خوخ أفريكانا في الكاميرون بلسمٌ مهدّد بالانقراض
آخر تحديث GMT07:39:41
 تونس اليوم -

"خوخ أفريكانا" في الكاميرون "بلسمٌ" مهدّد بالانقراض

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - "خوخ أفريكانا" في الكاميرون "بلسمٌ" مهدّد بالانقراض

"خوخ أفريكانا" في الكاميرون
ياوندي – العرب اليوم

في غابة صغيرة غير بعيدة عن "دوالا" عاصمة الكاميرون الاقتصادية، انهمك الكاميروني جونسون مبانكوي في إزالة لحاء جذع شجرة بدت متشبّثة بتلك القشور السميكة المتطايرة تحت وطأة الضربات المتتالية، لتتكوّم يمنة ويسرة تحت أنظار الشاب الذي كان يحصيها بابتسامته الواسعة.

منذ 3 سنوات، اعتاد هذا الشاب البالغ من العمر 26 عاماً، جمع لحاء (الطبقات الخارجية للجذوع) شجر "خوخ إفريقيا" الذي ينبت في غابات عدد من بلدان القارة السمراء بينها الكاميرون، والمعروف بفوائده في معالجة عدد من الأمراض، حيث يوجد أكثر من 10 أدوية مصنعة في مختبرات أوروبية، مثل "تادينان" و"بيجينيل" و"فيناستيريد"، ممن تعالج بعضها "تضخم البروستاتا الحميد" وداء "الثعلبة"، تتخذ من لحاء هذه الشجرة "المعجزة" التي يصطلح على تسميتها، علميا، بـ"خوخ أفريكانا"، أساسا لها.

وبسبب الاستغلال المفرط للحاء "خوخ أفريكانا"، عمد القائمون على "معاهدة التجارة العالمية لأصناف الحيوان والنبات البري المهدد بالانقراض" أو "سايتس" في 2006، إلى تصنيف هذه الشجرة ضمن الأنواع النباتية المهددة بالانقراض.

ومعاهدة "سايتس" تم توقيعها في واشنطن عام 1973، وبدأ العمل بها في 1975، وتعتبر من أهم المعاهدات الدولية الخاصة بالحفاظ على الأنواع البرية من خطر الانقراض وذلك من خلال وضع إجراءات تحد من الاتجار الدولي المفرط بتلك الأنواع.

تصنيف شجرة "خوخ إفريقيا" ضمن الأنواع النباتية المهددة بالانقراض، دفعت الاتحاد الأوروبي إلى حظر استيراد اللحاء الذي يتم جمعه في غابات الكاميرون. وفي عام 2001، وضعت الحكومة الكاميرونية خطة لتنظيم استغلال هذه الشجرة، تضم من بين أهدافها، تدريب المزارعين على طريقة صديقة للبيئة في عملية الجمع.

هذا "الاستغلال البيئي" لـ "خوخ أفريكانا" الذي يسهل التجدد السريع للشجرة، من 3 إلى 5 سنوات بدلاً من 25 عاماً في حالة "الحصاد البري" غير المنظم، أدى إلى رفع الحظر على واردات الاتحاد الأوروبي، عام 2011، مقابل تحديد حصص للتصدير خاصة بها.

ويتمثل "الحصاد البري" في إزالة كامل لحاء الشجرة وترك جذعها عاريا تماما، ما يعرضها لخطر الموت.

وفي حالة صمودها أمام خطرالاندثار، ستتطلب الشجرة نحو 20 عاما، لاستعادة كامل قشرتها، في حين لا يجمع المزارعون البيئيون سوى 80% من اللحاء لتحتفظ الشجرة بـ 20% من الغلاف على كامل محيطها"، وفق "لورانس شيابي"، تقني في المجال الزراعي الذي يكرس بعضا من وقته بمواقع استغلال "خوخ إفريقيا" للاطمئنان على "مدى التزام الفلاحين بتطبيق أساليب الحصاد البيئي"، حسب تعبيره.

"شيابي" أضاف أن "الـ 20% المتبقية من اللحاء سوف يساعد على تجدد سريع للشجرة ويضمن للمزارع إمكانية العودة القريبة للجمع مرة أخرى"، مشيراً إلى أن بعض الحالات اقتضت "توصية بعدم جمع سوى ثلاثة أخماس اللحاء"، بسبب ضعف نمو بعض الأشجار. 

وعلاوة على الاستغلال "الجزئي" لـ "خوخ افريكانا"، بدأ الفلاحون في زراعة هذه الشجرة عبر توسيع مساحات المزارع الموجودة وإقامة أخرى جديدة، إضافة إلى إنشاء مشاتل غير بعيدة عن مواقع "حصاد" اللحاء، وفق المصدر نفسه.

وفي هذا الاتجاه، تحدث "جوناثان نغونغ"، صاحب أحد المشاتل الذي إلتقته الأناضول بمقر مشروعه قائلاً: "منذ عام أسست هذا المشتل. وفي السنة الماضية، قمت بتوزيع نحو مليونين و300 ألف نبتة خوخ، حتى أنني لم أتمكن من تلبية طلبات المزارعين المكثفة".

ويتم جمع لحاء شجر "خوخ أفريكانا" من أماكن مختلفة من البلاد، لتنقل، في مرحلة لاحقة، إلى مدينة "دوالا"، حيث "يجفف ويدق إلى أن يتحول إلى مسحوق ويتم تصديره إلى أوروبا"، وفق نغونغ.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خوخ أفريكانا في الكاميرون بلسمٌ مهدّد بالانقراض خوخ أفريكانا في الكاميرون بلسمٌ مهدّد بالانقراض



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:11 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الميزان الخميس29 -10-2020

GMT 18:37 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 10:08 2021 الأحد ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ماغي بوغصن تبدأ تصوير مسلسلها "للموت " الجزء الثاني

GMT 18:52 2021 الأحد ,17 كانون الثاني / يناير

كريم عفيفي في أسوان 4 أيام لتصوير "تماسيح النيل"

GMT 18:05 2021 الأربعاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

200 ألف طفل يعانون من اضطرابات طيف التوحد في تونس

GMT 01:40 2021 الخميس ,18 شباط / فبراير

الملحن المصري حلمي بكر يحذر من "انحدار غنائي"

GMT 14:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

شهرالأحلام والوعود

GMT 17:13 2021 السبت ,23 تشرين الأول / أكتوبر

أساليب تنسيق ألوان وتصاميم غرف نوم الأطفال العصريّة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia