 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مبتكرة لجعل مداخل المنازل أكثر جاذبية

GMT 11:39 2021 الإثنين ,27 أيلول / سبتمبر

القبض علي عملية هجرة غير شرعية في سواحل صفاقس
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia