أبوظبي تستثمر المليارات من أموال النفط لخدمة الطاقة المتجددة
آخر تحديث GMT07:39:41
 تونس اليوم -

أبوظبي تستثمر المليارات من أموال النفط لخدمة الطاقة المتجددة

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - أبوظبي تستثمر المليارات من أموال النفط لخدمة الطاقة المتجددة

اماراتي ينزل السلالم في مدينة مصدر في ابوظبي
أبوظبي - أ.ف.ب

تعد الامارات من اكبر مصدري النفط في العالم وواحدة من الدول الاكثر تسببا بالانبعاثات نسبة لعدد السكان، الا انها تستثمر المليارات من اموال الذهب الاسود في تطوير الطاقة المستدامة وفي الاستعداد لمرحلة ما بعد النفط.

وفيما تتجه الانظار الى مؤتمر المناخ الدولي الذي تستضيفه باريس نهاية العام، لا تريد ابوظبي ان تكون في قفص الاتهام. وتعتمد في ذلك على مشاريع مثل "مصدر"، المنصة المتعددة الاوجه التي اطلقتها قبل عشر سنوات لنقل البلاد من مرحلة النفط الى عهد الطاقة المتجددة.

واكد الرئيس التنفيذي لمصدر احمد بلهول في لقاء مع وكالة فرانس برس ان المبادرة "تجسد رؤية الامارات" في مجال الطاقة وتقدم "تطبيقا للرؤية من خلال نشر الطاقة المتجددة والاستثمار في الابحاث ومن خلال بناء مدينة مستدامة".

وصرح ولي عهد ابوظبي الشيخ محمد بن زايد في وقت سابق هذه السنة ان بلاده التي تعوم على حوالى ستة في المئة من النفط العالمي ستصدر آخر سفينة محملة بالنفط بعد خمسين سنة، وينبغي الاستعداد للمرحلة المقبلة.

ومصدر مدينة مستدامة على تخوم العاصمة، وذراع استثمارية عملاقة في مجال الطاقة النظيفة حول العالم، ومعهد ومركز ابحاث لصناعة تكنولوجيا المستقبل.

وساهم النفط في تحويل الامارات من مجموعة مدن ساحلية صغيرة وفقيرة يقطنها صيادو اللؤلؤ، الى دولة متقدمة تملؤها ناطحات السحاب والفنادق الفخمة وتملك عددا من اغنى الصناديق السيادية في العالم.

ويصل حجم اصول صندوق ابوظبي السيادي الرئيسي (جهاز ابوظبي للاستثمار) وحده الى 773 مليار دولار، بحسب معهد الصناديق السيادية.

واعتبر بلهول ان "مصدر" تقدم "صورة مشرقة وايجابية" عن منطقة الشرق الاوسط التي تنهشها النزاعات.

داخل المدينة، يختلط الطلاب والموظفون واصحاب الشركات الصغيرة والباحثون واصحاب براءات الاختراع، الاماراتيون والاجانب، بثياب غير رسمية تذكر باجواء مدن صناعة التكنولوجيا في كاليفورنيا.

وقالت مديرة ادارة الاستدامة في مصدر نوال الحوسني وهي تقف في ممر انيق يصل بين المباني ذات تصميم يستوحي كثبان الربع الخالي بالوان ترابية، ان الامارات "بلد شاب وشجاع وطموح يصب الموارد التي يجنيها من النفط في قطاع" الطاقة المتجددة، مضيفة "باتت الامارات اول عضو في منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) لا يصدر النفط فحسب بل الطاقة المتجددة ايضا الى العالم".

ومصدر شريكة على سبيل المثال في مشروع "خيما سولار" الفريد من نوعه في اسبانيا، وهو اول مشروع بالطاقة الشمسية المركزة قادر على انتاج الكهرباء على مدار الساعة بقدرة 20 ميغاواط. كما انها شريكة في مشروع طاقة الرياح البحري الاكبر في العالم "لندن اراي" قبالة الشواطئ البريطانية، وتستثمر في مشاريع ضخمة لطاقة الرياح في سلطنة عمان.

محليا، طورت مصدر مشروع "شمس 1" للطاقة الشمسية الذي ينتج مئة ميغاواط من الطاقة في صحراء ابوظبي.

كما دعمت مشروع الطائرة الشمسية "سولار امبلس" التي انطلقت من ابوظبي في اذار/مارس في رحلة حول العالم وانما اضطرت لتعليق الرحلة بعد بلوغها هاواي بسبب عطل في البطارية.

وفي الاجمال، تقود مصدر بشكل كامل او جزئي مشاريع للطاقة المتجددة حول العالم بقدرة 1,5 ميغاواط.

وتستضيف ابوظبي مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "ايرينا" في موقع قريب من مدينة مصدر.

وتقدر قيمة استثمارات الامارات في مجال الطاقة البديلة ب35 مليار دولار حتى العام 2020، بينها حوالى عشرين مليار دولار لمشروع محطة بركة النووية في غرب الامارات.

ومن المفترض ان ينخفض اعتماد الامارات على الغاز الطبيعي لانتاج الكهرباء من 90% الى 70% في 2020.

وبالتوازي مع نمو الاستثمارات، يفترض ان تتحول مدينة مصدر الى مكان سكني ومركز للتطوير العقاري والتجاري المستدام، ولا يزال نمو المدينة على هذا الصعيد متواضعا.

وتضم المدينة حاليا "معهد مصدر" الذي يؤمه 460 طالبا من 60 دولة ومئة استاذ، ومساكن الطلاب، وعددا من المباني التي تحتضن مقار اقليمية لشركات عالمية مثل "سيمنز" و"جي اي" وحوالى مئة شركة صغيرة تعمل في مجال الاستدامة.

وبدأت اعمال بناء فندق ومجمع سكني جديد في المدينة التي تذكر بعض النقاط فيها بافلام الخيال العلمي.

فبعد الوصول الى مرآب السيارات، يستقل الزائر سيارات تسير من دون سائق تقوده في الممرات الداخلية والمغلقة الى معهد مصدر الذي صمم مبانيه المعماري الشهير نورمن فوستر.

داخل المعهد، تنتشر المختبرات والشاشات العملاقة، فيما تعلو المباني الالواح الشمسية.

في محيط المعهد، محطات لاختبار تقنيات جديدة في الطاقة الشمسية وفي صناعة الوقود العضوي، ابرزها محطة فريدة على مستوى المنطقة لتخزين الحرارة من الشمس، بما يسمح بانتاج الطاقة عند غياب الضوء المباشر.

وصممت واجهات المباني لتشكل حاجزا عازلا فتخفض الحرارة داخل المباني وتخفف من كمية التبريد المطلوب.

وعلى الرغم من الاندفاعة الاماراتية ازاء الاستدامة، ما زالت الامارات تسجل معدلات انبعاثات من الاعلى في العالم مقارنة بعدد السكان.

ويستخدم مواطنو الامارات وسكانها الطاقة والمحروقات لتسيير سياراتهم الرباعية الدفع وتشغيل مكيفاتهم المركزية الضخمة.

لكن مستوى الانبعاثات لن يحول على الارجح دون تصنيف الامارات في صف الطلاب الناجحين خلال قمة باريس، بفضل مبادرات مثل مصدر والمساعدات الاماراتية للدول النامية من اجل تطوير الطاقة المستدامة.

وقال ثاني الزيودي، مدير إدارة شؤون الطاقة وتغير المناخ في وزارة الخارجية الاماراتية ومنسق مشاركة الامارات في مؤتمر باريس، "خلال السنوات الخمس الماضية، هناك مشاريع بقيمة 840 مليون دولار في 25 دولة قدمتها دولة الامارات في مجال الطاقة المتجددة".

وقال بلهول "كان اجدادنا الذين عانوا من اصعب الظروف المناخية والاجتماعية يعيشون الاستدامة بكل معنى الكلمة ويستهلكون ما يحتاجونه فقط. بعد ظهور الثروة، فقد كثيرون هذه الثقافة، الا انها تعود من جديد الآن".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أبوظبي تستثمر المليارات من أموال النفط لخدمة الطاقة المتجددة أبوظبي تستثمر المليارات من أموال النفط لخدمة الطاقة المتجددة



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:08 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:04 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

القثاء المرّ لعلاج السكري على الفور

GMT 03:59 2013 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

"HP" تطلق أول حاسب يعمل بنظام التشغيل "كروم"

GMT 07:24 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات مبهرة من التنورة "الميدي" للمسة أناقة في الشتاء

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 11:13 2016 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

لسان عصفور بالبارميزان و الريحان

GMT 22:55 2020 الأحد ,18 تشرين الأول / أكتوبر

تسريحات شعر أنيقة للمرأة العاملة

GMT 20:42 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

جماهير الأهلي تخلد ذكرى خالد قاضي في المدرجات

GMT 22:52 2016 الثلاثاء ,09 شباط / فبراير

البشير يقيل رئيس هيئة أركان الجيش السوداني

GMT 14:56 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

مايا دياب تؤكد أن لبنان يعاني ويلفظ آخر أنفاسه بسبب كورونا

GMT 05:15 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

طريقة مبتكرة لوضع "الماسكارا" للحصول على رموش كثيفة

GMT 10:40 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

طريقة إزالة طلاء الأظافر عن المفروشات الجلد والعناية بها
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia