أظهرت وسائل الإعلام الصينية اهتماما شديدا بالزيارة التي يقوم بها حاليا إلى الصين الوفد الوزاري المصري رفيع المستوى، كما تناولت وسائل الإعلام الصينية الندوة التي عقدتها السفارة المصرية في بكين تحت عنوان "سياسة مصر الاستثمارية والوضع الاقتصادي" يوم الثلاثاء والتي تحدث فيها الوزراء عن الواقع الاقتصادي الحالي في مصر و نظرتهم المستقبلية و توقعاتهم خاصة بالنسبة لتنمية علاقات استرتيجية وثيقة مع الصين.
وكان الوفد الذي يضم وزراء الصناعة والتجارة منير فخري عبد النور والكهرباء والطاقة محمد شاكر والنقل هاني ضاحي والتعاون الدولي نجلاء الأهواني قد وصل إلى بكين يوم الاثنين لإجراء محادثات اقتصادية مع الجانب الصيني كجزء من الترتيبات المسبقة للزيارة المرتقبة للرئيس عبد الفتاح السيسى للصين في 23 ديسمبركانون الأول.
وناقشت الندوة التي شارك فيها ممثلون عن مجموعة من أكبر شركات الاستثمار الصينية ، مقترحات بمشروعات مصرية صينية في مجالات البنية التحتية واستصلاح الأراضي والبتروكيماويات والنقل وصناعة الدواء والطاقة.
وتحدثت نجلاء الأهواني وزيرة التعاون الدولي خلال الندوة عن الرؤية المستقبلية للحكومة وجهودها لحل المشاكل الداخلية والمجتمعية قائلة "إنه قبل ثورة ينايركانون الثاني منذ حوالى الثلاث سنوات كانت نسبة نمو الاقتصاد المصري تتراوح بين 7 و 8 بالمائة ولكن هذا النمو لم ينعكس على المجتمع الذي قام بالثورة لتغيير الوضع ولكن بعد الثورة بدأت مصر فى مواجهة صعوبات كثيرة مثل الركود الاقتصادي وتراجع معدل النمو وزيادة البطالة وهروب المستثمرين، وما تفعله الحكومة الأن هو إعادة بناء الاقتصاد وتنمية المجتمع.
وبينت الوزيرة أنه للوصول لهذا الهدف فقد وضعت الحكومة خطة للسنوات الثلاث المقبلة واضعة نصب عينيها أهمية إنعاش الاقتصاد والحصول على العدالة الاجتماعية، مضيفة أن هذه الخطة تعتمد على أشياء كثيرة تتمتع بها مصر منها الموقع الجغرافي الاستراتيجي والقدرات المعرفية والخبرات الاقتصادية والموارد الطبيعية المتعددة.
ووجهت الوزيرة دعوة إلى كل العالم لحضور المؤتمر الاقتصادي الدولي في مصر والذي سيعقد في آذار القادم.
من جانبه تحدث وزير التجارة والصناعة منير فخرى عبد النور عن سياسة مصر التجارية، فأوضح أنها تعتمد على التوجه للخارج حيث يعتبر التعاون الخارجي هو أفضل الطرق للحصول على خبرات جديدة وتكنولوجيا متطورة وأفكار أكثر تطورا للوصول لمستويات أعلى.
وأضاف عبد النور أن الصين أصبحت الآن الشريك التجاري الأكبر لمصر حيث يبلغ حجم التعامل التجاري بين البلدين فى 2014 حوالي 11.5 مليار دولار.
وأكد أن مصر تبذل كل ما بوسعها لجذب الاستثمارات وإصلاح الاقتصاد والوصول إلى الاستقرار السياسي والاجتماعي.
وتحدث وزير الكهرباء والطاقة المهندس محمد شاكر عن الارتباط الوثيق بين الكهرباء والتقدم والحاجة إلى ملاحقة الطلب المتزايد على الكهرباء.
وقال إن مصر تحتاج إلى تجديد جزء كبير من شبكة الكهرباء لديها وإلى بناء عدد أكبر من محطات الكهرباء لتغطية معدلات الاستهلاك العالية وكذلك تنويع مصادر الطاقة لتستطيع أن تنمى قدراتها على توليد الكهرباء .
كما أكد الوزير أن مصر جادة جدا في تنفيذ برنامجها النووي لإنتاج الطاقة وأيضا في التوسع فى مشاريع الطاقة الجديدة والمتجددة، وكشف أنه تلقى في فترة قصيرة ما يربو على 177 عرضا من شركات عالمية تريد أن تساهم في تلك المشاريع.
وتحدث وزير النقل هاني ضاحي عن حاجة مصر لتجديد البنية التحتية لمنظومة النقل وتحسين خدمات النقل بأكملها، مؤكدا الحاجة أيضا إلى تنمية الوارد البشرية عن طريق استخدام أحدث طرق التدريب، كما تحدث عن السكك الحديدية وكيف أن مصر تمتلك ثاني أقدم خطوط للسكك الحديدية في العالم، مشيرا إلى رغبة مصر في توسعة تلك الخطوط وزيادة قدراتها.
ونوه الوزير إلى اهتمام مصر الكبير بمشروعات القطارات الفائقة السرعة، وتناول الحاجة إلى تنمية شبكة الطرق في مصر، بالإضافة إلى تحديث قطاعي النقل النهري والبحري.
ووقع وزير النقل أمس بالأحرف الأولى على اتفاق مع شركة صينية لإنشاء القطار الكهربائي الذي سيقوم بالربط بين مدن السلام – العبور – هليوبلس الجديدة – والشروق ١،٢ والعاشر من رمضان، مؤكدا أن هذا المشروع سيسهم في تخفيض الحركة المرورية من وإلى القاهرة.
أرسل تعليقك