الإعلام المهنيّ يغيب عن الأنبار العراقيّة لتباين المعلومات
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

الإعلام المهنيّ يغيب عن الأنبار العراقيّة لتباين المعلومات

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - الإعلام المهنيّ يغيب عن الأنبار العراقيّة لتباين المعلومات

بغداد ـ العرب اليوم

أكّد ناشطون عراقيّون، أن الإعلام المهنيّ غائب عن محافظة الأنبار، لعدم توافر الأرضية الآمنة لذلك، في ظل إعلام لجهتين تتحاربان في المحافظة، الأولى حكوميّة تقف مع الجيش العراقي وبقية القوات الأمنيّة وتعمل ماكنتها الإعلاميّة على وصف القتال في الأنبار مع تنظيم "داعش" بأنه مصيريّ للعراق ولعمليته السياسيّة وأمنه، ويشهد انتصارات ساحقة على ما يُسمّى "فلول الإرهاب، والجهة الثانية لا تقلّ عنها قوة، حيث أصبح لها ألاف المواقع الإلكترونيّة التي تبثّ عليها صورها المُتمثّلة في قتل العسكريين بالجملة، وبين هذا وذاك ضاعت الحقيقة الكاملة. وأوضح الناشطون في الأنبار، لـ"العرب اليوم"، طلبوا عدم الإشارة إلى أسمائهم، أنه ليس سهلاً أن تتواجد هناك بهويتك الصحافيّة علنًا، لأنك ستكون حينها هدفًا لأكثر من جهة، وأن "ساحة المواجهة" تمتد حاليًا في الأنبار، من أطراف مدينة الفلوجة، إلى أطراف مدينة الرمادي، وعلى شريط طوليّ يسير بين نهر الفرات والطريق الدوليّ، لمسافة ٤٥كم، فيما يبلغ أقصى عمق لهذه المساحة ٢٠ كم، مما يعني أن مساحة مناطق الاشتباك في المحافظة تبلغ ٦٥٠كم مربع، ويخترقها نهر الفرات، وتشمل هذه المساحة، مركزيّ الرمادي والفلوجة، وتقع بينهما على امتداد الفرات، مناطق الخالدية والحبانية والصقلاوية، وبعض القرى الصغيرة الأخرى، وأن الشريط الواقع بين الفرات والطريق السريع، وتقع فيه مدينة الفلوجة بكاملها، والصقلاوية، وجزيرة الخالدية والحامضية ومنطقة ألبو فراج، يشهد أعنف المعارك والاشتباكات بين المُسلّحين، وباستثناء مناطق الملعب والضباط وشارع ٦٠ جنوب الرمادي، يمكن القول إنه لا توجد "مناطق ساخنة" أخرى في الأنبار، في حين ترتبط مناطق جنوب الرمادي، الملعب وشارع ٦٠ وألبو جابر، بشريط المناطق الساخنة بين الفرات والسريع، عبرما يُطلق عليه الطريق القديم، الذي يصل بين مدينتي الرمادي والفلوجة، كما تنفتح على الصحراء في الاتجاه المعاكس عبر منطقة الحميرة. وأشارت تقديرات المُتابعين من أبناء المدينة، إلى وجود ٣٥ ألف عسكريّ عراقيّ على الأرض للمشاركة في معارك الأنبار، هم جنود في قوات الجيش والقوات الخاصة "سوات" والشرطة الوطنيّة، بخلاف أعداد الشرطة المحلية والصحوات، فيما يوجد ٤ آلاف مقاتل يُعارضون الحكومة في المحافظة، مُجهّزين بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة مع ذخائر يبدو أنها لا تنضب، مُوزعين بين تنظيم "داعش" و"القاعدة" الذي يتبع الظواهري، وعناصر في بعض التنظيمات التي تُطلق على نفسها "الجهادية" و"الوطنية" السابقة وأبناء عشائر، وإن كان عناصر "داعش" يُشكلون ٪ من هذا العدد. ولم يشاهد سُكّان الفلوجة، عناصر "داعش" وسط مناطق سكنية، بخلاف مدينة الرمادي، التي شاهد فيها مدنيّون، مجموعات مُسلّحة من "داعش" حاملين رايتها  في شمال وجنوب المدينة، ورغم ذلك الفلوجة تخضع لسيطرة "شبه كاملة من قبل التنظيم، لكنها سيطرة "غير منظورة"، وتتصاعد وتيرتها مع حلول الظلام، فيما تتعرض بعض مناطقها لقصف متواصل من قبل الجيش العراقيّ وسط نزوح كبير للسكان، ويسيطر "داعش" على ثلث مناطق مدينة الرمادي، وهي مناطق باتت خالية بشكل شبه كلي من السكان، فيما تبسط القوات الأمنية سيطرتها على بقية المناطق، التي تقع في بعضها اشتباكات متقطعة أحيانًا. وتكاد تكون معظم المصالح العامة والخاصة في الرمادي والفلوجة مُعطّلة، فلا أسواق هناك، ولا محال تجارية، ومن تبقّى من السكان يعاني كثيرًا للحصول على مستلزمات الحياة الضرورية، وسط شح الوقود بين الحين والآخر، مع انعدام شبه كامل للمستلزمات الصحية والخدمات البلدية، مما اضطر الألاف من أبناء المدن إلى النزوج منها إلى المحافظات المجاورة. والتقى "العرب اليوم" اثناء جولته في الأنبار، عددًا من الصحافيين من أبناء المدينة، ومن بينهم "عمر الشاهر"، وهو اسم حركيّ خشية الاستهداف الذي رافق فريق العمل، وهو من أبناء مدينة الرمادي، ويسكن فيها، والذي أكد أنه يستغرق في بعض الأيام 10 ساعات لجمع المعلومات والتثبت منها ومطابقتها، وهي معلومات ُسهم في توفيرها 30 شخصًا مُوزّعين في المنطقة الممتدة من هيت وحتى أبو غريب، وأن لديه مصادر في الجيش والشرطة والصحة، وبعضها قضاة وأساتذة جامعيين ورجال دين وشيوخ عشائر وموظفون وكسبة من مختلف الطبقات، مبينًا أن بعض المصادر لديها خلافات عميقة مع مصادر أخرى، ومع ذلك، يستمع إلى الجميع، ويُقارن بين معلوماتهم لاستنتج الخلاصة، تطابقًا لما يراه شخصيًا، ويبدو أن الأنبار متأكدة الآن، من انعدام قُدرة أي فصيل سنيّ محليّ على مواجهة "داعش"، الذي يبدو أنه يصبح أقوى مع فجر كل يوم جديد، كما أن القوات الأمنية لا تزال تخشى دخول المناطق السكنية لمحاذير عدّة، منها التاثير السياسيّ للدخول. ويُطالب الشاهر، مَن يدعو سُكّان الأنبار إلى إخراج "داعش"، بأن يذهب إلى المناطق التي يسيطرون عليها، ليرى بنفسه من هم، وما هي أسلحتهم؟ وماذا فعلوا بالأزقّة التي تؤدي إلى مناطقهم، ثم يحاول أن يقول لهم: اخرجوا.  

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإعلام المهنيّ يغيب عن الأنبار العراقيّة لتباين المعلومات الإعلام المهنيّ يغيب عن الأنبار العراقيّة لتباين المعلومات



GMT 17:42 2021 الأحد ,31 تشرين الأول / أكتوبر

إعلامي يدعو لطرد إبنة جورج قرداحي من قناة mbc

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 17:04 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 15:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:26 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت الخميس29-10-2020

GMT 14:52 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 13:46 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور الخميس 29-10-2020

GMT 18:06 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 18:37 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 09:37 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

إليك وجهات سياحية رخيصة يمكن السفر إليها في بداية العام

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 22:42 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

هاني شاكر يشارك جمهوره أول أغنية له في 2021 "كيف بتنسى"
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia