بيروت ـ ننا
تصدر "واقع الاعلام الفرنكوفوني ودوره والتحديات التي تواجهه وآفاق المستقبل"، الندوة التي نظمتها كلية الاعلام والتواصل في الجامعة الأنطونية بعنوان "أصوات فرنكوفونية" برعاية السفير الفرنسي باتريس باولي وحضوره.
وشارك في الندوة، الى السفير باولي، مدير قناة "24 France" الصحافي مارك صيقلي، رئيسة مجلس ادارة جريدة "لوريان لوجور" نايلة دو فريج، ومسؤول البرامج الاعلامية في منظمة الفرنكوفونية العالمية الدكتور تيديان ديوه، عميدة كلية الاعلام والتواصل الدكتورة ميرنا أبو زيد. وحضر كل من: مستشار رئيس الجمهورية الوزير السابق خليل الهراوي، مستشار الرئيس سعد الحريري الدكتور داوود الصايغ، رئيس الجامعة الأب جرمانوس جرمانوس، الامين العام للجامعة الأب جو بو جودة، الدكتور ايلي عساف، سينتيا رعد عن الوكالة الجامعية للفرنكوفونية وحشد من الشخصيات والوجوه الاعلامية.
أول المتحدثين رئيس الجامعة الأنطونية الأب جرمانوس الذي توقف عند "ميزة أساسية يختص بها الاعلام الفرنكوفوني ألا وهي قدرته على الاعتراف بوجود لغات أخرى وتاليا وجود ثقافات وقيم وتيارات فكرية مغايرة"، لافتا الى أن "الارث الاعلامي الفرنكوفوني رسخ في الأذهان قيم الحرية وحقوق الانسان والحس النقدي والتحليلي وروح الابتكار والفكاهة". واذ لفت الى "الأزمة التي يعيشها في مواجهة الاعلام الناطق باللغة الانكليزية أو العربية"، تساءل "عن الدور الذي يمكن أن يقوم به لبنان في هذا الاطار".
من جهتها، شرحت عميدة كلية الاعلام والتواصل الدكتورة أبو زيد "أهداف هذه المبادرة، وهي الأولى ضمن سلسلة لقاءات ستعقد سنويا، تتوخى الاضاءة على واقع الاعلام الفرنكوفوني ودوره والتغطية والقراءات الاعلامية التي يوفرها للأحداث العالمية".
ولفتت الى "الرسالة الأساسية التي يؤديها الاعلام، الفرنكوفوني تحديدا، والتي بحسب ما أوردت، تتفوق غالبا وتتقدم سياسات الدول وفي امكان وسائل الاعلام فتح قنوات حوار وتواصل وتقريب وجهات النظر أو تعميق الخلافات وزيادة حدة التوترات والحض على الرفض والخوف من الآخر".
واعتبر السفير الفرنسي في مداخلته أن "واقع اللغة الفرنسية في العالم والفرنكوفونية يختلف عما قد يظنه البعض إذ أظهرت دراسة أعدها مصرف Natixis أخيرا أن اللغة الفرنسية ستكون اللغة المحكية الأولى في العالم بحلول عام 2050. وإذ لفت الى "دينامية الفرنكوفونية واشعاعها وخصوصا وأنها نقطة تلاق واجتماع حول مجموعة مبادئ"، توقف عند "غنى المشهد الاعلامي الفرنكوفوني اللبناني وتنوعه"، مشيرا الى أن "حضور اللغة الفرنسية لا يقتصر فقط على المؤسسات الناطقة باللغة الفرنسية بل يتعداها الى تلك العربية كجريدة "السفير" التي اختارت أن تصدر في مناسبة عيدها الأربعين ملحقا بالفرنسية".
وتطرق أيضا الى "برامج الدعم التي يمكن أن تقدمها فرنسا الى الوسائل الاعلامية وبرامج التدريب للصحافيين المحليين"، مؤكدا أن "الصحافة الفرنسية والفرنكوفونية لا بد لها أن تتأقلم مع الواقع الجديد ولا سيما وأن" وسائل التواصل الجديدة وان كانت تحض الاعلام اليوم على اعادة النظر في النموذج الاقتصادي الا أنها تقدم فرصا كبيرة وتوفر امكان الوصول الى فئات أوسع.
بدوره، أشار صيقلي الى أن "الفرنكوفونية هي حالة ذهنية ومجموعة مبادئ ومثل وهي اليوم بحسب ما أورد " تشكل مسارا ثالثا يروج للتسامح"، لافتا الى أنه "في عالم بات فيه الخبر ينتشر بسرعة " تغريدة"، تؤدي وسائل الاعلام الفرنكوفونية دورا أساسيا في شرح الاحداث وتحليلها ونقدها".
وتحدث عن "النهج الذي تتبعه قناة "فرانس 24" التي تشهد نجاحا متناميا في مختلف أنحاء العالم". و تكلم على "سياستها التي تتخطى الآنية وتذهب الى ما بعد الحدث فتقدم المواد الاعلامية الاجتماعية بطريقة موضوعية ومتفهمة".
واستعادت دو فريج "صفحات من تاريخ الجريدة التي تحتفل هذا العام بعيدها التسعين فعادت بالذاكرة مع الحضور الى المؤسسين جورج نقاش وميشال شيحا ومرحلة الدمج بين المطبوعتين " لوريان" و" لوجور" مرورا بالأقلام والشخصيات السياسية التي طبعت الصحيفة كما الحياة السياسية والثقافية والاقتصادية للبلد وصولا الى الحقبة الحالية"، فأكدت أن "الصحيفة التي تحمل لواء الفرنكوفونية ستبقى وفية لمبادئها ولمهمتها الأساسية في نقل الأخبار بطريقة مستقلة لجميع الناطقين بالفرنسية على صلة بلبنان وبالشرق الأوسط".
وتحدث المسؤول عن البرامج الاعلامية في منظمة الفرنكوفونية العالمية الدكتور تيديان ديوه عن "واقع الاعلام الفرنكوفوني في العالم" فقسمه الى "فئات ست، تعكس كل منها نموذجا فريدا في الاعلام ونمطا مختلفا في التعبير". وأشارالى "أننا نشهد اليوم رسم خريطة جديدة للعالم"، وشدد على "أننا على عتبة تغيير وانقلاب جذري في النموذج الاعلامي"، محذرا الدول الفرنكوفونية من "التأثير غير المسبوق لوسائل الاعلام الناطقة باللغة الفرنسية التي أطلقتها قوىً كالصين على سبيل المثال. هذا واعتبر أن حلول الاعلام الرقمي بدءا من حزيران 2015، خصوصا في أفريقيا، أمر يحتم على الاعلام التقليدي الاختيار بين طريقين: التأقلم أو الاندثار".
في الختام، قدم الأب جرمانوس الريشة الذهبية للجامعة الى السفير باولي.
أرسل تعليقك