الإعلام الصيني يصف زيارة أوباما الأسيوية بالمحرجة
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

الإعلام الصيني يصف زيارة أوباما الأسيوية بالمحرجة

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - الإعلام الصيني يصف زيارة أوباما الأسيوية بالمحرجة

الرئيس الأميركي باراك أوباما
بكين ـ أ ش أ

وصفت وسائل الإعلام الصينية الرسمية الزيارة الأسيوية الأخيرة للرئيس الأميركي باراك أوباما بأنها كانت محرجة وفاشلة إلى حد ما، حيث سعى من خلالها لتجنب إثارة غضب الصين الشديد، بينما انشغل في تعزيز طمأنة اليابان والفلبين اللتين شهدتا علاقات متزايدة التدهور والتوتر مع الصين جراء نزاعات الدول الثلاث حول الأراضي والسيادة .
وقالت وسائل الاعلام الصينية، الصادرة اليوم الثلاثاء، إن نشاط أوباما الذي كان هدفه مواجهة الصين أثناء زيارته لليابان التي شكلت محطته الأولى في جولته، وهناك أكد في بيان أمريكي - ياباني مشترك أن جزر دياويو المتنازع عليها بين اليابان والصين، واقعة ضمن معاهدة التعاون والأمن الأمريكية - اليابانية المشتركة، يعد أمر أثار احتجاجا كبيرا من قبل الصين .
وأضافت أنه في المقابل، كان من اللافت تغير الخطاب السياسي الأميركي، بعد التصريحات النارية التي أطلقها أوباما في اليابان، حيث جنح الرئيس الأميركي خلال زيارته للفلبين، التي تعد المحطة الأخيرة لجولته الآسيوية، نحو الحذر، بعد أن استشعر نتيجة تصريحاته السابقة المتسرعة، فأدلى بتصريحات ودية تجاه الصين خيبت آمال الفلبين، إذ أعرب عن ترحيبه بنهوض الصين السلمي، ونوه بأهمية العلاقات البناءة بين أميركا والصين، مؤكدا على عدم اتخاذ الولايات المتحدة أي موقف ينحاز إلى أي طرف في النزاع الصيني - الفلبيني في بحر الجنوب الصيني.
وأشارت إلى أن تصريحات أوباما خلال زيارته كانت متذبذبة ووضعته في موقف محرج أدهش العالم، بعد أن غير تماما موقفه إزاء الصين الذي كان قويا جدا، وأن تغير موقف أوباما من الصين بين ليلة وضحاها، يجسد تنامي الثقل الصيني ومكانتها المحورية في تنفيذ أمريكا لما يسمى بسياسة إعادة التوازن المزعومة في منطقة آسيا - الباسيفيك، والتي تنوي واشنطن من خلالها زيادة التأثير الأميركي سياسيا واقتصاديا وعسكريا في المنطقة .
وأوضحت وسائل الاعلام الصينية أن تصريحات أوباما غير العقلانية في اليابان، أثارت استياء شديدا وانتقادا كبيرا من الصين التي لن تسمح بالإضرار بمصلحتها من قبل أي طرف مهما بلغت قوته، الأمر الذي استشعره أوباما وفهمه جيدا خلال زيارته للفلبين، حيث اضطر إلى إصدار إشارة ودية تجاه الصين، ما سبب إحراجا كبيرا للإدارة الأمريكية من جهة، ومن جهة أخرى أكد عدم إدراك وفهم الولايات المتحدة لطبيعة المنطقة وحساسيتها تجاه أي محاولة لفرض وضع دولي جديد.
وقالت إنه يوما بعد آخر، باتت الولايات المتحدة تدرك أكثر فأكثر أن نفوذ وتأثير الصين في المنطقة والعالم أصبح كبيرا في ميادين السياسة والاقتصاد، وأن دخولها في مواجهة مع الصين لن يعود عليها بأي منفعة، ولذلك، كان أوباما حريصاً جداً وراقب عن كثب ردود فعل الصين في زيارته الهادفة إلى طمأنة حلفاء الولايات المتحدة في آسيا، تحسبا لإثارة غضب شديد من الصين.
وأوضحت أنه في محاولة لمهادنة الصين، بعد تصريحاته غير العقلانية، أصدر أوباما تصريحات إلى وسائل الإعلام اليابانية والفلبينية مفادها بأن الولايات المتحدة تعمل على حماية المصالح اليابانية والفلبينية، شرط ألا تؤدي للحرب مع الصين، ما صدم كلا من اليابان والفلبين وكان بمثابة صب الماء البارد على وجهيهما، بعدما أصدرتاه من تهديدات صارخة تجاه الصين.
من جهة أخرى، فسرت وسائل الاعلام الصينية وصفها لزيارة أوباما الآسيوية بـ"الفاشلة" كونه أخفق في التوصل إلى اتفاقية الشراكة عبر الأطلنطي مع اليابان، ولاسيما بعدما أشاد بالذوق اللذيذ للـ "سوشي" الياباني، وفي المقابل أيضاً، لم يفلح أوباما كثيرا في الفلبين، إذ تعرض لاحتجاجات محلية كبيرة على الرغم من توقيع اتفاقية تعاون دفاعي جديد بين البلدين.
وقالت إنه مرة أخرى، وربما لن تكون الأخيرة، لا تبدو الإدارة الأمريكية مدركة بشكل فعلي لنتائج سياستها "المتذاكية" في آسيا، فما تواجهه من مصاعب كبيرة لتحقيق التوازن بين شريكها الاقتصادي الصين وحليفيها السياسيين اليابان والفلبين، يفسر تماما جهلها لطبيعة وحساسية العلاقات في المنطقة ويؤكد مجددا أنها تسير في الطريق الخطأ، لأن استغلالها لنزاعات اليابان والفلبين مع الصين بشأن السيادة والأراضي، لن يعود عليها بالخير من جهة، ولن يحقق المصلحة الأميركية الخاصة من جهة أخرى.
ودعت وسائل الاعلام الصينية واشنطن أن تسلم بأنها لم تعد القوة العظمى في العالم الذي يعيش على تعدد الأقطاب والتكامل، ما يفرض عليها إذا ما رغبت في المحافظة على ماء وجهها على الساحة الدولية أن تحترم مصلحة الصين الجوهرية بما فيها ضمان السيادة، وإذا ما كانت صادقة في سعيها لبناء نوع جديد من العلاقات بين البلدين .
كما طالبت واشنطن أيضاً أن تتوقف عن فرض سياسة التضييق والحصار على الصين، لأن الصين وببساطة لن تتراجع أو تساوم أبداً على ضمان أمنها ومصالحها أمام المواجهة الأمريكية، وفي المقابل، على كل من اليابان والفلبين، إعادة تقييم علاقاتهما مع الصين بشكل جدي ومنطقي، فالحليف الأميركي لن يجرؤ على حمايتهما على حساب مصالحه الهائلة التي سيحصل عليها إذا ما عمل بصدق على تنمية علاقات جيدة مع الصين.


 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإعلام الصيني يصف زيارة أوباما الأسيوية بالمحرجة الإعلام الصيني يصف زيارة أوباما الأسيوية بالمحرجة



GMT 17:42 2021 الأحد ,31 تشرين الأول / أكتوبر

إعلامي يدعو لطرد إبنة جورج قرداحي من قناة mbc

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 17:04 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 15:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:26 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت الخميس29-10-2020

GMT 14:52 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 13:46 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور الخميس 29-10-2020

GMT 18:06 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 18:37 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 09:37 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

إليك وجهات سياحية رخيصة يمكن السفر إليها في بداية العام

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 22:42 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

هاني شاكر يشارك جمهوره أول أغنية له في 2021 "كيف بتنسى"
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia