إنزركي منطقة جبلية وصلت شهرتها للعالمية بفضل العسل
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

إنزركي منطقة جبلية وصلت شهرتها للعالمية بفضل العسل

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - إنزركي منطقة جبلية وصلت شهرتها للعالمية بفضل العسل

أغادير - محمد الفقير

تسجل مبيعات العسل ارتفاعا غير مسبوق لما يعرفه الطلب من ضغط يمليه تغير أنماط الاستهلاك وتنوعها، ولا يبدو أن منحل إنزركي (حوالي 90 كلم شمال أكادير)، أكبر المناحل التقليدية الجماعية في العالم، قد توقف عن نشاطه المعهود وإن لم يعد طنين النحل يسمع من بعيد كما من ذي قبل. ويقع هذا المنحل، الذي يسمى أيضا تدارت أوكرام، في قلب الأطلس الكبير بضواحي منطقة أركانة على يمين الطريق الوطنية رقم 8 الرابطة بين أكادير ومراكش على ارتفاع يقدر بـ 980 مترا في اتجاه الجنوب ليستفيد من أكبر قدر من أشعة الشمس، وسط فضاء غابوي متنوع وغني من الغطاء النباتي يتراوح بين الزعتر والأركان والنخيل والخزامي وغيرها من الأعشاب العطرية. ويتضمن هذا المخزن الجماعي للعسل، والذي تم إنشائه في 1850 ولو أن بداياته تعود إلى القرن الـ 17 حسب الرواية الشفوية، عددا من الخلايا الصغيرة التي شيدت بالطين على مستويات عدة يضم كل واحد منها رفوفا من أربع مجموعات متراصة يعلو بعضها بعضا. وقال مربي النحل إن هذه الأبنية كانت تضم 180 رفا من أربعة صفوف يعلو بعضها بعضا بما مجموعه 720 درجا يتسع كل واحد منها لثلاثة مناحل تصنع من القصب المضفور، أي بمجموع يصل إلى 2160 خلية. وتفيد معطيات مجلس سوس ماسة درعة بأن الإنتاج السنوي للعسل يصل على مستوى الجهة إلى 925 ألف كيلوغرام  (22 في المائة من الإنتاج الوطني) بمعدل 5 كلغ للخلية التقليدي و14 كلغ للخلية العصرية، علما بأن إنتاج العسل، الذي تفرزه أساسا النحلة السوداء والنحلة الصحراوية (فصيلتان معروفتان بمقاومتهما للأمراض وبإنتاجيتهما المرتفعة) يمثل ما قيمته 159 مليون درهم، أي 5 في المائة من ميزانية الجهة. ويضيف مربي النحل أن إنتاج العسل هو المورد الأساسي للعائلات هنا،  لاسيما وأن جهتنا المعروفة بتنوع غطائها النباتي الجبلي تنتج أجود أنواع العسل في المغرب بفضل مذاق الزعتر، مشددين على أهمية شق طريق معبدة لربط مناحل إنزركي بالطريق الرئيسية بغية تنمية السياحة والتسريع بإخراج مشروع إحداث دار العسل إلى حيز الوجود. وقدرت واردات المغرب في سنة 2010 بما مجموعه 1540 طنا من العسل، في مقابل 1820 طنا في العام السابق عليه، على اعتبار أن الإنتاج الوطني، الذي يتراوح ما بين 3500 و4000 طن سنويا حسب المواسم، لا يستجيب للطلب الداخلي الذي يظل أصلا ضعيفا بحيث لا يتجاوز معدل الاستهلاك السنوي 200 غرام للفرد. والحال أن الإقبال على العسل ومنتوجاته يتخذ بجهة أغادير، كما بغيرها من باقي المناطق المغربية، طابعا موسميا، لاسيما خلال شهري شعبان ورمضان، إلى حد أن أغلبية شركات بيع العسل تسجل خلال هذه الفترة أزيد من 60 في المائة من رقم معاملاتها. وبهذا الخصوص تحديدا، تشير التقارير الصادرة عن الجهات الرسمية إلى أن الطلب مرتفع جدا، ولكن الإنتاج لا يلبي الحاجات مع الأسف، مؤكدا أن عسل إنزركي اكتسب بفضل جودته سمعة عالمية وأصبح الطلب عليه يفد من الخارج، لاسيما من فرنسا. وبالنظر إلى واقع الحال، يعرب مربي النحل عن أسفهم لكون قرية إنزركي، التي كانت فيما مضى تضم حوالي 80 عائلة، ما عاد يقطنها غير ثماني أسر، مؤكدا أن حوالي 50 أسرة ما تزال تضع بين الحين والأخر خلايا بمناحل تادارت أوكرام التي لا تضم اليوم سوى حوالي 350 خلية في المجموع، لأن عددا من مربي النحل صاروا يؤثرون نقل منتوجاتهم إلى أماكن أخرى لأسباب ترتبط بالسلامة. يذكر أن مناحل إنزركي، التي شهدت في ثمانينات القرن الماضي، أولى عمليات الترميم، ولم تصمد كثيرا أمام الفيضانات العنيفة التي عرفتها المنطقة في سنتي 1990 و1996، والتي تسببت في انهيار أجزاء كبيرة من الأبنية، فيما أدى الجفاف وتدهور الغطاء النباتي إلى ترحيل النحالين للخلايا إلى جهات أخرى أكثر ملاءمة وأمنا، تاركين هذه المعلمة تقاوم لوحدها عوامل الزمن والإهمال. وفي عام 2006، شهدت هذه المناحل عملية ترميم أخرى بفضل دعم من برنامج الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، في إطار تنمية السياحة القروية وهي العملية التي لم ترق على ما يبدو لعدد من النحالين لكونها اعتمدت على استبدال أغصان شجر العرعار الأصلية بشجر الأوكاليبتوس، ولم تحافظ على الطابع الأصيل للبناء ولا أخذت بعين الاعتبار مشكلة صرف مياه الأمطار. و يعتبر النشطاء المدنيون،  أن مناحل إنزركي تستحق، فضلا عن دورها كمخزن لإنتاج العسل لا جدال في أهميته، أن تكون موقعا متميزا كنقطة جلب مهمة للسياحة اعتبارا لما تختزنه من جاذبية خاصة.  وبينما تتواصل الاستعدادات لتنظيم الدورة السادسة لمهرجان العسل، يرى مربي النحل والنشطاء المدنيون أنه  من الضروري أن يشترك نحالو جهة أغادير وشركاء  السياحة والسلطات في العمل سويا على إعادة الجاذبية لمناحل إنزركي ولنحله والطنين الذي كان إلى عهد قريب يسمع من بعيد.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إنزركي منطقة جبلية وصلت شهرتها للعالمية بفضل العسل إنزركي منطقة جبلية وصلت شهرتها للعالمية بفضل العسل



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 17:04 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 15:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:26 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت الخميس29-10-2020

GMT 14:52 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 13:46 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور الخميس 29-10-2020

GMT 18:06 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 18:37 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 09:37 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

إليك وجهات سياحية رخيصة يمكن السفر إليها في بداية العام

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 22:42 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

هاني شاكر يشارك جمهوره أول أغنية له في 2021 "كيف بتنسى"
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia