بيروت ـ أ ش أ
اعتبر وزير الاعلام اللبناني وليد الداعوق أن التطورات المتسارعة التي يشهدها العالم وسط التدفق الهائل والكثيف للمعلومات والاخبار بوسائط غير تقليدية تضع على عاتق الانظمة التربوية مسؤوليات إضافية لانها لم تعد الوسيلة الوحيدة للمعرفة بعد تنامي التكنولوجيا الحديثة للاعلام والتواصل الاجتماعي بحيث تبدلت معها معالم الحدود الثقافية والجغرافية بين المجتمعات.
وقال خلال افتتاحه اليوم المؤتمر العربي الاقليمي للتربية على المواطنة والتنوع الثقافي الذي تنظمه مؤسسة "أديان" في لبنان بالتعاون مع اليونيسكو وجامعة سيدة اللويزة إن هذا التطور في وسائل تلقي المعرفة بات يفرض على التربويين التعامل مع الاجيال الطالعة بطريقة مختلفة وذلك بالتركيز على تنمية القدرة على الانفتاح على الذات وعلى الاخرين.
ودعا الى تنمية القدرة على التخلص من نزعات التعصب والعنف من خلال تفعيل قيم التسامح والحوار الديموقراطي والتواصل الحضاري بين مختلف مكونات المجتمع وتعزيز ثقافة حقوق الانسان والمواطنة العالمية واجادة القدرة على الاقناع من ضمن ثقافة الرأي والرأي الاخر.
ورأى أن كلمة "المواطنة" أصبحت الكلمة المفتاح الاساسية لوصف التحديات الرئيسية التي تواجه بعض بلدان المنطقة في ضوء المتغيرات فيها بحيث أضحت المطالبات الشعبية نقطة تحول اساسية في التاريخ الحديث وتلقي الضوء على دور المواطنين كمصدر أساسي ووحيد للسلطة السياسية.
ولفت الى الحاجة لمقاربة تربوية متجددة لمسألة المواطنة خصوصا في ارتباطها بمسألة التنوع الثقافي على أنواعه اللغوية والاثنية والدينية لتمكين المواطنين من لعب دورهم ومساهمتهم في التغيير البناء والتقدم في بلدانهم.
وأكد انه لابد من طرح التساؤل من اجل التوصل الى إجابات منطقية وعملية قد تقود الى ارضية مشتركة لجدلية "التربية على المواطنة والتنوع الثقافي" ومن بين الاسئلة البديهية كيف يمكن تحقيق المساواة ضمن الاختلاف والدمج بين الوحدة والتنوع وكيف يمكن بناء ثقافة التنوع وكيف نحول التنوع من سبب للنزاعات الى مصدر ثراء فكري وروحي.
يشارك في المؤتمر الذي يتابع أعماله بورش تدريبية طوال اسبوع سفيرة الاتحاد الاوروبي انجلينا ايخهورست والمدير التنفيذي لمؤسسة "آنا ليند" الاورومتوسطية للحوار بين الثقافات اندرو كلاريت وممثل عن الاوقاف في دار الفتوى والامين العام لمجلس الكنائس في الشرق الاوسط وممثلون للسفارات والمرجعيات الروحية والمؤسسات الاكاديمية والتربوية وهيئات المجتمع المدني ومشاركين من دول عربية وشبان وشابات عرب مقيمين في اوروبا.
أرسل تعليقك