الضجيج تجاوز معدلات المسموح به في وسط مدينة بيروت
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

الضجيج تجاوز معدلات المسموح به في وسط مدينة بيروت

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - الضجيج تجاوز معدلات المسموح به في وسط مدينة بيروت

بيروت ـ وكالات

لبنان من بين بلدان العالم الثالث مهدداً بالطرش لان مستوى الضجيج في المدن في ارتفاع مستمر، وكلّ ذلك في ظلّ غياب طرق الوقاية ووجود قوانين تمنع هذا التلوث من نوع اخر. كل ذلك بفعل الضجيج الذي تخطّت معدّلاته المسموح بمئات المرات وسجّل أعلى مستوياته في مدينة بيروت بظلّ زحمات السير الخانقة التي لا تنتهي، مما أدى إلى ارتفاع معدّله إلى أكثر من 90 ديسيبل، علماً انّ الحدّ الأقصى الذي تسمح به منظمة الصحة العالمية هو 56 ديسيبل. الضجيج بات يشكل ازمة بيئة صحية في ان معا" و الدليل على ذلك دراسة صادرة مؤخراً عن الجامعة الأميركية في بيروت تشير إلى أنّ الضجيج لا يرحم وسط مدينة بيروت، الذي يعتبر مركزاً تجارياً تنشط فيه حركة الاعمار نهاراً ومقصداً سياحياً تكثر فيه المطاعم والملاهي الليلية، حيث وصل مستوى الضجيج الى 76 ديسيبل نهاراً و71 مساء و96 ليلاً. وكمثال على ذلك، تلفت الدراسة إلى أنّ حدة الضجيج ارتفعت في منطقة الدورة عن الحد المسموح 52 مرة نهاراً و40 مرة مساء و10 مرات ليلاً، وارتفعت في وسط المدينة 6,1 مرة نهاراً و6,21 مرة مساءً و52 مرة ليلاً. وتوضح الدراسة أنّ كل زيادة 10 ديسيبل في الضجيج تمثل، بالحساب اللوغارثمي، زيادة عشرة أضعاف في حدته.وفي سياق الحديث عن تأثيرات الضجيج في منطقة بيروت الكبرى والأضرار الصحية الناجمة عنه، يتبيّن أن على رأس مصادر الضجيج تأتي وسائل النقل المختلفة، وفي طليعتها الدراجات النارية (حددها 4,07 في المئة من المشاركين)، وحركة السير (1,36%)، وزعيق أبواق السيارات (3,65%). تلي ذلك مولدات الكهرباء الخاصة (1,55%)، وأعمال الانشاء (24%). وسجلت حركة الطائرات نسبة 8,31% فقط نظراً لتحويل مسارها فوق البحر. وهكذا ان "التلوث الضجيج" قد يتسبّب في ردود فعل غير متزنة، كالشرود الذهني، وعدم القدرة على التركيز، وإرتفاع ضغط الدم، والإفراز الزائد لبعض الغدد، مما يُسبِّب إرتفاع نسبة السكر في الدم، والإصابة بقرحة المعدة، وأوجاع الرأس والشعور بالتعب والأرق. كما تشير بعض الدراسات التي قام بها العلماء النمساويون إلى أن عمر الإنسان يقل من 8 إلى 10 سنوات في المدن الكبيرة بالمقارنة مع سكان الأرياف بسبب "التلوث الضجيج". وفي لوس أنجلوس، أظهرت الدراسات أن ضغط الدم عند أطفال المدارس الواقعة بالقرب من المطار أعلى منه لدى أطفال المدارس البعيدة عنه، كما أن سرعتهم في حل المسائل الرياضية أقل، وعند إخفاقهم في حل المسألة سرعان ما يقومون برميها جانباً ولا يحاولون إعادة حلها.هنا لا بد من التساؤل عن حدود الضجيج المسموح بها والتي لا تؤثر على بنية الجسم. فنجد انه من المتعارف عليه أن الضجة تصبح مؤذية ابتداءً من 80 ديسيبل ويوجد خطر حقيقي خصوصاً على السمع ابتداءً من 90 الى 100 ديسيبل لذلك جرى تحديد لمستوى الصوت، مثلاً في المستشفيات لا يجب ان يتخطى الصوت 15 ديسيبل، وفي غرف النوم 20 ديسيبل، وفي داخل المنازل 30 ديسيبل، في المدارس 40 ديسيبل، في صالات السينما والمكاتب 45 ديسيبل، في المطاعم والمحلات التجارية 55 ديسيبل، في الشارع 65 ديسيبل، في المعامل والمطارات والساحات العامة 80 ديسيبل. في هذا السياق اوضح الخبير البيئي الدكتور بيار ماليشف أنّ الأذن عادة تسمع من 30 الى 40 ديسيبل ولكنها باتت لا تسمع إلا ابتداءً من 60 ديسيبل بسبب الضجيج. ولفت إلى أن من أهم أسباب ضعف السمع عند الناس هو الضجيج العالي، لان فقدان السمع يبدأ عادةً على الموجات العالية ثم ينتشر ليصبح طرشاً يصحبه طنين أو رنين في الأذن. كما وشرح الدكتور ماليشف أنّ هذا الطرش الجزئي يصيب الأذنين معاً، وهو يتطور نحو الأسوأ دون الرجوع إلى الوراء، ولذلك يعتبر الضجيج من الملوثات البيئية التي تشكل ازعاجاً للراحة و ضررا محتملا للسلامة والصحة العامتين في ظل غياب اي تعريف علمي وواضح لمصطلحات الضجيج.اما بالنسبة للمعايير، فاشار إلى أنّ النصوص اللبنانية تضمّ عددا من المعايير العلمية بمقياس الديسبل ولكنها لا تزال تفتقر الى العديد من المعايير الاخرى بمقياس الديسيبل التي تحدد الحدود المسموح بها. أثبتت التجارب الطبية أن الضجيج يسبب زيادة في نبضات القلب والتنفس وارتفاعاً في ضغط الدم، وكذلك يؤدّي إلى اضطراب في هضم الطعام وتشنج العضلات. وهناك أيضاً تأثيرات الرجرجات الصوتية على جسم الإنسان مثل تلك التي تفتعلها آلات الحفر التي تسبب التعب السريع وقلة النوم وآلام المفاصل والتكلس والورم في العضلات. ثم إننا لا ننسى القذائف في الحروب التي تحدث موجة صوتية قوية مع ضجيج حاد مما يسب طرشاً جزئيا ًوهو تمزقاً في طبلة الأذن وفي بعض الأحيان دوخة وتقيؤ. كما وإنه يسبب أيضاً فقدان في التوازن عند الإنسان فيصبح الشخص معرضاً لأن يقع ارضاً في عمله مما يسبب حوادث كثيرة. يسجل مستوى الصوت بواسطة آلة تسجيل تدعى Sonometre وهناك آلات اكثر تطوراً تسمى Spectraux Analyseure او آلة Vibrometre ويوجد وحدة قياس وهي ديسيبل .Decibel اما فحص السمع عند الإنسان فيكون بواسطة تخطيط السمع او اوديو غرام Audi gramme وهو تسجيل لمعدل السمع على عدة موجات مثلاً على موجة 500 هرتز تستطيع الأذن سماع الأصوات التي تفوق العشرة ديسيبل، على موجة 250 هرتز لا تستطيع الأذن سماع سوى الأصوات التي تفوق العشرين ديسيبل. إن الموجات العادية هي بين 500 و300 هرتز ولكن الإنسان يستطيع سماع الموجات بين 16 هرتز وعشرين ألف هرتز. فوق هذه الحدود تصبح الموجات في مستوى ما فوق الصوتية وهي لا تسمع.لذلك جرى تحديد للأصوات بصورة علمية بحسب قوتها وحدد مستوى الضجة المسموح به دون اذى في عدة أماكن. كذلك تدخل في نطاق الضجة الأصوات التي يراوح مستوى قوتها بين 40و50 ديسيبل داخل شقة هادئة. وفي الشارع بين 60 الى 80 ديسيبل وفي المعامل بين 90 الى 110 ديسيبل. في البلدان الصناعية المتطورة تتركز الوقاية الآن على الآلات الجديدة اي الآلات التي توضع في الإستعمال حديثاً حتى تكون صامتة أو خافتة الصوت. أما الآلات القديمة فيجب اجراء تحسينات عليها لخفض الضجة المنبثقة منها. ويوجد ايضاً اصوات التسربات المائية او الغاز التي تعطي قوة دفع كبيرة وضجة وهذه تكافح باستعمال فيلتر Filter أو كاتم صوت.وفي هذا السياق، لفت الخبير البيئي الدكتور بيار ماليشف إلى وجود قدرة على تغليف الآلة بمواد تسحب الصوت وتخفضه او تصفيح الآلة بواسطة صفائح من الرصاص تعزلها او تبديل القطع القديمة بقطع الكترونية حديثة صامتة. ويشدّد أيضاً على وجوب عزل منبع الصوت أي عزل الآلة بوضع مواد حولها ضد الرجرجات الصوتية مثل الكاوتشوك او الرسورات Ressorts أو فراش من البلاستيك.من أحسن مواد العزل هو الباطون. ويرى ختاماً أنه من الأفضل أن نضع الآلة ضمن غرفة مقفلة من الباطون حتى نستطيع إضافة مواد داخل جدران تمتص الصوت.  

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الضجيج تجاوز معدلات المسموح به في وسط مدينة بيروت الضجيج تجاوز معدلات المسموح به في وسط مدينة بيروت



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia