صنعاء ـ وكالات
تتواصل لليوم السادس على التوالي محنة ثلاثة صحافيين يمنيين جرى اختطافهم في محافظة مأرب شمال شرق اليمن من قبل رجال قبائل مسلحين، وسط مخاوف في الوسط الصحافي من تعرضهم لاعتداء.
ودعت نقابة الصحفيين اليمنيين الوسط الصحفي والحقوقي لحضور لقاء تشاوري صباح اليوم الثلاثاء في مقر النقابة بالعاصمة صنعاء لمناقشة قضية الصحفيين المختطفين ووسائل الضغط لإطلاق سراحهم.
وقالت النقابة في بيان لها الاثنين، إن هذه الدعوة تأتي بعد خمسة أيام من بذل النقابة مساعي كبيرة مع السلطات الرسمية وقوى وجهات اجتماعية لإطلاق سراح الصحافيين المختطفين، إلا أن تلك المساعي والوساطات كافة لم تحقق أي نجاح يذكر حتى الآن.
وقام عدد من أعضاء مؤتمر الحوار الوطني ومجموعة من الإعلاميين والصحافيين والناشطين الحقوقيين ، الاثنين، بوقفة احتجاجية للتنديد بجريمة الاختطاف، وطالبوا سلطات الأمن اليمنية بسرعة التدخل لإطلاق سراح الصحفيين المختطفين.
وكانت وسائل إعلام يمنية أعلنت الأربعاء الماضي اختطاف خمسة صحفيين يعملون لديها على أيدي رجال قبائل في مأرب أثناء مرورهم بالمحافظة متوجهين إلى محافظة المهرة في مهمة عمل صحفية.
وعلمت الجزيرة نت مساء أمس الاثنين أن اثنين من الصحافيين الخمسة وهما محمد الشميري ونعمان الأصبحي تمكنا من الإفلات من قبضة الخاطفين بعد توفير رجال القبائل بمأرب الحماية لهما وتأمين خروجهما، في وقت لا يزال مصير ثلاثة منهم وهم: ياسين الزكري وإبراهيم الأشموري وأحمد الشميري مجهولاً.
وقال الصحافي نعمان الأصبحي -أحد الناجين- إن الصحفيين الثلاثة لا يزالون في قبضة الخاطفين الذين تم التعرف على أسمائهم وهم ينتمون لأحد الألوية التابعة للجيش في المنطقة، بحسب ما أكده لهم رجال القبائل في المنطقة.
وأوضح الأصبحي في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت مساء أمس أن الخاطفين يسعون إلى ابتزاز الحكومة لتحقيق مطالب لهم، وتحدث عن سوء أوضاع يعيشها الصحفيون المخطوفون في أحد الأودية بمديرية صرواح.
من جهته اعتبر رئيس لجنة الحريات بنقابة الصحافيين جمال أنعم واقعة الاختطاف سابقة خطيرة، حيث لم يسبق احتجاز صحافيين من قبل أي جهة من أجل ابتزاز الحكومة والضغط عليها لانتزاع مطالب أو مصالح معينة.
وقال في حديث للجزيرة نت إن النقابة تتابع الوضع "بحذر ومسؤولية" لإطلاق سراح الصحفيين المختطفين، وهي تدرك أن هناك مخططا لجرّها نحو التصعيد خارج الأطر الرسمية وهو ما لا يمكن أن تنجر إليه. وتحدث عن وجود تأكيدات بوجود تواصل من قبل رموز في النظام السابق مع الخاطفين.
ويرى إعلاميون وصحافيون أن عملية الاختطاف تندرج في إطار تصاعد حملة الاستهداف الممنهجة ضد الصحافيين بهدف الترهيب والتخويف لتكميم الأفواه.
وأكد الصحافي صفوان الفائشي أن تصاعد حملة الاستهداف ضد الصحافيين أصبحت تتطلب من النقابة والمنظمات الحقوقية خلق آليات ووسائل جديدة للدفاع عن الصحافيين وحرية الصحافة بدلا من بيانات الشجب والاستنكار.
واعتبر في حديث للجزيرة نت أن الأمر الأكثر خطورة هو أن تكون عملية الخطف مرتبا لها سلفا وبإحكام دقيق بين الخاطفين ومسؤولين في الدولة أو قوى نافذة بهدف تنفيذ أهداف معينة.
ولفت إلى أن جميع حافلات النقل التي كانت في تلك الوجهة لم يتم تفتيشها باستثناء الحافلة التي تقل الصحفيين، وهو ما يوحي بأن هناك وشاية سابقة ضدهم بمجرد خروجهم من صنعاء.
من جانبه يري عدنان العديني نائب رئيس الدائرة الإعلامية لحزب التجمع اليمني للإصلاح أن تصاعد عمليات الخطف في الآونة الأخير دليل على وجود من يحاول الضغط على مسار نقل السلطة في اليمن عبر إرسال إشارات لقوى خارجية بأن الوطن غير مستقر ويتجه نحو الفشل.
أرسل تعليقك