صيادو الأسماك في هونغ كونغ يختارون مهنًا أخرى
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

صيادو الأسماك في هونغ كونغ يختارون مهنًا أخرى

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - صيادو الأسماك في هونغ كونغ يختارون مهنًا أخرى

هونغ كونغ ـ أ ف ب

حظر صيد الاسماك بشباك الجر القاعي في مياه هونغ كونغ وجه ضربة ستكون قاضية على الارجح لصيد السمك الذي يشهد تراجعا منذ سنوات عدة، مخلفا مرارة لدى الصيادين الذي ساهموا في رسم هوية هذه المنطقة. نغا كا-هو (23 عاما) ينتمي الى عائلة صيادين. وهو يفكر بمستقبله بعيدا عن البحر فيما يجلس على مركب والده القديم في بلدة تاي او. يقول الشاب "هونغ كونغ يجب ان تفخر برجال من امثال والدي. لكني لن اكون صيادا مع انه من المؤسف فعلا الا استخدم كل هذه المعارف في مهنتي المستقبلية". كانت هونغ كونغ تعتمد بكل رئيسي على صيد الاسماك قبل قدوم المستعمرين البريطانيين في منتصف القرن التاسع عشر. وكانت تعد مجموعات عدة من صيادي الاسماك استمرت حتى فترة قصيرة وقد اعطتها ثقافتها وجزءا كبيرا من مطبخها التقليدي الذي يتمحور على نتاج البحر. وكان الصيادون وعائلاتهم الذين يدعون "تانكا" يقيمون على متن مراكبهم او في بلدات صغيرة في مناطق بعيدة من هونغ كونغ الواقعة جنوب الصين. الا ان صيد الاسماك لم يعد النشاط الرئيسي في الجزيرة منذ فترة طويلة. فالمحرك الرئيسي للاقتصاد كان الصناعة في الستينات والسبعينات والقطاع المالي في السنوات الثلاثين الاخيرة. وكان اسطول صيد السمك يضم عشرة الاف مركب في الستينات وقد انخفض هذا العدد الى اربعة الاف اليوم بسبب تراجع مخزونات الاسماك منذ الثمانينات. وفي كانون الثاني/يناير الماضي، منعت السلطات الصيد بشباك الجر القاعي لحماية ما تبقى من هذه المخزونات. ويؤكد نغ كووك-كيت (53 عاما) لوكالة فرانس برس "الاستمرار في الصيد لم يعد ممكنا خصوصا بعد منع شباك الجر القاعي". فان اراد هذا الصياد ان يصطاد بهذه الطريقة، عليه ان يبتعد اكثر من 20 ميلا بحريا من الشواطئ. لذا فهو يخرج اقل بكثير من الماضي فيما تكلفه الرحلة اكثر (ببب المحروقات). وهو يؤكد ان السلطات لم تعوض عليه كفاية. ويقول بأسف "هونغ كونغ معروفة بانها مركز صيد اسماك منذ فتح مرفأها امام التجارة الا ان الحكومة لا تهتم لامر الصيادين". ولا يزال "التانكا" يقيمون في بلدات ساحلية بعيدا عن الاحياء الحديثة في هونغ كونغ. وبما انهم لا يملكون لا الاراضي ولا المواشي كان بقية السكان ينظرون اليهم بفوقية. ويوضح ليو تيك-سامغ عالم الاجتماع في جامعة "هكوست" الذي شب في احدى هذه الجماعات "لقد سكنوا اماكن منفصلة لفترة طويلة جدا وكان الناس على اليابة يرفضون تزويجهم من بنتاهم. لقد كان هناك فصل ثقافي واجتماع فعلي". وقد توقف بعضهم عن صيد الاسماك وباتوا يعملون في مجال السياحة. والكثير منهم لا يحن بتاتا الى ظروف العيش السابقة. تشونغ امرأة مسنة تبلغ الثمانين كانت تقيم مع زوجها وعائلتها على متن مركب صيد. وكانت تنزل الى اليابسة فقط لبيع السمك المملح الذي يزال احد اطباق هونغ كونغ المميزة. تقول تشونغ "كانت حياة قاسية وخطرة جدا لا نشتاق اليها ابدا". البعض تمتع بحس عملي واختار مجالا اخر بسهولة. ويوضح شو شينغ الذي كان صيادا لمدة ثلاثين عاما "لم يعد هناك الكثير من الامساك فقررت ان اعمل سائق" زورق ينظم رحلات للسياح لرؤية الدلافين. يقول "في البداية كنت اشتاق الى الصيد لكن الوضع ممتاز اليوم". واوقف مينغ تشينغ-واه (55 عاما) الصيد في العام 2004 وهو يهتم منذ ذلك الحين بمنصة عائمة يتم عليها استعادة تقنات الصيد التقليدية امام مجموعات السياح. ويؤكد "من المهم جدا المحافظة على هذا التراث لان هونغ كونغ كانت في ما مضى مجتمع صيادي اسماك. الناس على اليابسة والحكومة لا يهتمون لمساهمة الصيادين في تاريخ هونغ كونغ". بات صيد الاسماك يشكل نسبة قليلة جدا من اقتصاد المنطقة مع 1,8 مليار دولار محلي (170 ملون يورو) اي اقل من 0,1 % من اجمالي الناتج المحلي. لكن البروفسور ليو يعتبر ان "مجتمعا متينا وسليما ينبغي ان يتمتع بثقافة منوعة. علينا ان نساعد الناس على المحافظة على تقاليدهم. هونغ كونغ مركز مالي اليوم لكن كل شيء ممكن في المستقبل".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صيادو الأسماك في هونغ كونغ يختارون مهنًا أخرى صيادو الأسماك في هونغ كونغ يختارون مهنًا أخرى



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 19:19 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

مراهق فلبيني يدخل فرّامة كفتة لتنتهي حياته

GMT 20:36 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

أفضل أنواع وتصميمات الأحذية الرياضية وطرق العناية بهما

GMT 05:00 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

مجلس الشيوخ الأميركي يقر تعيين أول مسؤول في إدارة بايدن

GMT 05:13 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

نظام غذاء سري لأكبر أنواع أسماك القرش في العالم

GMT 06:08 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يعزز صدارته بفوز شاق على شيفيلد يونايتد

GMT 12:01 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

رونار وفكر الثوار

GMT 19:05 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 10:09 2021 الجمعة ,02 إبريل / نيسان

Isuzu تتحدى تويوتا بسيارة مميزة أخرى

GMT 18:28 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

مجلس الشعب السوري ينفي إصدار بطاقات هوية جديدة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia