محاولات للحفاظ على فصائل حيوانية قيد الاندثار
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

محاولات للحفاظ على فصائل حيوانية قيد الاندثار

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - محاولات للحفاظ على فصائل حيوانية قيد الاندثار

واشنطن ـ العرب اليوم

تلجأ حدائق الحيوانات في العالم الى تقنيات متطورة جدا من تجميد السائل المنوي للباندا وقاعدة بيانات جينية وتصوير بالصدى لوحيد القرن، وصولا الى سفينة نوح حديثة لضمان استمرارية الانواع المهددة.  فازاء المخاطر المتزايدة على قدرة انواع عدة من الفصائل على الصمود ولاسيما بسبب الصيد غير الشرعي وتدمير مواطنها الطبيعية، يحاول الخبراء أن يحافظوا على بعض الفصائل من الاندثار التام مهما كلف الامر. وهم يعتمدون في سبيل ذلك برامج لتكاثر هذه الحيوانات في الاسر.  لكن الامور ليست بسيطة كما قد يبدو. ففي السبعينات من القرن الماضي، تبين للخبراء البيئيين ان صغار الزرافات والغزلان في الاسر لديها فرص اقل للحياة من تلك التي تعيش في البرية. ويقول ديفيد فيلد الخبير في حديقة واشنطن الوطنية للحيوانات "اثار هذا الامر اضطرابا في حدائق الحيوان التي ادركت ان عليها ان تجد طرقا لتطوير ادارتها لحياة الحيوانات الموجودة لديها". ويوجد اليوم اكثر من 500 نوع تتناولها برامج متخصصة لانقاذ الحيوانات المهددة، مثل الفهود والفيلة الاسيوية والظباء الافريقية.  وتسجل المعلومات الوراثية لهذه الحيوانات التي تعيش في الاسر، بواسطة برامج معلوماتية متخصصة، تتيح للعلماء ان يختاروا الزوجين المناسبين من كل فصيلة، بحيث ينجم عن هذا التزاوج افضل النتائج.  فحيوان المها الصحراوي كان مصنفا على انه فصيلة مندثرة في الطبيعة منذ العام 2000، جراء الصيد وتدمير مواطنه. لكن الالاف من هذا الحيوان ولدت في الاسر، واعيد اطلاقها في الطبيعة، ولا سيما في تونس. اما حيوانات الباندا العملاقة، فهي تشكل مثلا آخر على النجاح "الاستثنائي" للجهود المبذولة في التكاثر في الأسر، بحسب ديفيد فيلد. وتمكنت الصين ايضا من الحفاظ على الباندا لديها في الاسر، وهي تزود حدائق عدة من العالم بهذه الحيوانات، حيث يعمل خبراء على تزويج ذكورها والاناث قبل اعادتها الى موطنها الاصلي.  لكن التكاثر في الأسر ليس مثله في الطبيعة، اذ يسجل تراجع لدى هذه الحيوانات في الرغبة الجنسية والخصوبة وهي في الأسر.  ويقول بيار كوميزولي الخبير في شؤون الباندا في حديقة واشنطن "احتمال النجاح لا يتجاوز حالة واحدة سنويا".  ويخضع الحيوان في الحديقة الى برنامج للتأهيل الجسدي بانتظار موعد التزاوج.  لكن الخبراء يشرحون ان هذه الحيوانات التي يبلغ وزن الواحد منها اكثر من مئة كيلوغرام، قد لا تتمكن من اتمام عملية التلقيح كما يجب. في هذه الحالة، يعتمد الخبراء على التلقيح الاصطناعي.  ويقول كوميزولي "عندها يتعين علينا ان نخدر الذكر حتى نتمكن من سحب عينة من سائله المنوي".  وبعد ذلك ينبغي على العلماء انتظار بين ثلاثة اشهر وخمسة لمعرفة نتيجة التلقيح. في العام 2005 احتفلت حديقة واشنطن بولادة اول صغير باندا في ارجائها. وفي العام الجاري، استخدم الخبراء السائل المنوي لذكري باندا، احدهما من حديقة سان دييغو، لتلقيح انثى باندا. وفي 23 من الشهر الحالي، تكللت احدى هذه العمليات بالنجاح اذ ولد في الحديقة صغير باندا بصحة جيدة، وبعد ذلك بأيام ولد صغير آخر لكنه ولد ميتا. ويقول كوميزولي "لم نتمكن بعد من كشف كل اسرار التناسل عند الباندا".  بالنسبة لحيوانات وحيد القرن في سومطرة، وهي فصيلة مهددة جدا بالاندثار، يبدو ان التكاثر في الاسر وبين اشقاء هو الحل الوحيد للحفاظ على هذا النوع.  ففي الطبيعة، لم يبق من هذه الحيوانات سوى بضعة مئات موزعة بين اندونيسيا وماليزيا. بالاباضة لدى الانثى نادرة ولا تتم الا بوجود ذكر، وفي ظل عدم التزاوج قد تصبح انثى وحيد القرن عقيمة. في العام 1990 اطلقت حديقة سينسيناتي في اوهايو شمال الولايات المتحدة برنامجا لتكاثر حيوانات وحيد القرن، اتاح في العام 2001 ولادة صغير من فصيلة وحيد القرن السومطري، وهو الاول من نوعه الذي ابصر النور في الاسر منذ 112 عاما. والآن، ليس امام الانثى الوحيدة القادرة على الولادة في هذه الحديقة سوى ان تلقح في ذكرين، وهما شقيقان لها. ويقول تيري روث نائب مدير حديقة سينسيناتي ان احد الذكرين موجود في الحديقة نفسها والآخر موجود في اندونيسيا. ويضيف "في حال لم تقم اندونيسيا باحضار حيوان آخر من وحيد القرن، فان التنوع الجيني الذي بحوزتنا فقير". لكن تنظيم حياة زوج من حيوانات وحيد القرن في حديقة سينسيناتي امر مكلف، فقد وصلت نفقاته في العام 2011 الى 263 الف دولار، بحسب روث. ويقول ديفيد فيلد "هناك مباحثات تجري بين العلماء في العالم حول مدى فعالية برامج الادارة الجينية القائمة منذ ثلاثين عاما". ويضيف "لكن حتى في حال تمكنا من توفير التنوع الجيني، فان الحالات الناجحة محدودة جدا، ولا بد من العثور على وسائل لحماية هذه الحيوانات في البرية اذا اردنا ان نحافظ عليها".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محاولات للحفاظ على فصائل حيوانية قيد الاندثار محاولات للحفاظ على فصائل حيوانية قيد الاندثار



GMT 01:52 2021 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

انقاذ زرافة مهددة بالانقراض في كينيا بسبب هطول الأمطار

GMT 01:45 2021 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

إعادة القدرة على المشي لثعلب مشلول في تركيا

GMT 01:42 2021 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

حيوان الكنغر يستطيع التواصل مع البشر

GMT 01:41 2021 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

تمساح ينقض على فهدٍ تحت الماء في جنوب أفريقيا

GMT 01:37 2021 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

"شيطان تسمانيا" يظهر بالبر الرئيسي بعد 3000 عام في أستراليا

GMT 22:24 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

موجة جديدة من الجراد الصحراوي تغزو كينيا

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia