الإمارات وألمانيا تستعدان لإطلاق مشاريع واعدة للطاقة الشمسية

عقدت دولة الإمارات وجمهورية ألمانيا اليوم اجتماعا وزاريا جديدا لتسريع نشر حلول الطاقة المتجددة واستخداماتها وذلك في ضوء الإنخفاض الكبير في تكلفة إنشاء مشاريع الطاقة الشمسية.

شارك في الاجتماع - الذي عقد بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" - شخصيات رفيعة المستوى من القادة والمسؤولين الحكوميين والمدراء التنفيذيين في قطاع الطاقة لدراسة الحالة الاقتصادية والمتطلبات التنظيمية للطاقة الموزعة.

وتشترك دولة الإمارات في التوجه الذي تنتهجه ألمانيا والتي تتمتع بدور رائد مجال إنتاج الطاقة المتجددة من خلال الافراد والشركات وهذا ما تسعى الدولة إلى العمل به وإطلاقه أسوة بالجانب الألماني.

وقال معالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة " نشهد عهدا جديدا مزدهرا للطاقة المتجددة في جميع أنحاء العالمولا سي ما في دولة الإمارات" .

وأضاف " في ضوء نتائج العروض الدولية متدنية الأسعار لتقنيات الطاقة الكهروضوئية وفي ظل التشريعات الجديدة التي يتم العمل عليها فإننا نتوقع زيادة سريعة في بناء وتركيب مرافق ومنشآت الطاقة الشمسية عن طريق القطاع الخاص ومالكي المباني والعقارات الكبيرة وأصحاب المنازل .. وفي هذا السياق فإن الحوار الاستراتيجي الجديد مع ألمانيا يوفر نقطة مرجعية رئيسية في إدارة هذا التوجه نحو مزيد من الانتشار والاستخدام للطاقة الشمسية والمتجددة".

وقد بات بالإمكان حاليا إنتاج الكهرباء وفي كثير من الحالات بأسعار أرخص من خلال استخدام خلايا وألواح الطاقة كهروضوئية والتي تستخدم الطاقة الشمسية لتوليد الطاقة الكهربائية بكلفة أقل حتى من تلك التي يتم توليدها باستخدام المحطات التي تعمل بالغاز الطبيعي المسال.

ويتزامن الانخفاض في أسعار وتكلفة إنشاء مشاريع الطاقة الشمسية في نفس الوقت الذي تعمل فيه الدولة علي تطوير أنظمة ولوائح جديدة من التشريعات والقوانين التي ستتيح للمستهلكين إمكانية إنتاج الطاقة الشمسية الخاصة بهم وبيع الفائض عن حاجتهم إلى محطات وشبكات إنتاج الطاقة الكهربائية في الدولة.

ومن المتوقع أن يكون مالكو المباني والعقارات التجارية وأصحاب الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة من أوائل المبادرين والسباقين إلى تركيب الألواح الشمسية على أسطح منازلهم أو ساحات بيوتهم حيث يمكنهم من خلالها تقليل اسخدام الكهرباء .. ومن المتوقع أن تقوم عدد من الشركات الصناعية الموجودة في مختلف إمارات الدولة بتلبية وتحقيق متطلبات النمو الخاصة بها من خلال توليد الكهرباء في مواقعها واستكمال عملية التوسع المركزية المتعلقة بالطاقة الكهربائية.

ومنذ وقت طويل أصبحت الطاقة الشمسية الموزعة في ألمانيا تمث ل جزءا أساسيا ورئيسيا من مزيج الطاقة لديها .. وقال معالي راينر باكيه وزير الدولة للشؤون الاقتصادية والطاقة في ألمانيا في هذا الخصوص " إن الطاقة الشمسية من خلال التقنيات الكهروضوئية قادرة على المساهمة في تلبية نسبة كبيرة وحصة رئيسية من الطلب على الطاقة الكهربائية في ألمانيا وفي بعض الأيام يتم إنتاج ما يقارب 40 بالمائة من الإحتياجات ولكم أن تتخيلوا القدرة التي يمكن توليدها في الإمارات والتي تتمتع بطقس مشمس على مدار العام ".

وأضاف معاليه "لقد كان توليد وإنتاج الطاقة الكهربائية الموزعة جزءا أساسيا في عملية التحول في أنظمة الطاقة لدينا وقد شمل هذا التحول جميع مستويات المجتمع وأدى إلى حشد وتشجيع الاستثمار بواسطة القطاع الخاص .. وإن المستهلكين في دولة الإمارات على أتم الاستعداد حاليا للاستفادة من الطاقة الشمسية ذات التكلفة المنخفضة وأن يكونوا مثالا يحتذى به في منطقة الشرق الأوسط".

ومن خلال المصطلح الألماني الجديد "تحول الطاقة " أو "تغيير أنظمة الطاقة" /Energiewende/ حققت ألمانيا نسبة تزيد على 27 بالمائة من استهلاكها للكهرباء عن طريق مصادر الطاقة المتجددة ..وقد قفزت وارتفعت قدرة إنتاج الكهرباء باستخدام ألواح الطاقة الشمسية وحدها لتوليد الطاقة الكهربائية من 1 جيجاوات في عام 2004 إلى 35.7 جيجاوات حاليا .

وقال سعادة الدكتور ثاني أحمد الزيودي مندوب الدولة لدى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة /آيرينا/ مدير إدارة شؤون الطاقة وتغير المناخ في وزارة الخارجية " إننا نستثمر علاقاتنا الدولية المتميزة في تبادل الخبرات خاصة في قطاع الطاقة المتجددة واستخداماتها .. وتدعم وزارة الخارجية الجهات المحلية المعنية للاطلاع والاستفادة من التجربة الألمانية وخبراتها .. وفي نهاية المطاف فإننا بحاجة لإيجاد الإطار المناسب الذي يخدم ويلبي احتياجات دولة الإمارات علاوة على أن الحوار الاستراتيجي على قدر كبير من الأهمية على الصعيدين الوطني والدولي ".

جدير بالذكر أن سعادة عدنان أمين المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة /آيرينا/ قد شارك في هذا الحوار الوزاري الهام حيث رح ب بالتعاون بين البلدين ..وقال "إن دولة الإمارات وألمانيا هما القدوة في صناعة الطاقة المتجددة على الصعيد الدولي".

وأضاف " إن مصطلح /تحول الطاقة/ الذي ابتكرته ألمانيا قد أعاد كتابة قواعد وأنظمة انتشار الطاقة المتجددة واستخداماتها وهناك اهتمام كبير في كيفية تحر ك دولة الإمارات ق د ما في رؤيتها الثاقبة في هذا المجال ..

وتنعم منطقة الشرق الأوسط بهبة طبيعية حباها الله إياها من حيث توفر مصادر الطاقة الشمسية علاوة على امتلاكها ميزة وهي التكلفة المنخفضة مما يؤهلها أن تخطو خطوات كبيرة في قطاع الطاقة الشمسية وإن نجاح دولة الإمارات سيحفز لتحر ك السوق وتنشيطه على الصعيد الاقليمي".

يشار إلى أن الحوار الاستراتيجي القادم بين دولة الإمارات وألمانيا حول مصادر الطاقة المتجددة واستخداماتها سيعقد في ألمانيا قبل حلول شهر سبتمبر من العام 2015 بمشاركة وحضور وفد رفيع المستوى من مختلف الجهات المعنية في الدولة.