الأفاعي تحصد أرواح الآلاف في بورما سنويًا
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

الأفاعي تحصد أرواح الآلاف في بورما سنويًا

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - الأفاعي تحصد أرواح الآلاف في بورما سنويًا

ساحر افاع في حديقة حيوانات يانغون
رانغون - أ.ف.ب

يشعر سين تين بقوة لا تقهر لدى تمايله على ايقاع ثعبان الكوبرا الملك امامه، مستمدا ثقته من الاوشام "السحرية" على جسمه، على الرغم من تعرض هذا البورمي المتخصص في ترويض الافاعي للدغات كثيرة في السابق نجح في التغلب عليها خلافا للكثير من مواطنيه.
وتعد بورما 150 فصيلة من الافاعي بينها 40 فصيلة سامة يمكن ان تؤدي لدغتها الى بتر الاعضاء، العمى وحتى الموت.
وتشير آخر البيانات المتوافرة الصادرة عن وزارة الصحة البورمية الى ان 7818 شخصا عولجوا لاصابتهم بلدغات افاع سامة في 2011. وأكثر من 8 % من الضحايا توفوا، في نسبة وفيات اعلى بمرتين من المعدل العالمي الذي يقارب 4 % بحسب ارقام منظمة الصحة العالمية.
ولم يعد سين تين يتذكر عدد المرات التي تعرض فيها للدغات افاعي، وهي حوالى عشرين مرة على الارجح، اربع لدغات بينها من افعى الكوبرا الملك، احدى اخطر الافاعي في اسيا.
الا ان اوشامه التي صنعها عبر مزج الحبر والسم ونباتات طبية حمته، على ما يؤكد تين سين قبل ان يطبع قبلة على رأس ثعبان كوبرا الملك يرقص امامه.
ويروي هذا الرجل صاحب الخبرة الممتدة لحوالى 30 عاما في ترويض الافاعي ان "الاوشام على جسمي تم مزجها مع الطب التقليدي البورمي (...) هذا الطب يشمل السم من كل انواع الافاعي وايضا اعشابا مستخدمة في الطب التقليدي. لقد حقنت جسمي بذلك".
وقبل الاهتمام بالزواحف في حديقة رانغون للحيوانات، قبض سين تين لعقود على اخطر الزواحف في سائر انحاء البلاد.
ومع توجيهه نصائح لسكان المدن بعدم ترك بقايا اطعمة وراءهم، الا ان الخطر بلا شك اكبر في الارياف حيث ينتشر عدد كبير من الافاعي على الرمال الحارة في المناطق الاكثر جفافا وتختبئ خصوصا في الاعشاب العالية في المناطق الزراعية.
ويتذكر فوي نغي مزارع الارز البالغ 38 عاما والذي تعرض قبل عامين للدغة افعى في قريته بضواحي رانغون "كنت اقوم بالحصاد عندما تعرضت للدغ".
ويضيف "لم اشعر بالالم فورا، اعتقدت انني تعرضت للدغة دبور. لكن عندما نظرت حولي، رأيت افعى".
وقبل التوجه الى اقرب مستشفى، قام بالتصرف المناسب: تضميد جرحه بقطعة قماش من دون التضييق كثيرا عليه. وبفضل معرفته لنوع الافعى التي لدغته، وهي افعى "دابويا روسيلي" التي تتسبب باكبر عدد من الضحايا في البلاد، تلقى العلاج المناسب.
لكن الحظ لم يسعف الجميع في هذا البلد الذي تعيش اكثرية سكانه في مناطق ريفية نائية من دون امكانية للاستفادة من نظام صحي متداع اصلا بسبب عقود من الحكم العسكري.
كما ان كثيرين يجهلون كيفية التعامل مع لدغات الافاعي. وتوضح شانتال بونفيس من عيادة "اس او اس انترناشونال" في رانغون ان اي شخص يتعرض للدغة افعى يجب الا يركض او يصاب بالهلع "لأن ذلك يحرك الدورة الدموية ويؤدي الى انتشار السم ووصوله سريعا الى القلب".
وتشير ايضا الى ضرورة "عدم حرق الجرح او النفخ عليه او وضع مكعبات ثلج" لافتة الى ان المطلوب فقط تضميد الجرح بقماشة صغيرة من دون قطع الدورة الدموية والانتقال فورا الى اقرب مستوصف بعد التعرف الى نوع الافعى اذا امكن.
ويوضح المدير المساعد لمصنع ادوية تابع لوزارة الصناعة ان "العلاج الافضل والوحيد في حال لدغات الافاعي هو ضخ المضاد المناسب للسم".
ويمكن الحصول على هذا المحلول عن طريق ادخال سم بكميات صغيرة الى جسم حيوان، يكون غالبا حصانا، بهدف جمع الاجسام المضادة التي يفرزها في ما بعد. لكن الاحصنة غالية، لذلك اعتمدت بورما على الخراف.
وفي محاولة للحد من نسب الوفيات، من المتوقع اقامة مصنع جديد سيسمح بمضاعفة انتاج المضادات للسم الى اكثر من 100 الف جرعة سنويا مقابل 53 الفا حاليا بحسب منظمة الصحة العالمية.
وفي الانتظار، تشدد السلطات على اهمية الوقاية عبر انتعال احذية تصل الى الركبة مثلا.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأفاعي تحصد أرواح الآلاف في بورما سنويًا الأفاعي تحصد أرواح الآلاف في بورما سنويًا



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 23:18 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

«مو ضروري» لـ ماجد المهندس تحصد 35.2 مليون مشاهدة

GMT 06:41 2014 الإثنين ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

السير المعوج

GMT 02:18 2017 الخميس ,15 حزيران / يونيو

يسرا تكشف سبب اعتذارها عن مسلسل "الزيبق"

GMT 12:07 2020 الأحد ,20 أيلول / سبتمبر

وفاة نائب رئيس حكومة أوزبكستان بفيروس كورونا

GMT 00:31 2021 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

دراسة تؤكد أن الكلاب لا تفهم البشر جيدًا

GMT 13:32 2014 الإثنين ,03 شباط / فبراير

إغلاق بورصة الأردن على تراجع بنسبة 0.18%
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia