صنعاء ـ أ.ش.أ
دخلت العاصمة اليمنية صنعاء وعدة محافظات أخرى أسبوعها الثالث بدون كهرباء بسبب خروج محطة كهرباء مأرب الغازية الرئيسية التى تغذى هذه المحافظات بالكهرباء من الخدمة نتيجة للقتال الدائر فى محافظة مأرب بين المقاومة الشعبية والقبائل المؤيدة للرئيس اليمنى عبدربه منصور هادى من جهة والحوثيين المدعومين بقوات عسكرية موالية للرئيس السابق على عبدالله صالح من جهة أخرى .
وعجزت الفرق الفنية لوزارة الكهرباء عن دخول منطقة الجدعان بمأرب لإصلاح العطل بسبب القتال ، وقامت بتوفير المازوت اللازم لتشغيل محطتى التقوية فى حزيز وذهبان بالعاصمة لمد المواطنين بالتيار الكهربائى لمد ساعتين أو أقل على مدى اليوم فى محاولة لتهدئة المواطنين الذين ازدادت معاناتهم بسبب هذه الأوضاع ، ولن تستطيع الوزارة توفير المازوت فى الأيام القادمة بسبب عدم وصول هذه المادة من الخارج نتيجة للأوضاع التى تمر بها البلاد.
وساءت الأمور بصنعاء وهذه المحافظات بدرجة أكبر مع اختفاء مشتقات البترول كالبنزين والسولار من محطات الوقود ، مما أثر على النشاط الاقتصادى ، وكادت أن تختفى مظاهر الحياة العادية من العاصمة فى ظل توقف أكثر من 90 % من السيارات بسبب عدم توافر البنزين والسولار ووصول سعر الصفيحة حجم 20 لترا الى 22 ألف ريال يمنى / حوالى 100 دولار / إن وجدت ..وكان المواطنون قد تأقلموا مع انقطاع التيار الذى يصل فى الأحوال العادية إلى نحو 12 ساعة يوميا باستخدام مولدات صغيرة لتشغيل محالهم ومنازلهم وتوقفت عن العمل لانعدام البنزين وأغلقت معظم المحال أبوابها وآثر العديد من أصحابها التخلى عنها توفيرا للإيجار الذى يصل إلى نحو مائة دولار شهريا فى المتوسط وعادوا إلى محافظاتهم.
وتسبب اختفاء المواد البترولية فى حدوث أزمة فى الغاز المنزلى إذ لجأ أصحاب المخابز إلى استخدام الغاز فى عملهم ولجأ العديد من أصحاب المحال إلى تعديل المولدات الصغيرة لتعمل بالغاز ، مما أدى إلى ازدياد الطلب عيه فارتفع سعر الاسطوانة إلى 3000 آلاف ريال / 14 دولارا / فى محطات الوقود التى يتزاحم المواطنون عليها وينتظرون يوما كاملا لتعبئة الاسطوانات وسعرها الرسمى 1600 ريال فيما وصلت فى السوق السوداء إلى أكثر من 4000 ريال / حوالى 19 دولارا / لتزداد تكلفة الحياة اليومية للمواطنين الذين يعانون أصلا من أجل توفير احتياجاتهم اليومية.
وأثر اختفاء الطاقة والوقود فى العديد من المحافظات اليمنية على الخدمات العامة للمواطنين فى قطاع الصحة خاصة مع مغادرة نحو 95 % من الأجانب العاملين فى المجال الصحى للبلاد، وحدث عجز فى التمريض خاصة وأن معظم العاملين فيه من الهند وبنجلاديش ومن دول آسيا ، كما غادر أجانب يعملون فى قطاعات حيوية كالاتصالات والطاقة مما أثر سلبا على هذه القطاعات.
ولا يعرف بعد مصير الدراسة فى المدارس التى قررت وزارة التربية والتعليم استئنافها بداية من الأسبوع القادم إذ أن معظم الطلاب يذهبون لمدارسهم باستخدام وسائل النقل العامة التى كادت تختفى من العاصمة ، حتى أن السيارات الخاصة لا تعمل فكيف سيذهب الطلاب إلى مدارسهم بل وكيف سيذاكرون دروسهم مع انقطاع الكهرباء .. أسئلة كثيرة لا توجد لها إجابة فى ظل هذه الأوضاع التى من المؤكد أنها لن تتحسن فى القريب على الأقل بسبب الظروف السياسية التى تعيشها البلاد.
أرسل تعليقك