الخرطوم ـ ونا
أوصى المؤتمر الدولي حول دور المجتمعات القاعدية في الحد من مخاطر الكوارث "توتي نموذجًا" الذي نظمه معهد دراسات الكوارث واللاجئين بجامعة افريقيا العالمية في ختام جلساته اليوم اوصي بترشيح معهد دراسات الكوارث واللاجئين لجائزة الشيخ زايد لدوره الرائد في درء الكوارث وترشيح جزيرة توتي لجائزة (سارساكادا) العالمية لافضل المجتمعات في الحد من مخاطر الكوارث.
ونادت التوصيات بضرورة رفع الوعي البيئي والصحي وسط الشرائح الفقيرة والاهتمام بمشاريع حصاد المياه بحفر الحفائر واقامة السدود حتى تتوفر المياه للزراعة بشقيها النباتي والحيواني ودعت الي تنشيط الدور الاعلامي في توصيل الرسالة وتوعية المواطنين بمخاطر الكوارث من خلال الندوات و ادخال البرامج التوعوية في المناهج الدراسية وركزت التوصيات على الاهتمام بالغطاء النباتي وتحفيز المجتمعات القاعدية لتقديم افضل الممارسات لدرء الكوارث.
واستعرض المؤتمر خلال جلساته التي استمرت ليومين العديد من اوراق العمل قدمها خبراء ومختصون من السودان والدول المشاركة عكست دور المنظمات القاعدية وتجاربها في التصدي للكوارث الطبيعية وقدمت تجربة جزيرة توتي كنموذج نجح في صد الفيضانات المتكررة علي الجزيرة وذلك بفضل الممارسات التي نفذها مجتمع توتي والمتمثلة في كفاءة التنظيم الاداري وادارته للعمليات وفاعلية التمويل الذاتي لجميع النشاطات بجانب التماسك الاجتماعي والارتباط الوثيق بالجزيرة وتراثها التاريخي والادبي في مجابهة اخطار الفيضان والتآكل الطيني لها .
واستعرض الدكتور منتصر علام من المركز الدولي للابحاث والدراسات تجربة دولة تشيلي في التصدي للكوارث الطبيعة وخلص من خلال الدراسة الي ان النجاح الذي تحقق يعود للتدابير والآليات التي اتخذتها الحكومة والمجتمع في الحد من اخطار الزلازل والكوارث ودعا الي ضرورة تبني نموذج تشيلي وذلك بوضع قوانين وانظمة ولوائح تحدد مسئولية الحكومة عن ضمان الامن القومي وحماية الشعب والأسر والتعامل مع أي حادث كارثي بجانب انشاء مكتب وطني للطواريء مسؤول عن تنسيق الاغاثة في الكوارث واستعادة النظام واعادة التعمير واهمية الدراسة المتعمقة لجغرافية الدولة واستخدام اجهزة الرصد والانذار المبكر فضلا عن تعميق مفهوم المشاركة الشعبية في الثقافة الوطنية والاستعانة بالتقنيات الحديثة كالانترنت في جمع المعلومات عن الضحايا والمناطق المنكوبة .
وقدم الدكتور اللواء الركن اسامة منصور السواح خبير التخطيط الاستراتيجي والاستاذ باكاديمية شرطة دبي تجربة دولة الامارات باعتبارها نموذجا يحتذي به في التعاون الدولي لمواجهة اثار الكوارث علي الصعيد المحلي والاقليمي والدولي وقال ان الدولة تلعب دورا هاما في دعم المجتمعات القاعدية لدرء الكوارث وذلك من خلال تأسيس منظومة من المؤسسات التي تقوم بالعمل الانساني وتقديم المساعدات للعديد من دول العالم مبينا ان قيمة المساعدات الاماراتية في الفترة من 1971 -2004م تجاوزت ال 90 مليار درهم لصالح 117دولة في العالم كما جاءت دولة الامارات في المركز ال16 عالميا في العام 2012 في مجال العطاء ومنح المساعدات الخارجية .
وتم تكريم عدد من الجهات المشاركة والمحتفى بها منها مجتمع جزيرة توتي ومجتمع قرية الشيخ الصديق بمحلية القطينة لدوره في الحفاظ على الغطاء النباتي الطبيعي في منطقة شبه صحراوية وذلك بمحافظتهم علي بقاء غابة قمة في نمو النبات الطبيعي.
تجدر الاشارة الي ان المؤتمر حضره خبراء ومختصون واكاديميون من دول السعودية ,الامارات ,بنغلاديش ,الاردن ,باكستان,الصومال,مصر وتشيلي بجانب منظمات المجتمع المدني ومنظمات الامم المتحدة ذات الصلة وعدد من الجامعات من داخل وخارج البلاد.
أرسل تعليقك