الإيحاءات الجنسية في البرامج التليفزيونية سرطان ينخر في جسد الإعلام
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

الإيحاءات الجنسية في البرامج التليفزيونية سرطان ينخر في جسد الإعلام

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - الإيحاءات الجنسية في البرامج التليفزيونية سرطان ينخر في جسد الإعلام

القاهرة ـ أ.ش.أ

الإيحاءات الجنسية التي تقتحم منازلنا يوميا عبر شاشات القنوات الفضائية المختلفة سواء في المسلسلات أو الأفلام أوالبرامج،ليست بالأمر المقبول بين الآباء والأمهات في مجتمع يحافظ على قيمه وتقاليده،ويعلم الجميع ما تمثله تلك الإيحاءات من خطورة على منظومة الأخلاق والقيم والعادات السوية التي تحافظ على تماسك المجتمع،خاصة بعد تزايدها خلال الفترة الأخيرة واعتماد بعض البرامج التليفزيونية عليها بشكل أساسي لتحقيق أعلى نسب مشاهدة ولجذب الاعلانات التجارية. هذا أمر رفضه بشدة الدكتور عدلي رضا رئيس قسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة، بل وأعرب عن تخوفه من تحول هذا الأمر إلى ظاهرة تصيب الإعلام المصري . وقال إن الهدف النهائي للبرامج التي تستخدم مثل هذه الإيحاءات الجنسية في مضمونها، هو جلب المعلنين على حساب المضمون الإعلامي، لكون المعلن يبحث دائما عن البرامج الهابطة التي تحقق انتشارا جماهيريا بغض النظر عن محتواها،في الوقت الذي تبحث فيه المحطات الفضائية عن تحقيق أرباحا مالية ، فهنا تتلاقى المصالح من الجانبين،وهو الأمر الذي يتنافى مع القواعد المهنية والإخلاقية للعمل الإعلامي . وأضاف رضا أن الأمر لم يقتصر على البرامج فقط،بل امتد ليشمل الإعلانات، حيث أصبحت الإيحاءات الجنسية عنصرا أساسيا في بعض الإعلانات التجارية،مشددا على ضرورة وضع ضوابط إعلامية وتشريعية جديدة تحكم العمل الإعلامي، خاصة في ظل حالة الفوضى الإعلامية التي نعيشها منذ فترة طويلة . الهوس الجنسي في البرامج التليفزيونية، ظاهرة خبيثة كما يصفهاالدكتور صلاح هاشم أستاذ علم الاجتماع بجامعة الفيوم،تأتي في إطار التشويق الإعلامي الذي يعتمد على ثلاثة عناصر أساسية هي السياسة والدين والجنس. وقال إن البرمج التليفزيونية كانت تعتمد قبل ثورة 25 يناير على الحديث في السياسة والدين لتحقيق عنصر التشويق والإثارة الإعلامية ، لكونهما كانا من المحرمات في هذه الفترة ، غير أنه بعد الثورة أصبح الحديث عن السياسة والدين من الأمور العادية ، حيث أتيح للمواطن الحديث في هذين الأمرين بكل حرية، ولذلك لم يعد أمام وسائل الإعلام سوى عنصر "الجنس" ، وما عزز من ذلك شعور المواطن بحالة من الاختناق السياسي ، لكون الثورة لم تحقق له طموحاته التي ثار من أجلها . وأضاف أن الإخفاق في تحقيق طموحات المصريين، أوجد حالة من الشعور بالملل والرغبة في التمرد على الواقع ، فاستغل بعض الإعلاميين هذه الحالة بالتركيز على الغرائز واستخدام الإيحاءات الجنسية ، لتحقيق النجاح المطلوب من وجهة نظرهم . ورفض هاشم حديث البعض عن وجود رفض مجتمعي لمثل هذه الإيحاءات الجنسية .. وقال إن حالة الرفض هذه لاتتجاوز الحناجر،غير أن معظم الإحصائيات والتقارير تؤكد أن البرامج التي تتضمن إيحاءات جنسية،تحقق نسبة مشاهدة أعلى من أي برامج آخرى . ويرى الإعلامي صابر الملاح مدير تحرير برامج منوعات،أن الإيحاءات الجنسية يستعين بها صناع الأفلام في الدعاية لأفلامهم لمغازلة جمهور الصبية والمراهقين،وهذا النوع من الدعاية يلجأ إليه أيضا المنتجون في محاولة لرفع إيرادات شباك التذاكر، في ظل الأزمة التي تعانى منها صناعة السينما ، أما في البرامج فهو أمر مرفوض ، لكون البرامج التليفزيونية في الأساس هادفة. وقال إن البعض يسيء فهم الحرية باستخدامها بما لا يتناسب مع تقاليد وعادات المجتمع، فهناك كم من الإيحاءات الجنسية غير الملائمة للأسر المصرية نشاهدها في البرامج بشكل مستمر . ويؤكد المستشار نورالدين علي عضو هيئة قضايا الدولة ، إن استخدام الألفاظ أو الإيحاء الجنسي يواجه تهمة خدش الحياء العام، والذي تصل عقوبته للحبس ، في حال تقدم أي مواطن ببلاغ للنيابة العامة . وأوضح أن الأمر لا يتعلق بحرية الرأي ووسائل التعبير عنها ، لأن كل الحريات وفقا لما استقرت عليه أحكام المحكمة الدستورية العليا والعهد الدولي للحقوق الاجتماعية والسياسية، مقيدة بالنظام العام والآداب العامة ، مما يعني إن استخدام الإيحاءات الجنسية يعد انتهاكا للناموس الأدبي للمجتمع المصري . وأشار إلى انتهاك آداب المجتمع يشكل خروجا عن الإطار المتعارف عليه لحرية التعبير عن الرأي ، لكون الموازنة دائما بين الحقوق والحريات ، تكون موازنة بين حرية الفرد وحرية المجتمع ، ودائما تقدم حرية المجتمع في مثل هذه الأمور .

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإيحاءات الجنسية في البرامج التليفزيونية سرطان ينخر في جسد الإعلام الإيحاءات الجنسية في البرامج التليفزيونية سرطان ينخر في جسد الإعلام



GMT 17:42 2021 الأحد ,31 تشرين الأول / أكتوبر

إعلامي يدعو لطرد إبنة جورج قرداحي من قناة mbc

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 00:00 2016 الخميس ,22 كانون الأول / ديسمبر

عليك النظر إلى المستقبل البعيد واختيار الأنسب لتطلعاتك

GMT 04:00 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

مستقبل إردوغان

GMT 13:21 2021 الخميس ,22 إبريل / نيسان

عملاق صيني للطرق الوعرة سيظهر العام الجاري

GMT 11:08 2021 السبت ,05 حزيران / يونيو

شركة كيا تكشف عن النسخة الأحدث من طراز K5

GMT 12:43 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة شخص وإصابة 2 بتصادم 3 سيارات في دبي

GMT 06:02 2012 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق تعاون بين الأردن والكويت

GMT 12:58 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

آلات قطر الإعلامية والدينية.. والتحريض على مصر وجيشها

GMT 07:04 2021 الجمعة ,29 تشرين الأول / أكتوبر

كثرة التنقل
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia