دمشق - جورج الشامي
كرمت الصحافة الألمانية صحافيين غامروا بحياتهم لنقل الحقيقة، التي أصبح البحث عنها في سورية، قد يكلف الصحافي حياته، إذ قامت مؤسسة الإعلام من "سباركاس لايبزيغ" منذ عام 2001، بمنح جوائز لوسائل الإعلام والصحافيين العاملين فيها، وهذه السنة قررت لجنة التحكيم منح الجائزة إلى اثنين من الصحافيين الألمان الذين عملوا على إيصال الحقيقة بطريقة مختلفة، بشأن الحرب في سورية، حسب ما ذكر تقرير اللجنة، فيما أشادت لجنة التحكيم بالصحافي أرمبروستر وتحليله الدقيق للأحداث، حيث كان يتمتع بالحذر، ولم يكن ينجرف بعيدا تحت ضغط العمل اليومي. صوته الهادئ، وتحفظه، ساعده على تقديم تقارير مصورة تعليمية مفيدة وغنية بالمعلومات. عن الأوضاع في سورية.
فقد ذهبت الجوائز للصحافين يورغ أرمبروستر ومارتن دورم، تم تكريمهما لتقاريرهما التي كتبت من سورية، فقد سافرا في رحلة بحثية مشتركة في آذار/ مارس 2013، وفي مدينة حلب السورية أصيب أرمبروستر بجروح خطيرة نتيجة وقوعه في كمين.
وقد أشادت لجنة التحكيم بالصحافي أرمبروستر وتحليله الدقيق للأحداث، حيث كان يتمتع بالحذر، ولم يكن ينجرف بعيدا تحت ضغط العمل اليومي. صوته الهادئ، وتحفظه، ساعده على تقديم تقارير مصورة تعليمية مفيدة وغنية بالمعلومات. عن الأوضاع في سورية، وفي مقابلة أجراها أخيرًا شرح صعوبات العمل الصحافي في سورية قائلا " في دمشق يجب التسجيل رسميًا والتعاون مع وزارة الإعلام الرسمية، لذلك، أردنا دخول سورية من شمال سورية بعد تقديم طلب رسمي للحكومة في دمشق، فعبرت الحدود والصق على جواز سفري طابع صغير من قبل الثوار، ولكن في نظر النظام في دمشق، فأنا عبرت الحدود بطريقة غير مشروعة."
وأضاف " وإذا دخلت دمشق بموافقة النظام، فيجب أن أقدم تقريرا عن النظام نفسه، أو كما يريد النظام وفي الواقع، التأشيرة التي يتم الحصول عليها هي تأشيرة عمل تقتصر مدتها على خمسة أيام فقط".
وتابع " وفي دمشق كان من غير الممكن أن أتحرك بشكل مستقل وحر لأنني كلما أردت التحرك علي أن أعلم وزارة الاعلام، ليقوم موظفون منها بمرافقتي، فعلى سبيل المثال، أردت أن أجري دراسة استقصائية بشوارع المدينة، وأماكن السوق واكتب عن الإمدادات الغذائية، فما كان من الناس الذين قابلتهم وأنا برفقة موظفي الوزارة إلا أن قالوا ما يجب أن يسمعه الموظفون، لذا اعتمدت طريقة أخرى للحصول على المعلومات".
اعتمد الصحافي التلفزيوني على طريقة أخرى لجمع البيانات وتحضير تقريره، حيث كان يذهب دون كميرته، حيث يريد أن يتواصل مع الناس، ثم يسجل منفردا على كاميرته ما ذكره الناس، فقال (زرت المعارضين ومعي دفتري، كتبت ما قاله المعارضون، ومن ثم سجلته، فالنظام حاول تقييدي وحصر حركتي).
ويضيف بشأن تجربته في تغطية الأحداث في سورية "ما هو الصواب وما هو الخطأ، أمر بالغ الصعوبة وغالبا ما كنت لا أعرف. ولكن يمكن للمرء التعامل مع الواقع، من خلال محاولة تقديم كلا الجانبين، كما حاولت أيضا شرح الظروف والمكان الذي يتم أخذ هذه المعلومات منه، المعلومات التي يشرف عليها المرافق من وزارة الإعلام التي يتم مراقبتها أيضا من قبل المخابرات، وأنا أعلم هذا".
يذكر أن يورغ أرمبروستر في عام 1947، وحتى نهاية عام 2012 كان مراسل ARD للشرق الأوسط وأثناء تصوير فيلم وثائقي عن الأحداث في سوريا، تم اطلاق النار عليه في مدينة حلب، شمال سورية، و بعد عملية جراحية طارئة، تم نقله عبر تركيا إلى ألمانيا.
أرسل تعليقك