أمسات مطعم مغربي من إبداع حاملي التثلث الصبغي
آخر تحديث GMT09:18:26
الثلاثاء 8 نيسان / أبريل 2025
 تونس اليوم -
أخر الأخبار

"أمسات" مطعم مغربي من إبداع حاملي التثلث الصبغي

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - "أمسات" مطعم مغربي من إبداع حاملي التثلث الصبغي

مطعم مغربي
الرباط- تونس اليوم

مطعم بالعاصمة المغربية الرباط، يُشرف عليه أشخاص من ذوي التثلث الصبغي، يُقدمون فيه أطباق مُتنوعة، ويحظى بإقبال كبير.كُل شيء في هذا المكان مُميز، ديكوره، رواده، أطباقه وحتى المُشرفين والعاملين به، إنه مطعم الجمعية المغربية لمساندة الأشخاص ذوي التثلث الصبغي "أمسات"، أما المشتغلون فهم أشخاص شاءت الأقدار أن يكونوا من المصابين بهذا المرض."شامة".. روبوت مغربي بدرجة مُدافعة عن حقوق المرأةتختلف أعمارهم ويوحدهم إصابة بمرض لم يكن من اختيارهم، وهواية حولوها بالحب والمثابرة إلى مهنة يستمتعون بها، كل من يزورون هذا المكان يجمعهم شيء واحد حب الطبخ والعمل، ومشاركة الآخرين فضاء للانسجام داخل فريق كأنهم أسرة واحدة.

مهنية والتزامزائر هذا المطعم يلمس من أول خطوة به مهنية عالية من الأطقم المُشرفة عليه، تُغلفها ابتسامات عريضة للنوادل وحتى الشيفات في المطابخ، الجميع يتعاون لإخراج أطباق تتذوق فيها طعم الحُب والتضامن، قبل طعم اللحم والخُضر."هؤلاء الملائكة ذوو القلوب الكبيرة الذين يقدمون وجباتهم على أطباق مزينة بشكل فني على طاولات مرتبة بشكل جيد، مع ترحيب حار، يظهرون احترافًا لا غبار عليه، مما يقوض جميع الصور النمطية والكليشيهات حول اندماجهم الاجتماعي والاقتصادي وقدرتهم للابتكار والمساهمة في تنمية المجتمع"، تقول مليكة رشيد إحدى الزبائن لـ"العين الإخبارية".

هذا القدر العالي من المهنية، ما كان ليتحقق لولا جُندية والتزام كبيرين من لدن الشباب المُشتغلين في هذا المطعم، تقول "خديجة"، وهي المُشرفة عن ورشة الطبخ الايطالي لصالح الأشخاص ذوي التثلث الصبغي، واصفة المكان ومستوى الالتزام فيه بـ"الثكنة العسكرية".سمفونيةقالت المُتحدثة لـ"العين الإخبارية"، إن جميع العاملين هُنا "مُتميزون" و"مُتفانون لأقصى الدرجات في عملهم"، مسترسلة بالقول :"ينطلق الاشتغال على الساعة الثامنة والنصف صباحا، يغير الملتحقون ثيابهم ويرتدون ملابسهم الخاصة بالعمل ليكونوا عليها على موعد للتعرف على لائحة الطعام لذلك اليوم وتوزيع المهام بينهم".

العمل هُنا يمضي في تناسق وتعاون تام، كسمفونية مضبوطة، تتوزع المهام بدقم بين العاملين هُنا، منهم من يتكلف بإعداد السلطات وآخرون الاطباق الرئيسية، فيما البعض يتكلف والحلويات والمقبلات، وآخرون تولى لهم مهمة التقديم، أما البعض الآخر فيكون من نصيبه غسل الأواني.أعمال ومهام مختلفة، لكنها تنظم مثل سلسلة مترابطة تحيل إحداها على الأخرى، وفي حال اختلال عنصر منها قد يتبعها الباقي، توضح المُشرفة.عشر سنواتالمطعم ليس إلا ورشة طبخ ضمن الجمعية المغربية لمساندة الأشخاص ذوي التثلث الصبغي، والتي انطلقت منذ عشر سنوات، ولاقت تجاوبا مع المنخرطين بالجمعية، بل أحدث المشاركون فيها تميزا واضحا.

وبحسب الشيف خديجة، كشفت ورشة الطهي عن المهارات والقدرات الخفية لدى المصابين بمتلازمة داون، الذين اهتموا بشكل خاص بفن الطبخ.من بين المشاركين في الورشة، رشيد السياحي، الذي بدأ الطبخ منذ حوالي تسع سنوات، وساعده تميزه في السفر لفرنسا عام 2015 ودخول القصر الرئاسي "الإليزيه"، بل ولقاء الرئيس  الفرنسي حينها فرنسوا هولاند.يقول "رشيد": "أحب ما أقوم به، بل وصرت أعرف طريقة طبخ كل شيء"، متابعا: "أسعد جدا حينما يشكر شخص ما أعده بيدي"، مُعلقاً "فالمطبخ هو كل شيء"، مفيدا بأنه وبناء على خبرته بات يستطيع تكوين آخرين وخاصة الملتحقون الجدد.

وكما يعشق رشيد بالطبخ، آخرون يستهويهم فن تقديم الطعام، فيسهرون على استقبال الزبائن والاهتمام بكل ما يحتاجونه، طيلة فترة وجودهم بالمطعم، من بين هؤلاء نجد "صفاء" التي تستقبلهم بابتسامة عريضة، تأخذ طلبهم، وتحرص على تقديمه كاملا دون نقصان، بل وفي احترام تام لأدبيات التقديم.أطباق متنوعةوأنت تتصفح قائمة الأطباق التي يُقدمها هؤلاء الطباخون المُتميزون، تجد نفسك في طائرة تجوب بك مطابخ العالم، تُقلع من فرنسا، نحو المكسيك، مرورا بإيطاليا، ثُم تعود بك إلى طاجين المغرب وكُسكسه، وما لذ وطاب من أطباقه التقليدية اللذيذة.

وفي كُل يوم يُقدم الطباخون إبداعات مُختلفة عن ما تم تقديمه في طبق اليوم السابق، بالإضافة إلى قائمة طويلة من الأطباق التي يُمكن للعملاء اختيارها، والاستمتاع بمذاقاتها المُميزة.يهدف هذا المركز إلى تعزيز فرص العمل للشباب المصابين بالتثلت الصبغي، ومكافحة وصم الأشخاص ذوي الإعاقة وتعزيز النظرة الإيجابية لهذه الفئة، تُشرف عليه جمعية "أمسات"، وهي جمعية غير ربحية، معترف بها باعتبارها ذات منفعة عامة منذ عام 1996، ومنذ يناير / كانون الثاني من عام 2003، تم وضعها تحت الرئاسة الفخرية للأمير مولاي رشيد، شقيق العاهل المغربي الملك محمد السادس.

قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :

اكتشاف أطعمة عمرها 2000 عام بمطعم أثري في إيطاليا

وزيرة التعليم العالي تؤدي زيارة مفاجأة للمطعم والمبيت الجامعي بحمام الشط

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أمسات مطعم مغربي من إبداع حاملي التثلث الصبغي أمسات مطعم مغربي من إبداع حاملي التثلث الصبغي



GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 18:47 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الدلو الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 14:01 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج السرطان الخميس 29-10-2020

GMT 14:26 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت الخميس29-10-2020

GMT 16:04 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 13:46 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور الخميس 29-10-2020

GMT 11:39 2017 الإثنين ,02 تشرين الأول / أكتوبر

أجمل الجزر تمنحك فرصة الانعزال عن مشاغل الدنيا

GMT 06:58 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

ديكورات ريسبشن رائعة تبهر ضيوفك

GMT 08:41 2021 الإثنين ,06 كانون الأول / ديسمبر

كُتب... مجرد كُتب

GMT 08:13 2021 الأحد ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تأملات في «غزل البنات»
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia