تحذيرات من اختناق المحيطات من المواد البلاستيكية
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

تحذيرات من اختناق المحيطات من المواد البلاستيكية

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - تحذيرات من اختناق المحيطات من المواد البلاستيكية

مدريد ـ وكالات

انتشل الصيادون على شواطئ إسبانيا الجنوبية قبل أيام، حوتا «اختنقت» معدته بنحو 17 كيلوغراما من البلاستيك. وتعاملت منظمات البيئة الدولية مع «الحوت المحشو بالبلاستيك» بوصفها حالة إنذار خاصة، لأن البلاستيك المنتشر في مياه البحار والمحيطات كان يهدد الأسماك الصغيرة والطيور البحرية الصغيرة مثل النوارس فقط. معروف أن قطع البلاستيك الصغيرة، وقطع البلاستيك التي «تتكسر» في الماء مع مرور الزمن، تحشو معدات الطيور والأسماك ولا تترك مجالا في هذه المعدات لالتقاط الغذاء، ويؤدي ذلك بالتالي إلى موت الطير أو السمكة جوعا. وحسب تقديرات منظمة البيئة الدولية فإن النفايات البلاستيكية في البحار والأنهار تقتل 100 ألف حيوان صغير كل سنة. * نفايات بلاستيكية * تقدر الأمم المتحدة أن البشر يلقون 6.4 مليون طن من النفايات إلى البحار والمحيطات كل سنة، وتشكل القطع البلاستيكية معظم هذه النفايات. وصارت هذه النفايات تتراكم، بفعل التيارات المائية، بشكل جبال عائمة في المحيطات وتهدد البشر والحيوانات على حد سواء. ويقدر العلماء وجود 18 ألف قطعة بلاستيكية، بين كبيرة وصغيرة، في كل كيلومتر مكعب من مياه البحار والمحيطات كمعدل. وذكر الدكتور كيم كورنيليوس ديتليف، مفوض البرلمان الألماني لشؤون البحار، أن قطع البلاستيك لا تتحلل في الماء، لكنها تتكسر إلى قطع صغيرة بمرور الوقت بفعل التيارات والاحتكاك وأملاح البحر. وتخطئ الطيور والأسماك هذه الأجزاء الصغيرة على أنها مواد غذائية فتبتلعها. ومع مرور الوقت تتحول قطع البلاستيك في معدات الطيور والأسماك إلى «حشوة» بلاستيكية متماسكة توقف عملية الهضم. فضلا عن ذلك فإن مادة «أسفينول أ».، التي تستخدم في تليين البلاستيك، تتسلل إلى دماء الأحياء البرية، ومن ثم إلى تركيبتها الجينية، وتؤثر سلبا على خصوبتها وتكاثرها. وتشير المعطيات الأخيرة حول «التخمة البلاستيكية»، التي أوردها معهد أبحاث المصادر البحرية والأنظمة البيئية في روتردام، إلى أن عدد النفايات البلاستيكية في بحر الشمال يزيد عن عدد العوالق والأشنات البحرية هناك. وعمل علماء المعهد بين 2003 و2007 على فحص نسبة البلاستيك في معدات 1300 طائر، من مختلف مناطق في بحر الشمال، ومن مختلف أنواع الطيور البحرية، وتوصلوا إلى أن البلاستك يوجد في معدات 95% من هذه الطيور. وأضاف ديتليف، وهو عضو في اتحاد حماية البيئة الدولي (نابو)، أن البلاستيك، عكس النفايات الأخرى، يبقى لقرون في الماء. ويقدر العلماء أن القنينة البلاستيكية تحتاج إلى 450 سنة كي «تتحلل» بفعل الأملاح والحركة. وكان تقرير منظمة «الجوانب العلمية في تلوث البحارGESAMP» التابع للأمم المتحدة، قد حذر من النتائج الكارثية التي ستترتب على مواصلة الإنسان تلويث البحار والمحيطات. وجاء في التقرير الذي نشر في العاصمة الألمانية أن حجم النفايات في البحار والمحيطات يفوق حجمها على البر وأن 80% من النفايات البحرية مصدرها اليابسة. وهذا يعني أن البواخر والسفن وناقلات النفط ومحطات النفط العائمة مسؤولة فقط عن 20% من النفايات في البحار. والمشكلة الأكبر هي أن الإحصائيات حول البلاستيك تشمل نفايات البلاستيك الطافية، في حين يعتقد العلماء أن معظم هذه النفايات قد ترسب في القاع. ويقدر التقرير أن الناس على اليابسة يلقون بنفايات إلى البحار والمحيطات تزيد 10 مرات عن كمية الأسماك التي يصطادونها. أعضاء منظمة «الكوكب البلاستيكي»، الذين يناضلون من أجل الحد من البلاستيك في دورة المياه الطبيعية، أجروا تجربة فريدة قبل أكثر من عام، إذ أخضعوا أنفسهم إلى فحص الدم في مختبر معروف، وتوصلوا إلى إثبات أن آثار البلاستيك تسللت إلى دمائهم أيضا. * تحديد أكياس النايلون * قبل حادثة «الحوت المحشو» كان حزب الخضر الألماني قد طالب بفرض ضمانة قدرها 22 سنتا (ربع يورو) على كل كيس نايلون جديد يباع أو يستخدم في السوق. وهذا بالطبع سيقلل استخدام أكياس النايلون من قبل المواطنين، كما أنه سيضاعف إمكانيات جمع وتدوير هذه المواد البلاستيكية الضارة بالبيئة. ويمكن للمواطن استرجاع مبلغ الضمانة، حينما يعيد الكيس إلى حاويات النفايات الخاصة التي سيجري نصبها في الشوارع والأسواق. وواقع الحال أن حزب الخضر يحاول من خلال هذا المقترح، نسخ مقترحه السابق حول علب الصفيح، المخصصة للمرطبات والمشروبات، والذي بدأ تطبيقه (25 سنتا مقابل العلبة)، منذ عام 2000، إذ ضاعف هذا القانون كميات العلب التي يجري تدويرها، كما دفع المواطنين إلى شراء المرطبات في القناني الزجاجية. وعموما انخفض استخدام علب الصفيح في ألمانيا، منذ ذلك الوقت، بنسبة 80 في المائة. ويقدر الخبراء عمر كيس النايلون بنحو 200 سنة قبل أن يتحلل إلى مكوناته أو يتهرأ، وهذا يعني أنه يبقى عبئا على البيئة لمدة قرنين. وتنتج البشرية 300 مليون طن من البلاستيك سنويا، وهناك مؤشرات على تضاعف النفايات الناجمة عن هذا الإنتاج بنسبة 600% في النصف الثاني من القرن العشرين مقارنة بالنصف الأول منه. وتستهلك المصانع ثلث هذه الكمية في صناعة الأكياس والعلب والقناني والصناديق، التي تستقر عادة، وبعد فترة قصيرة جدا في النفايات، ولتبدأ دورة حياتها في البيئة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحذيرات من اختناق المحيطات من المواد البلاستيكية تحذيرات من اختناق المحيطات من المواد البلاستيكية



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 17:04 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 15:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:26 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت الخميس29-10-2020

GMT 14:52 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 13:46 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور الخميس 29-10-2020

GMT 18:06 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 18:37 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 09:37 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

إليك وجهات سياحية رخيصة يمكن السفر إليها في بداية العام

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 22:42 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

هاني شاكر يشارك جمهوره أول أغنية له في 2021 "كيف بتنسى"
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia