القاهرة – إسلام الخضري
دانت "لجنة الدفاع عن استقلال الصحافة" التصريحات التي أطلقها رئيس الوزراء المصري الدكتور هشام قنديل، خلال لقائه الأربعاء الماضي مع الجالية المصرية في قطر، والتي دعا فيها المصريين لعدم تصديق الإعلام، واصفاً إياه بأنه لا يريد الخير للبلد، كما دعاهم لمتابعة إنجازات الحكومة على الموقع الإلكترونى لمجلس الوزراء.
وأكدت اللجنة من خلال بيان لها، أن تصريحات رئيس الوزراء، لا ترقى لطبيعة المسؤولية المفترض أن تقوم بها الحكومة، وأن اتهام الإعلام بالكذب، والعمل لغير صالح الدولة، إنما يُعَبِّر عن مدى نجاح الإعلام، في كشف عورات الحكومة، التي لم تُقدّم شيئاً للمواطن المصري، لا من الناحية الأمنية ولا الاقتصادية ولا السياسية، بل كانت ومازالت سبباً لتردي أحواله الحياتية.
وشَدّدت على أن الإعلام، هو المرآة التي تعكس أداء الحكومة، وغيرها من مؤسسات الدولة، وأنه لا يختلق الأحداث أو الأخبار، وإنما هو متابع لها، فإذا كان الإعلام ، وتخص اللجنة منه الصحافة بشكل خاص، لايقول الصدق، فإن هذا انعكاس لتصريحات المسؤولين في الدولة، بمن فيهم رئيس الوزراء، الذي يمثل جزءاً من المنظومة المفترض فيها أنها تحكم البلاد، داعية الأجهزة المعنية في الدولة، للتخلي عن "نظرية المؤامرة"، التي تؤمن بها السلطة، وتتحدث عنها لمناسبة ولغير مناسبة، رغم عدم وجودها من الأساس، وأن تكون أكثر واقعية في التعامل مع ما تقوله الصحافة، لأنه لايخرج عن كونه انعكاساً لرأي المواطنين في أداء الحكومة، أو حتى مؤسسة الرئاسة.
وأوضحت اللجنة أنها ومعها باقي وسائل الإعلام، ليست في خصومة مع أي جهة، وإنما هي تؤدي رسالتها في تنوير المجتمع، بكل ما لديها من آليات، قد يصيبها القصور في بعض الأحيان ، لقصور أشد في نظام الدولة، الذي يمنع الحق في المعرفة، ويسعى لتزييف الحقائق، وتقديم صورة نظرية لإنجازات وهمية، مؤكدة أن الصحافة هي صوت الشعب، ولن تكون بوقاً للسلطة، ولن تصفق أبداً لمسؤول أو حتى حاكم، إلا إذا كانت إنجازته تسبق تصريحاته.
ودعت مجلس الوزراء، وأجهزة الدولة كافة، إلى تبني لغة خطاب جديد مع الصحافة، والإعلام، قوامه إنجازات حقيقية على أرض الواقع ، يلمسها المواطن المصري، لا يشهد بها موقع الكتروني للوزراة.
أرسل تعليقك