الكويت ـ كونا
اصدرت مجلة (العربي) عددا خاصا في شهر فبراير يتضمن مقالات وموضوعات وصورا نابضة للثقافة الكويتية المعاصرة وجوانب من حياة وتاريخ البلاد بمناسبة الاحتفالات بالاعياد الوطنية.
واشارت رئيس التحرير الدكتورة ليلى السبعان في حديثها الشهري الذي عنونته (المواطنة اللغوية) الى واحدة من أهم القضايا الوطنية واللغوية وهي التحول الكبير الذي طرأ على الاستفادة من اللغة الأم واستخداماتها في الحياة اليومية وكيف بدأت حروف ومعاني الأسماء الغريبة تغزو السماء والجدران لتتحدث بلغات غير العربية متأملة بإعجاب "موقف اليابان وكيف تدافع عن لغتها وأمنت مكانتها وكفلت حمايتها بكل السبل لأجيالها القادمة لتكون لغة قوية تكسر هيمنة اللغات الأجنبية وخاصة الإنجليزية".
واضافت الدكتورة السبعان ان التدوين "عبر الانترنت في صوره التي نعرفها ومنها آيات التخاطب عبر وسائط الدردشة والبريد الالكتروني يمكن أن يكون دافعا لتعلم اللغة فاذا كانت اللغة الشفاهية محملة بتراث تاريخي فيجب علينا حين ننقلها الى الانترنت أن نصعد بها مرحلة أعلى من التقويم وهو للأسف ما لا نلحظه في معظم المخاطبات التي تنحو إلى العامية المحكية بلهجاتها المتباينة أو تستسيغ الحروف اللاتينية لكتابة المفردات العربية أو تهدم أركان اللغة".
وتناول العدد منجزات الشاعر الكويتي علي السبتي وبابا جديدا يجمع بين ضفتيه أهم الأحداث العالمية التي تستضيفها الكويت تحت عنوان (الكويت ملتقى العالم).
ويلتقي قراء هذا العدد مع كواليس القمة الاقتصادية العربية الأفريقية في استقراء شامل لمحمد البغلي ويتجولون بين فنون الحرف التقليدية الأفريقية في تحقيق مصور كتبته هذايل الحوقل ويتوقفون عند معرض الكويت الدولي للكتاب في زيارة يكتبها لافي الشمري كبادرة لمحتوى أول زوايا (الكويت ملتقى العالم) التي تعد المجلة قراءها بأن تتجدد في كل عدد.
وفي إضاءة للابداع العربي تناول العدد مقالا عن الروائية فاطمة العلي للشاعر فاضل خلف ودراسة عن التشكيلي سامي محمد للناقد والفنان عبدالعزيز التميمي ونقدا لأعمال باسمة العنزي وباسم المسلم للروائية ليلى العثمان.
كما تناول تحقيقا عن مؤتمر مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين في البرلمان الأوروبي بالعاصمة البلجيكية بروكسل وتأريخا لرحلة العلم الكويتي لأكثر من قرن يوثقه وليد الداود وحوارا مع فارعة السقاف تجريه وفاء شهاب حول تجربة مؤسسة (لوياك) واستعراضا لجاليري نادر يوثق لتاريخ الكويت المصور في الألبوم الذي تتصفحه سعاد راضي بزاوية المكتبة العربية بينما يقرأ أحمد محمد حسن في (المكتبة الأجنبية) كتابا عن المشاهد السينمائية الأكثر وقعا.
وتحلق (العربي) في سماء كوكب الشرق التي تحل ذكرى رحيلها هذا الشهر في مقال للشاعر بشير عياد ويهنىء أشرف أبو اليزيد الفائزين بمسابقتين احتفت بهما الامارات الأولى للمبدعين في جوائز مجلة دبي الثقافية في الرواية والشعر والقصة والسينما والثانية للباحثين وكتاب الرحلة في مسابقة ابن بطوطة للادب الجغرافي مثلما تتابع اكتشاف ميناء الملك الفرعوني خوفو على البحر الأحمر للباحث عبد الرحيم الرحوتي.
وتعرض من تونس رؤية جديدة للربيع العربي للدكتور عبدالمجيد بدوي وفي الجزائر تقرأ الناقدة دكتورة هويدا صالح رواية أحلام مستغانمي (الأسود يليق بك) ومن السودان يأتي صوت الشاعر التجاني يوسف بشير في وداعية للكاتب فضلي جماع.
بينما يوجز الناقد السينمائي محمد الفقي تجربة ياسوجيرو أوزو ويكتب الدكتور ملاك نصر عن قضية ثقافة الجمال فضلا عن مواد أخرى في أبوابها وزواياها الشهرية بأقلام أمين الباشا وياسين الأيوبي ومحمد سيف الرحبي وسعدية مفرح وابراهيم فرغلي وعبود عطية وفاطمة بن محمود وعلي عبدالله خليفة وفاروق شوشة واخرون سواء في متنها أو في ملحقها الشهري (البيت العربي).
ودعت مجلة (العربي) في استهلالها القراء المبدعين الى ارسال مساهماتهم التي تعد للنشر في مجلة (الشباب العربي) التي تصدر هذا العام لاضاءة انتاج الشباب المبدع في الكويت والعالم العربي لايمان (العربي) بأن هذا الجيل الجديد هم صناع مستقبلنا الأفضل فضلا عن دعوتها لتبني معالجة قضايا الشباب العربي الملحة التي باتت تحرك مسار التاريخ بعنفوانها وأهميتها.
وأشادت المجلة بالمشروع الذي تبنته وزارة الاعلام بدولة الكويت بتوفير أجزاء من مجلة (العربي) بلغة (بريل) للقراء من ذوي الاحتياجات الخاصة وهو ما سيسمح للمبدعين منهم بالمشاركة بكتاباتهم للمساهمة الجادة في (الشباب العربي).
وأعلنت (العربي) عن ملتقاها الفكري السنوي الذي يقام في شهر مارس المقبل وقد اتخذت له هذا العام عنوان (الثقافة العربية على طريق الحرير) ايمانا منها بدور التواصل الحضاري والثقافي مدعوما بالاتصال الاعلامي والتبادل الاقتصادي لكي تؤسس لعالم أكثر معرفة وسلاما.
وتسعى المجلة في هذا الملتقى الى التعريف بمؤسسات المخطوطات العربية وأهميتها وتفعيلها وعرض للمراكز والجامعات والمدارس والمؤسسات الراعية للثقافة العربية من خارج العالم العربي.
أرسل تعليقك