حشرة الدعسوقة على ورقة شجرة تغير لونها تكيفًا مع  المناخ
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

حشرة "الدعسوقة" على ورقة شجرة تغير لونها تكيفًا مع المناخ

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - حشرة "الدعسوقة" على ورقة شجرة تغير لونها تكيفًا مع  المناخ

أمستردام ـ وكالات

لو سرت على شاطئ في هولندا قبل عشرين سنة ورأيت دعسوقة (أم علي) على ورقة شجرة أو عشبة، فغالب الظن أنها كانت حمراء مع بقعتين سوداوين. ولو توغلت أكثر داخل البلاد، فالأرجح أنك كنت عثرت على دعسوقة سوداء مع بقع حمراء. لكن خلال العقود الثلاثة الماضية، بات الباحثون يعثرون على مزيد من الدعاسيق الحمراء داخل البلاد. والسبب في اعتقادهم أن سخونة الطقس ونقصان الأيام المشمسة قد يكونان الدافع إلى حدوث تغير في لون الدعسوقة. قام بول بريكفيلد، الاختصاصي بعلم الوراثة الإيكولوجية في جامعة كيمبريدج البريطانية، مع فريق من الباحثين البريطانيين والهولنديين، بدراسة الدعاسيق ذات البقعتين منذ عقود، بعدما أثار اهتمامهم كون مجموعات مختلفة من الدعاسيق هي ذات ألوان مختلفة. ففي العام 1980، كان لون 10 في المئة من الدعاسيق التي تعيش قرب الشاطئ أسود مع بقع حمراء، في حين كان لون 90 في المئة أحمر مع بقع سوداء. وفي المقابل، كان لون 40 في المئة من الدعاسيق على بعد 40 كيلومتراً داخل البلاد أسود مع بقع حمراء، ولون 60 في المئة أحمر مع بقع سوداء. ويعتقد الباحثون أن هذا الاختلاف في اللون هو تكيّف يتيح للدعاسيق السوداء أن تبقى دافئة في المناخات الباردة داخل البلاد، في حين أن اللون الأفتح بجنّب الدعاسيق الحمراء أن تسخن كثيراً على الشاطئ. بعد أخذ عينات من هذه الحشرات على مدى 25 عاماً، لاحظ بريكفيلد وزملاؤه تغيراً. فإذ واصلوا التقاط مئات الدعاسيق كل خمس سنوات تقريبـاً، أي خلال أكثر من 50 جيلاً منها، عثروا على مزيد من الدعاسيق الحمراء، حتى عند أخذ عينات من داخل البلاد. وفي 2004، وهي السنة الأخيرة التي استطاع الباحثون خلالها جمع عدد من الدعاسيق يكفي لرؤية تحوّل ذي مغزى، وجدوا أن 20 في المئة فقط من الدعاسيق في أي منطقة هي سوداء. وبدا هذا التحول متلائماً مع بيانات درجات الحرارة خلال تلك الفترة، التي أظهرت أن معدل درجات الحرارة في المنطقة بكاملها كان يرتفع باستمرار. ويرى بريكفيلد أن هذه الحالة لا تختلف في بعض النواحي عن الفراش الفلفلي الشهير في ليفربول ببريطانيا، الذي أصبح لونه أكثر قتامة عندما غطى السخام أشجار المنطقة باللون الأسود، ما حماه من الطيور المفترسة. ويضيف: «انها قصة نموذجية للانتقاء الطبيعي. لكن الفراش يتفادى أعداءه بالاندماج في محيطه فلا تراه المفترسات، أما الدعاسيق فتنجو بإظهار نفسها بوضوح إذ تنفر الطيور من أكلها. والواقع أن الدعاسيق الداكنة والفاتحة تشبه نوعين مختلفين من الخنافس التي تتسمم منها الطيور إذا أكلتها». لكن كثيراً من العلماء لا يؤيدون هذه النظرية. ويقول آري هوفمان، الباحث في علم الوراثة في جامعة ملبورن بأوستراليا، إن النتائج محيرة، معتبراً ربط تغير المناخ بالتبدل في لون الدعسوقة «فرضية عملية، لكنها غير مؤكدة بعد». فتأكيد هذه العلاقة يستلزم مزيداً من البيانات التي تظهر أن الدعاسيق تغير لونها عبر أجيال في المختبر. من جهته، قال بريكفيلد إن الدراسات الميدانية انتهت. فقد انخفضت أعداد الدعاسيق ذات البقعتين، من كلا الشكلين، تاركة الساحة لنوع دخيل يدعى الدعسوقة المرقطة اليابانية، هرب من بيت زجاجي في بلجيكا حيث كان يستعمل لمكافحة المن. وبات العثور على الدعاسيق ذات البقعتين صعباً جداً، بحيث أنه لا يستطيع مواصلة دراسته. وأضاف: «الوضع محزن جداً».

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حشرة الدعسوقة على ورقة شجرة تغير لونها تكيفًا مع  المناخ حشرة الدعسوقة على ورقة شجرة تغير لونها تكيفًا مع  المناخ



GMT 01:52 2021 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

انقاذ زرافة مهددة بالانقراض في كينيا بسبب هطول الأمطار

GMT 01:45 2021 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

إعادة القدرة على المشي لثعلب مشلول في تركيا

GMT 01:42 2021 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

حيوان الكنغر يستطيع التواصل مع البشر

GMT 01:41 2021 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

تمساح ينقض على فهدٍ تحت الماء في جنوب أفريقيا

GMT 01:37 2021 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

"شيطان تسمانيا" يظهر بالبر الرئيسي بعد 3000 عام في أستراليا

GMT 22:24 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

موجة جديدة من الجراد الصحراوي تغزو كينيا

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:47 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الدلو الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:38 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:13 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العقرب الخميس 29 -10 -2020

GMT 14:08 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العذراء الخميس 29-10-2020

GMT 15:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 18:18 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الأسد الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 18:23 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia