ساكرامنتو ـ بترا
قالت دراسة حديثة إن الإنسان يتسبب بجعل الجبال في كاليفورنيا تزداد ارتفاعا على أساس سنوي نتيجة استخراج كميات هائلة من المياه الجوفية.
وأوضحت الدراسة التي نشرت الثلاثاء الماضي في مجلة “نايتشر” العلمية أن علماء الجيولوجيا الذين يراقبون سلسلة جبال ساحل كاليفورنيا وسييرا نيفادا وجدوا أن الوضع العمودي لأكثر من 500 مستشعر بنظام المواقع العالمي (GPS) كان يزداد بشكل ثابت بمقدار ميليمتر إلى ثلاثة ميليمترات سنويا. وأرجع معدو الدراسة سبب هذا الارتفاع إلى كمية المياه الهائلة التي يستخرجها الإنسان من المنطقة. مشيرين إلى أن أكثر من 160 كيلومترا مكعبا من المياه تم استخراجها من المنطقة للري وأغراض أخرى خلال الـ150 عاما الماضية، وهي عملية ساهمت في زيادة صافي ارتفاع الجبال ويمكن أن تؤدي إلى حدوث زلازل أكثر تواترا في الولاية. وعادة ما يزداد ارتفاع الجبال أو ينقص مع كل موسم، حيث تعمل الثلوج والأمطار على ضغط الجبال في فصل الشتاء، قبل أن تتيح لها نوبات الجفاف الارتفاع مجددا نتيجة إذابة الثلوج وتبخر المياه. وينقل موقع “ذي فيرج” الإلكتروني المعني بشؤون التقنية عن واضعي الدراسة قولهم إن استخراج المياه الجوفية للاستخدام البشري خفض من الوزن على قشرة الأرض، وتسبب بأن تتمدد الجبال للأعلى. ويقول قائد فريق الدراسة، كولين آموس إنه وفريقه أخذوا بالاعتبار الأسباب التكتونية الأخرى لحساب الزيادة بالارتفاع على أساس سنوي، لكنهم توصلوا إلى نتيجة بأن البشر متورطون بتشكيل قشرة الأرض في المنطقة، وقال “يبدو أن صافي الحركة الرأسية للجبال تصاعديا يمكن تفسيرها فقط باستخراج البشر للمياه الجوفية”. كما أوضحت الدراسة أن ارتفاع الجبال يمكن أن يتسبب بزلازل في المنطقة. ويعتبر النشاط الزلزالي بوسط كاليفورنيا أكثر شيوعا خلال مواسم الجفاف، حيث تمتد الجبال للأعلى وتؤثر على صدع سان أندرياس، في عملية توصف بـ”فك الملازم” (unclamping). لكن من ناحية أخرى يقول بول لاندغرين، من وكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا)، رغم أن الهزات يمكن أن تكون أكثر تواترا لكنها بالمقابل قد تكون أصغر. ويتساءل عن الصلة بين زيادة ارتفاع الجبال ونشاط سان أندرياس الزلزالي، مشيرا إلى أنه من غير الواضح ما إذا سيكون لعملية “فك الملازم” تأثير طويل المدى على الصدع، موضحا أن الدراسة “لا تؤكد أن زلزالا كبيرا على وشك الحدوث”. لكن من جهة أخرى يشير لاندغرين -وفقا لموقع ذي فيرج- إلى نتائج تلك الدراسة التي تُظهر أن الأنشطة البشرية يمكن أن تسبب تغيرات غير متوقعة على كوكب الأرض، وقال “سواء أكان سحب المياه أو أشياء مثل استخراج النفط فإنه يمكن أن يترتب على أفعالنا بعض النتائج غير المقصودة الأخرى”.
أرسل تعليقك