الرياض ـ كونا
أكد وزير الاعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان صباح الحمود الصباح أن توحيد الخطاب الاعلامي والجهود الثقافية لدول الخليج العربية بات ضرورة ملحة لاعطاء الصورة الحقيقية للمجتمعات الخليجية لمواجهة حملات التشويه والتشويش.
وقال الشيخ سلمان الحمود في حوار مع صحيفة (عكاظ) السعودية نشرته في عددها الصادر هنا اليوم ان الخطاب الاعلامي الخليجي يتجه نحو التكامل نتيجة للتنسيق الدبلوماسي والسياسي بين دول المجلس موضحا أن أصحاب الجلالة والسمو اهتموا بموضوع التكامل الاعلامي بعد اعتماد الاستراتيجية الاعلامية لدول المجلس.
وأوضح انه "في هذا الجانب سعى وزراء الاعلام الى استعجال وضع الخطوات التنفيذية والاستراتيجية اللازمة وهناك فريق متخصص يعمل على تنفيذ المحاور والاستراتيجية الاعلامية لدول المجلس".
وأضاف أن أهم أهداف هذه الاستراتيجية توحيد الاعلام الخليجي وتقديم صورة ذهنية ايجابية عن دول المجلس مؤكدا استمرار الحاجة الى المزيد من الجهود في هذا الشأن.
واكد الشيخ سلمان الحمود وجود نقلة نوعية في اشراك الاعلام الخليجي فيما يتعلق بالاعلام الحديث وتأهيله ومشاركته في الاجتماعات الرسمية لوزراء الاعلام لدول مجلس التعاون مبينا أن أول لقاء مشترك انطلق في مملكة البحرين قبل اجتماعات وزراء الاعلام.
واشار الى تشجيع بعض المبادرات الخليجية المشتركة على مستوى الاعلام الجديد والتواصل الاجتماعي وغيره لتحقيق حضور وتواجد أكثر من خلال طرح الأولويات الاعلامية قائلا "نحن مطمئنون بأن الاعلام في مجلس التعاون يسير في الاتجاه الصحيح لتفعيل الرسائل والوسائل الاعلامية في دول مجلس التعاون الخليجي".
وأوضح أن التنسيق والمشاورات مستمران على المستوى الجماعي أو الثنائي بين وزراء الاعلام في دول الخليج اضافة الى الاجتماع السنوي والاجتماعات التنسيقية على المستوى الفني لوكلاء الوزارات وعلى المستوى النوعي لمستوى الأجهزة الاعلامية المتخصصة في دول المجلس في مجالات البرامج أو في المجالات الاستراتيجية.
وأشار الى وجود شعور مشترك بأهمية الدور التكاملي فيما يتعلق بقضية الاعلام مضيفا ان "أي مؤسسة اعلامية تخدم الرسالة الخليجية فنحن جزء منها وندعمها وفي الجانب الاجتماعي والفني المطلوب منا أن نطور من امكانياتنا وخاصة فيما يتعلق بالانتاج الموجه".
وأكد أهمية تفعيل دور الانتاج الخليجي المشترك مشيرا الى ضرورة النهوض بمؤسسة الانتاج البرامجي المشترك لدول الخليج العربي.
وقال "بدأنا خطوات الآن لتطويرها من البرامج النمطية الى انتاج برامج هادفة يحتاجها المجتمع الخليجي تعنى بالنشء والشباب وتعزيز الهوية الخليجية ويجب أن تصمم بطريقة غير نمطية وأسلوب غير تقليدي حتى تستهوي المتلقي وتكون محل تأثير".
وأضاف "عندما ننظر الى (جهاز اذاعة وتلفزيون الخليج) نجد أنه من المطلوب منه المساهمة في جهوده فيما يتعلق بالتدريب واعداد الكوادر الفنية المتخصصة وهنا نأتي الى منظومة تستطيع أن تعطينا تأثيرا وامكانيات أكبر".
وأكد الشيخ سلمان الحمود أن وزارة الاعلام تبذل جهودا حثيثة لتطوير تلفزيون الكويت من حيث المحتوى ومن حيث الشكل.
وقال ان "التلفزيونات الرسمية اليوم أصبح دورها محددا أكثر من القنوات الخاصة لأنها ترتبط بأنظمة معينة ومجالات مخصصة وتتكلم باسم الدولة ولها معايير خاصة من ناحية دقة الخبر ونقله وتحليله بطريقة محايدة مما أعطت التلفزيون الرسمي هذا الشكل الخاص".
وأشار الى دعم التلفزيونات الرسمية للبرامج غير الربحية وبرامج الخدمة المجتمعية وتعزيز الهوية الوطنية والقيم.
وشدد على ضرورة تطوير الجانب الاخباري في تلفزيون الكويت بشكل أكبر مشيرا الى أنه لم يصل الأمر في هذا الشأن الى مرحلة اطلاق قناة اخبارية وان كانت وزارة الاعلام تدرس هذا الأمر.
ورأى أن تلفزيون الكويت يصارع بين تقليدية تلفزيون دولة وبين فكر القطاع الخاص وانفتاح البرامج ما شجع على اطلاق الكثير من المشاريع المشتركة مع قنوات خليجية وعربية سعيا للتكامل في مستوى البرامج.
واعتبر أن أهم قضية اليوم هي الحاجة الى برامج أهدافها واضحة تؤدي التأثير المطلوب لشبابنا ليكونوا دائما داعمين لخطوات الدولة ومفهوم العمق الخليجي الموحد وهو الهدف الذي نسعى له دائما.
وعن جهوده لتطوير وزارة الاعلام الكويتية قال الشيخ سلمان الحمود "قد يكون الأمر الرئيسي المهم منذ وجودي في وزارة الاعلام الان أكثر من سنتين ونصف السنة ان الصورة اصبحت واضحة وان المشاريع التطويرية تم اعدادها من قبل الكفاءات الموجودة في الوزارة ومن قبل متخصصين وأكاديميين".
وقال انه تم تنفيذ جزء من هذه المشاريع فيما تعمل الوزارة حاليا على تنفيذ الأجزاء المتبقية والتي من أهدافها الأساسية زيادة التأثير الاعلامي الهادف والتي تعزز الهوية الوطنية وتوضح الانجازات التي تبذلها الدولة للمواطن في سبيل رفاهيته والدفع بالرسالة الاعلامية الخارجية.
وذكر انه "مما نفخر به هو وجود عناصر بشرية من الكفاءات الشبابية لديها الامكانات التي تواكب الأدوار الدبلوماسية العالمية التي حظيت بها الكويت في الآونة الأخيرة باستضافتها العديد من المؤتمرات الدولية والاقليمية المهمة".
وأضاف "لا ننسى الدور الثقافي المهم وهو دعم المفهوم الذي يؤدي الى تعزيز الصورة والثقافة الاسلامية والعربية في العالم والتي نحن مطالبون بحمايتها من حملات التشويه الموجهة والمنظمة للأسف الشديد".
وأشار الى أن الوزارة تعمل أيضا على تطوير البرامج الثقافية والأدبية والفنية في المرحلة المقبلة باعتبارها من الأولويات.
وفيما يتعلق بانتقادات مجلس الأمة الكويتي للحكومة وللاعلام أكد الشيخ سلمان الحمود أن "الانتقاد محمود" مشيرا الى أن مجلس الامة يمارس مسؤولياته كسلطة تشريعية ورقابية.
وقال انه "من الجانب الرقابي من حق أي عضو في المجلس أن يسأل ويستوضح أو يوجه ملاحظات ونحن من واجبنا أن نوفر له المعلومة التي يريدها ونحترم الآراء والاقتراحات التي يقدمها".
وأضاف ان "هناك دقة في التعامل مع الاعلام الكويتي فلدينا آراء ترى أن يكون الاعلام أكثر انفتاحا وآراء ترى أن يكون الاعلام محافظا وسياسة الدولة وضعت الأنظمة والقوانين وهي المسار الذي نتبعه بحيث اننا نحقق من خلال الاعلام الهادف متطلبات الدولة ومن أهمها التنمية ونحن نحترم جهود مجلس الأمة وفي نفس الوقت هم يحترمون العمل الذي نؤديه".
وشدد على أن المسؤولية التنفيذية مسؤولية مهمة ودقيقة ولذلك تعتقد وزارة الاعلام أن دعم مجلس الأمة يسهم في تطوير الدور الاعلامي الكويتي.
أرسل تعليقك