أبوظبي ـ العرب اليوم
دعا تربويون إلى محاسبة "ولي الأمر" المقصر في متابعة أبنائه من الناحيتين التعليمية والتربوية، مؤكدين أن دور الأسرة عظيم عظم الرسالة التي تتحملها تجاه أبنائها، وكل خلل في العملية أو التقصير في المهمة تترتب عنه نتائج سلبية، وطالبوا بوضع إستراتيجية للتواصل بين البيت والمدرسة هدفها إطلاع الاهالي على مستوى التطور الأكاديمي والاجتماعي لدى أبنائهم.
ولفتوا إلى أن تواصل بعض الأهالي صوري بحت فهم لا يزورون المدرسة إلا في حال وجود اشكالية أو لاستلام دفتر الدرجات، منوهين بأن دور الأهل مفقود في الرعاية والتوجيه التربوي وينصب نحو الاهتمام بالتحصيل.
وتفصيلا، قالت عائشة سيف أمين عام مجلس الشارقة للتعليم إن المدرسة الناجحة هي التي تستطيع التواصل مع ولي الأمر بغية تحقيق مصلحة الطالب مؤكدة أهمية إيجاد شراكة حقيقية وسياسة صريحة بين المنزل والمدرسة تحدد من خلالها الأدوار، والمسؤوليات، والتوقعات لتحقيق رعاية شمولية للطلاب.
وأضافت: إن بعض المدارس تطلق مبادرات ذاتية ومشاريع هدفها الأساسي استقطاب ولي الأمر وإشراكه في بعض الفعاليات لتقريبه من المجتمع المدرسي وتغيير الاعتقاد السائد لدى أولياء الأمور بأنه إذا لم يكن هناك مشاكل سلوكية أو تعليمية تستدعي حضوره إلى المدرسة، فهذا يشعره بالراحة والطمأنينة عن مستوى ابنه.
وذكرت باعتبارها أمينا عاما لجائزة الشارقة للتميز والتفوق التربوي أن الجائزة استحدثت فئة مجلس أولياء الأمور الفاعل إيمانا من مجلس الجائزة بأهمية الدور الذي يلعبه ولي الأمر في تطوير العملية التعليمية.
وقال سعيد مصبح الكعبي مدير منطقة الشارقة التعليمية: إن المعادلة متفاعلة العناصر بين الأسرة والمدرسة والربط بينهما أمر ضروري بل وحتمي للتمكن من تقويم المستوى التحصيلي للتلميذ وفق الأهداف التعليمية المسطرة.
مشيرا إلى أن أفضل الطرق للتقريب بين الطرفين هي التواصل ما يساعد على توفير فرص الحوار الموضوعي بينهما حول المسائل التي تخص مستقبل الأبناء من الناحيتين العلمية والتربوية، كما يسهم في حل المشاكل التي يعاني منها التلاميذ سواء على مستوى البيت أو المدرسة، مضيفا أن لدى المنطقة التعليمية مشاريع عدة تطبقها سنويا هدفها توطيد العلاقة بين البيت والمدرسة وردم الهوة بينهما.
وأكد محمد حسيني ( معلم علم النفس في ثانوية الراشدية في منطقة عجمان التعليمية) أن دور ولي الأمر يعد أحد المرتكزات الرئيسة في العملية التعليمية لكونه حلقة الوصل الصريحة لتفعيل وتوطيد العلاقة الإيجابية بين البيت والمدرسة وبما يتيح توجيه الطالب نحو الطريق الصحيح لمواصلة الدراسة والتفوق.
وقال: إن شعور الطالب بالمتابعة الصادقة من ولي أمره مع إدارة المدرسة ووفق منهجية التعزيز "الثواب والعقاب" يحمل الطالب نفسه مسؤولية الانضباط والاجتهاد وشدد معلم علم النفس على ضرورة حضور ولي الأمر اللقاءات التربوية التي تنظمها المدارس خاصة إذا كانت تلك اللقاءات بصورة منتظمة، فكم من طالب تغيرت حياته وسلوكياته نحو الأفضل جراء تلك اللقاءات التربوية الفعالة.
ولفت مبارك حامد عثمان (معلم التاريخ في مدرسة حميد بن عبدالعزيز للتعليم الثانوي في عجمان) إلى أن الطالب الإماراتي مبدع خلاق ولعل الرعاية المستمرة والمنتظمة من قبل ولي الأمر تزيد من ثقة الطالب بنفسه وإمكاناته وتضعه على طريق النجاح، وكم كان رائعا ومفيدا إقبال أولياء الأمور وحرصهم الشديد على حضور اللقاء التربوي الأول والذي نظمته إدارة مدرستنا في الفصل الدراسي الأول لهذا العام وبما تناسب مع توقيتات الجميع.
ورأى إبراهيم بركة (مدير مدرسة الشعلة الخاصة في الشارقة) أن ولي الأمر شريك حقيقي يستثمر أعز ما لديه في المدرسة ومن حقه وواجبه مشاركة المدرسة وإبداء وجهة النظر والمحاسبة إن لزم الأمر، منوها بأن شراكة الأهل ليس لها علاقة بكون المدرسة خاصة أو حكومية، مفسرا ذلك بكون بعض أولياء الأمور يدخلون إلى المدرسة الخاصة من مدخل خاطئ مرددين نحن ندفع أقساطاً وكأنهم اشتروا المدرسة.
وقال: إذا فهمت الشراكة بمعناها الصحيح وكانت لغة الحوار أساسها ستؤتي أكلها ونحن دوما نفترض أن ولي الأمر على حق ونستمع له كما لدينا أنشطة نستهدف بها الأهالي ومن لا يأتي لنا نذهب إليه ورهن مدير مدارس الشعلة نجاحهم بتعاون ولي الأمر.
واعتبر أولياء أمور غير متعاونين ويسعون لحل بعض الاشكاليات التي قد تحدث بمنطق القوة، ذاكرا قصة طالب اشتكى معلم له وجاء ولي الأمر ثائرا مزمجرا يطالبهم أمام ابنه بجلب المعلم ليعتذر لابنه.
وأضاف: وولي الأمر هذا دكتور في إحدى الجامعات فقلنا له إن علينا التحقق من القصة ومحاسبة المعلم إن كان مخطئا لكن لا يجوز هز صورة المعلم أمام الطالب لأنه قامة تربوية، مشيرا إلى أنه عند مخاطبة أولياء أمور بعضهم يتجاوب والبعض الاخر لا يقوم بدوره وعوضا عن تعزيز سلطة المدرسة ينال منها ولي الأمر بتجاهله أو دفاعه عن ابنه وهو مخطئ.
واستعرض قمبر المازم (مدير ثانوية حلوان) بعض أسباب ضعف التواصل وأبرزها أن أهالي يعتقدون عن جهل أن المدرسة مسؤولة عن التلميذ طالما هو متواجد بداخلها.
وقال: إن هذه الفئة في اعتقادي تحتاج إلى توعية كبيرة، علاوة على ارتباطات العمل التي تمنع الاهالي من المتابعة، وقلة اهتمام بعض الأولياء بأبنائهم داخل المدرسة وخارجها، وهذه الفئة هي الأخطر على نتائج الابن، وهي المسؤولة أولا وأخيرا عن فشل أو ضياع الابن.
شددت لطيفة بركة مشرفة مدرسة الشعلة فرع الطالبات على أن تغييب دور ولي الأمر مرفوض تماما لديهم بل ترى أن من حقه التدخل ومن واجبه المشاركة لكن ليس من حقه فرض وجهة نظره على المدرسة.
وقالت: إن سلطة الأهل باتت منقوصة ودور الأم مغيب وهي لا تعلم إلا الجزء اليسير عن ابنتها، وعندما نخاطب ولي أمر في مشكلة ما نضعه أمام حقائق لكن معظم الأساليب التي يستخدمها الاهالي استفزازية.
ودعت المسؤولين في وزارة التربية تعزيز دور الاختصاصي في المدارس بحيث يتعدى النصح والإرشاد إلى دور رادع من خلال صلاحيات تمنح لهم كي تعود المؤسسات قادرة على محاربة الآفات.
أرسل تعليقك