بيروت ـ ننا
نظم المركز الإسلامي محاضرة عن "عميد المذيعين العرب" الراحل شفيق جدايل بعنوان "حكاية صوت" ألقاها الامين العام لاتحاد الكتاب اللبنانيين الدكتور وجيه فانوس، وتخللها كلمة لرئيس المركز المهندس علي نور الدين عساف، وتقديم فيلم وتوزيع كتاب أعده المركز عن سيرة حياته، وكلمة بإسم العائلة لنجله الدكتور أسامة جدايل، في قاعة الشهيد الشيخ أحمد عساف التابعة للمركز، في حضور ممثل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام الدكتور أمين فرشوخ، ممثل وزير الإعلام رمزي جريج مدير إذاعة لبنان محمد إبراهيم، ممثل وزير العدل اللواء أشرف ريفي خالد علوان، ممثل النائبة بهية الحريري والأمين لعام ل"تيار المستقبل" أحمد الحريري عدنان فاكهاني، الوزيرين السابقين ادمون رزق وحسن السبع، النائبين السابقين: نزيه منصور ومحمد الأمين عيتاني، نقيب محرري الصحافة الياس عون، ممثل المدير العام للأمن العام اللواء إبراهيم عباس المقدم ربيع قصب، رئيس فرع العلاقات العامة والمراسم في مديرية المخابرات العميد خالد جارودي، ممثل رئيس المحاكم الشرعية السنية العليا القاضي الشيخ عبد اللطيف دريان المستشار القاضي الشيخ محمد عساف، المدعي العام للجنوب القاضي رهيف رمضان، المدعي العام التمييزي السابق القاضي سعيد ميرزا، عميد العمل الخيري في الوطن العربي محمد بركات، ممثل رئيس حزب الحوار الوطني المهندس فؤاد مخزومي سامر الصفح، رئيس جمعية المقاصد المهندس أمين محمد الداعوق، الامين العام لاتحاد المحامين العرب المحامي عمر زين، القضاة: طلال بيضون، فوزي أدهم وأحمد ناجي فارس، والمحاميين: صائب مطرجي وحسن كشلي وأسرة الراحل المكونة من عقيلته ونجليه أسامة وإبراهيم جدايل وكريمته القاضية رلى جدايل وعدد كبير من زملاء الراحل في إذاعة لبنان.
بداية تلاوة من القرآن للشيخ الدكتور محمد البيلي، فالنشيد الوطني وتقديم من عضو المركز الدكتور محمد النفي، وألقى كلمة الإفتتاح رئيس المركز الإسلامي المهندس علي نور الدين ومما قال:
"29 عاما مرت على وفاة راحلنا الكبير، وما زال ذكره وأعماله واشعاره حديث الناس. كان الأستاذ جدايل كاتبا ومربيا وشاعرا ومذيعا، ولعله من افضل المعاصرين الذين أجادوا النطق باللغة العربية ومن أفضل من علمها وتخرج على يديه المئات من اساتذة ومذيعين اصبحوا اليوم من كبار اعلام الفكر والادب والفن".
وقال الدكتور فانوس في محاضرته: "هو صوت انبعث من بيروت، من كل ما فيها من تاريخ وقيم وتراث، ومن كل ما تقدمه جغرافيتها من وجود وزخم حياة، ومن كل ما يتطلع إليه أبناؤها من إمكانات العيش وبناء الوطن. إنه صوت بدأ، رحلة وجوده، من مخيم الكشاف وقاعة الدرس وباحة المدرسة، وكان انتشاره المدوي عبر أثير الإذاعة، فدخل كل بيت واستقر في كل أذن وانتشر بين الناس نغم محبة صافية وصوغ أناقة راقية وفاعلية وطنية صادقة. إنه صوت وضع أسس مدرسة متميزة في التعبير والإبلاغ والتأثير وقيم الجمال والفن والرأي والرؤية. إنه صوت شفيق جدايل.
كان شفيق جدايل، بأدائه الإذاعي، أستاذ مدرسة وطنية عربية في تعليم العربية الفصحى إنشاء وأداء؛ وثمة أجيال كاملة من مستمعي الإذاعة اللبنانية،
ومعظمهم لم يتسن لكثيرين منهم اللقاء الشخصي المباشر معه، قد تتلمذوا عليه في هذا المجال الرحب والجميل من مجالات العربية الفصحى إنشاء وإلقاء. وهنا يقف "الصوت"، صوت شفيق جدايل، فوق واحدة من أعلى ذرى حضوره الوطني والعربي والإذاعي، المذيع معلم العربية والقدوة الأجمل لمحبيها والناهدين إلى عليائها. ولذا، فقد كان طبيعيا جدا أن يلقب الأستاذ شفيق جدايل ب"شيخ المذيعين العرب" و"عميد المذيعين"، فضلا عن أنه، كان وما برح، أفضل من حمل لقب "كبير مذيعي الإذاعة اللبنانية". ولقد تسنى له أن يقدم النقل التلفزيوني المباشر في السنين الأخيرة من حياته، فكان لكثيرين حظ التعرف إليه صوتا وصورة، بعدما عرفوه صوتا عبر البث الإذاعي".
واضاف: "دخل شفيق جدايل رحاب إذاعة "صوت العروبة"، وبالزخم الصادق عينه الذي اعتاده الناس منه يوم كان يقول "دار الإذاعة اللبنانية من بيروت"، ملأ صوته الآفاق وهو يقول هذه المرة "صوت العروبة، صوت المقاومة الشعبية في لبنان"، دفاعا عن عروبة لبنان وحق ناسه في عيش هذه العروبة. كان شفيق جدايل أحد أبرز العاملين في إذاعة "صوت العروبة"، يدير البرامج، يعد نشرات الأخبار، يقدم التعليقات على الأحداث، وينظم الأناشيد للثورة الشعبية. ويومها انتشر لشفيق جدايل وذاع بين الناس نشيد "أخي في العروبة هيا بنا" حتى بات هذا النشيد وكأنه النشيد الرسمي ل"المقاومة الشعبية". ويوم انجلت سحب ذلك الشقاق بين اللبنانيين، وكان لا بد من توقف إذاعة "صوت العروبة" عن البث، كان على شفيق جدايل أن ينتظر أكثر من ثلاث سنوات كي يعاد تسوية وضعه مع إدارة الإذاعة الرسمية، التي باتت تعرف، في هذه المرحلة، بإسم "إذاعة لبنان" بديلا من "دار الإذاعة اللبنانية من بيروت" ويوم دخل الأستاذ جدايل مبنى الإذاعة عائدا، بصورة رسمية، إلى ربوعها، أصر حرس الإذاعة، حبا منهم بالأستاذ شفيق جدايل، على تقديم التحية الرسمية له وعزف نشيد التعظيم عند مروره.
نظم شفيق جدايل عددا من الأناشيد، التي لحن معظمها الأخوان فليفل، ومن أشهر منظوماته هذه "نشيد الكشاف" ونشيد "أخي في العروبة هيا بنا" الذي كانت تذعيه إذاعة صوت العروبة باستمرار إبان أحداث سنة 1985 في لبنان. ونظم، كذلك، قصائد غنائية عديدة، منها قصيدة، غنتها السيدة فيروز، مطلعها "تعال تعال كفاك دلال". وواقع الحال، فإن شفيق جدايل الشاعر، ما انفك مجهولا من كثيرين؛ بل لا يكاد الناس يعرفون سوى النزر اليسير والأقل من منظوماته، التي ما فتئت محفوظة بين أوراقه الخاصة برعاية أسرته. وهذا أمر يستدعي الكشف عنها، والعمل على تحقيقها ونشرها، والسعي الحثيث إلى تعريف الأجيال بها؛ إذ هي منظومات وطنية وكشفية وغنائية ودينية واجتماعية. ولا بد من الإشارة إلى أن الأستاذ جدايل، فضلا عن وضعه الأناشيد الكشفية، اشتهر بأنه واضع لكثير من "الصرخات الكشفية" التي ما برح كشافون كثر يرددونها، وقلة منهم تدرك أن واضعها هو شفيق جدايل وأنها صوته الكشفي الذي ما انفك يضج في وجدانهم".
وتابع: "نال شفيق جدايل من الدولة اللبنانية، "وسام المعارف" من الدرجة الأولى، وقد علقه على صدره في احتفال أقيم في الملعب البلدي في بلدة بحمدون. وصدر الأربعاء 6 تشرين الثاني 1985 مرسوم خاص بمنح الأستاذ شفيق جدايل "وسام الأرز الوطني"، من رتبة ضابط؛ وأعد شفيق قصيدة خاصة ليلقيها في هذه المناسبة، التي تقرر أن تكون في موعد الاحتفال السنوي بعيد الاستقلال يوم الجمعة 22 تشرين الثاني من تلك السنة؛ والاحتفال السنوي بـ"عيد الاستقلال" في لبنان مناسبة وطنية طالما نقل شفيق جدايل وقائعها عبر أثير الإذاعة. ومع فجر الجمعة هذا، وبينما كان شفيق جدايل نائما، فاجأته نوبة قلبية حادة، سببت وفاته، يوم الاحتفال بتعليق وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط على صدره.
شجع شفيق جدايل كثيرا من الفنانين على العمل والانتاج وإغناء المكتبة الفنية للإذاعة في لبنان، ومن هؤلاء الفنانة سعاد كريم والفنان وحيد جلال، واكتشف الممثل محمود سعيد وشجعه على العمل، وخصوصا في مجال الأداء الإذاعي. ومن جهة أخرى، فقد درب عددا كبيرا من اللبنانيين والعرب، ممن امتهنوا العمل الإذاعي في لبنان والخارج ورعاهم، مثل السيدات: أنطوانيت ملوحي وسعاد قاروط العشي وسعاد ماجد، والأساتذة: عصام عبدالله وأحمد غندور ومحمد الصيداني ومحمد حجازي".
وقال: "لعل من أبرز ما اشتهر من صفات شفيق جدايل أنه كان شديد الثقة بالنفس، مخلصا لآرائه والتزاماته وأهله وأصدقائه وكل من يتعامل معه. ولعل من أجمل ما يذكر به، من قبل عارفيه، أنه كان يتمتع بشفافية المحبة والحرص على الخير والتمسك بالحق والإصرار على التعاون مع الغير وقبول الآخر واحترامه له والتزام التواضع والحياء. ولكم شهد من كانوا على صلة به على تفانيه في العمل وتأديته له كاملا، وعدم التواني عن تأمين النجاح حتى لأدق تفاصيل هذا العمل وأكثرها هامشية. ويشهد له كثير من عارفيه في الحقل التربوي إيمانه بضرورة إتاحة الفرص للأجيال الناشئة لأخذ ما تستحقه من فرص النجاح، فضلا عن اعتباره التعليم رسالة اجتماعية وحضارية وثقافية. ويروي ذووه والنخبة ممن عاشوا معه عن قرب الأخبار الموثقة عن إيمانه المطلق بالله ورسالة الإسلام؛ كما يذكر له رفاقه الكشافون إيمانه بأهمية الحياة الكشفية وأساسيتها في بناء الإنسان. ويشهد أولاده على إيمانه بأساسية الأسرة في حياته والتفاني في سبيلها. ويشهد له وطنه، لبنان، على إيمانه الصادق والثابت، قولا وعملا، بالوطن وجيشه وشعبه وأرضه. وما من أحد، سمعه أو قرأ له، إلا ويشهد له بالتمكن الأنيق والجمالي اللبق من العربية لغة وتعبيرا وأداء".
وختم: "إننا سنصر على إبقاء هذا السجل مفتوحا، ليصار إلى:
- البحث الأكاديمي والدراسات الرصينة لتجربته في مجالاتها المختلفة، وطنية وكشفية وأدبية وإذاعية وتربوية.
- إنشاء اللجنة الوطنية للعناية بتراث شفيق جدايل ومتابعة تجربته الإذاعية وتطويرها.
- إقامة ذكرى سنوية لغيابه تشترك فيها القطاعات الإعلامية والتربوية والكشفية والثقافية.
- توثيق ما تركه إبداعه من مخطوط الشعر والنثر والعمل على نشره.
- إقامة دورات تأهيل إذاعي وإعلامي، وفاقا لمنهجه في الأداء والتعبير.
- إطلاق اسمه على أحد شوارع بيروت.
- إصدار طابع بريدي تخليدا لذكراه.
- إنشاء جائزة بإسمه تعطى سنويا للمتفوقين إعلاميا أو أدبيا أو تربويا أو في مجالات اللغة العربية وآدابها".
كلمة العائلة
وألقى كلمة العائلة نجله الدكتور أسامة جدايل، قال فيها: "موضوع اجتماعنا ذكرى عزيز مضى ولم يمض، فبقي في ذاكرتنا ليجمعنا ويبهجنا ويغنينا. وسأسعى في كلمتي هذه أن أضئ على مزايا الشفيق الأب والزوج والرفيق.
لقد تعلمنا منه حب لغتنا العربية، والتي كان دائما يصر أن نتقنها لا لروعتها ورقتها وقوتها فحسب، بل لأنها اللغة الجامعة لكل العرب ولكل المسلمين. فنهلناها منه هو الذي ملكها وطوعها فصارت لديه كآلة عود يسلطن عليه عازفه
كما أنه زرع فينا حب الشعر والتلذذ به. فكان يقرأ لنا قصائده حال جهوزها للوقوف على آرائنا، وذلك بعد حال طريفة من "الاستشعار".
أما حب السفر والترحال فقد زرعه فينا منذ نعومة الأظفار، وها نحن نزرعه في أحفاده. فقد أصر علينا أن نرى بلاد الله الواسعة، وأن ننهل منها الجيد والرائع والمختلف، وأن نختبرها ونبحث فيها عن التشابه في الاختلاف. لكنه في المقابل كان يشدد أن لا ننسى جذورنا وتربيتنا وخلفيتنا.
ويبقى ذكر شفيق المسلم: هو الذي كان قويا في إيمانه، لينا في معاملته، معتدلا في مواقفه، منفتحا في تعاطيه، حليما في أحكامه! كان القرآن له المنبع المفتخر، والسنة الشريفة الصراط السليم" .
وختم شاكرا "كل من حضر اليوم ليشاركنا ذكرى الشفيق. والشكر العظيم للدكتور وجيه فانوس لمحاضرته العلمية القيمة وهو الذي استمتعت جدا بالعمل معه. ولي أن أقول إن العائلة سعيدة جدا بما قد طلب في كلمته، وهي على استعداد تام لوضع مكتبة الشفيق، وكتاباته ومخطوطاته وتسجيلاته بتصرف "اللجنة الوطنية لأحياء تراث الشفيق" فور إنشائها، ليصار إلى إغناء تراثنا بعطاآته. كما أننا كعائلة سنساهم مع هذه اللجنة في تمويل جائزته السنوية. أما العرفان الكبير فيبقى للمركز الإسلامي، ولرئيسه الأستاذ علي عساف للدعوة إلى هذا الحدث المهم بالنسبة إليناولاستضافته، والذي بسببه تعمقت معرفتي بوالدي وبسببه تعرفت بناتي جنان وسيما على جدهما! وأخيرا، أنحني أمام كوثر ورلى وبلال، و كل أفراد العائلة لحسن ثقتهم، آملا أن أكون قد أديت الأمانة وأوفيت الوالد الشفيق بعضا ضئيلا مما يستحق" .
كلمة إذاعة لبنان
والقى غندور كلمة اذاعة لبنان وقال: "افتقدناه منذ تسعة وعشرين عاما وما زلنا نشعر بأن شيخ المذيعين في لبنان والعالم العربي المرحوم شفيق جدايل ما زال يعيش معنا.
غاب شفيق جدايل ولم يغب وتلك ميزة الذين تتحدث عطاءاتهم عنهم فتبقي ذكرهم عطرا خالدا وحضورهم دائما.
كان أبا مثاليا يحيطه عارفوه بالتقدير وسامعوه بشغف قلوبهم وخلايا أعصابهم في المناسبات الدينية والوطنية والاجتماعية والمحافل الدولية أيضا.
أعطى إذاعة لبنان منذ نشأتها طابعا مميزا إلى حد أن معظم الذين حسنت أصواتهم في الأداء والتعبير الواضح ومخارج الحروف اقتدوا به وقلدوه وساروا على نهجه وانا واحد منهم وهذا يشرفني وأعتز وأفتخر به حيث كنت ألازمه وأرافقه في تغطية جميع المناسبات الدينية والرسمية. وهذا ما يفتقد إليه الكثيرون. هو خطيب وأديب وشاعر مناسبات هو صاحب موهبة ميزته عن غيره وقدم لها العديد من قصائده التي لحنها الكبار وغناها المطربون البارزون وهي ما زالت تنبض بالحب والحياة وبإعطاء صورة مشرقة للطبيعة وهي تحمل ربيعا وخريفا وشتاء وتتألق صيفا.
كان صوت المرحوم شفيق جدايل يلازم صوت المؤذن مع كل صلاة جمعة وليالي القدر المباركة وصلاة العيدين واستعراض الاستقلال والجيش وعيد الشجرة كان لكل هذا النقل رونقا خاصا بنبرات صوته المميز بصوته الجهوري".
واضاف: "كان شيخ المذيعين أول مذيع عربي على رأس البعثة الرسمية الإعلامية لأكثر من 18 عاما يغطي مناسك الحج وكان رفيقا دربه في موسم الحج وفي كل تغطية خارجية مهندسي الصوت محمد الحاج علي شفاه الله وأسامة الحص.
شفيق جدايل كان يناجي رب العالمين بأدعية الحرى في شهر رمضان المبارك يلازم صوته صوت المؤذن بعد مدفع الإفطار داعيا للصائمين الكرام لقد اشتهر شيخ المذيعين خلال حياته الكشفية بالجرأة والقدرة على الارتجال في المواقف الخطابية، كما اشتهر بالانضباط والتواضع وحسن المعشر واستحق أوسمة كشفية متعددة. وخص الكشاف رائعات من عيون شعره".
وتابع: "اشتهر شفيق جدايل بتغطية المهرجانات والحفلات الخارجية الدينية والوطنية على اختلافها. الاستقلال والشجرة وعيد العلم وافتتاح المخيم الصيفي السنوي للكشاف المسلم ووداع واستقبال الرؤساء وكانت الحفلات والمناسبات لإثبات قدرة الشفيق على الخطابة والارتجال ومناسبة له للتعرف إلى كبار الشخصيات منذ عهد الاستقلال إلى يوم رحيله في ذكرى الاستقلال.
ولا بد في هذه الذكرى العطرة أن نذكر أنه في تاريخ 17 آب عام 54 نال شفيق جدايل وسام المعارف من الدرجة الأولى وفي تاريخ 22 تشرين الثاني 85 صدر المرسوم رقم 2751 بمنح شفيق جدايل وسام الأرز الوطني برتبة ضابط أكبر، لكن المنية عاجلت أستاذنا الكبير فجر الثاني والعشرين صبيحة عيد الاستقلال فلم يعلق الوسام على صدره. ولم يتسن له أن يتلو القصيدة التي أعدها شكرا لمن منحه الوسام.
شفيق جدايل دخل الحياة خالي الوفاض إلا من إيمان بالله وثقة بالنفس وعارك الحياة فلم ير إلا السعادة في العمل وترك الحياة عابق الصيت مطمئن النفس راضيا مرضيا.
عرف عن شفيق جدايل حبه الكبير لعائلته واهتمامه المتواصل بها وتعلقه القوي بأفرادها إذ كان الشفيق يعتبر عائلته مملكته الوحيدة التي يحيا لأجلها ويكد في سبيلها".
وختم: "إن إذاعة لبنان والأسرة الصحافية في لبنان والعالم العربي تفتقد شيخ المذيعين إنه وجه من أنبل الوجوه الإعلامية التي كان لها في إدارة النشاط الإذاعي الأثر الكبير المستمر. لقد كان طوال اضطلاعه بمسؤولية شؤون المذيعين مثال الخلق العالي والدأب على تأدية الواجب والسهر على انتظام العمل في ظروف بالغة الصعوبة.
إن وزارة الإعلام ممثلة بإذاعة لبنان إذ تذكر فقيدها الكبير إنما تذكر فلذة غالية قل مثيلها على كل صعيد إعلامي وفي كل مجال إذاعي.
لقد فقدت إذاعة لبنان بفقد شفيق جدايل مهوبة إذاعية إعلامية خلاقة وفقد موظفوها معلما رائدا.
وافتقد مذياعها صوتا صادحا فريد النبرات والعبارات وودعت أرجاؤها روحا خالصة النقاء. فوداعا من القلب يا من حل في كل قلب".
وختاما كانت مجموعة شهادات من محبيه: محمد بركات، يوسف دندن، الصحافية سعاد الماجد شلق، والفنان القدير عمر ميقاتي، نظمت جميعها ضمن كتاب أعده المركز الاسلامي عن حياة الراحل شفيق جدايل، تضمن أيضا كلمة رئيس المركز الإسلامي المهندس علي نور الدين عساف ومحاضرة الدكتور وجيه فانوس وكلمة الدكتور أسامة شفيق جدايل، وزع على الحضور هدية من المركز في نهاية المحاضرة.
أرسل تعليقك