تشتهر محطة سانت موريتس الثلجية بمشاهدها البيضاء الخلابة وقصرها ... وسياحها الروس أيضا، فبالرغم من الأزمة الاقتصادية التي تضرب روسيا، يتوافد الروس إلى أكثر المنتجعات الشتوية فخامة في سويسرا.
وبعكس باقي الأراضي السويسرية التي قد ينخفض فيها عدد السياح الروس بنسبة قد تصل إلى 30 %، لا تسجل محطة التزلج المفضلة للروس والتي تتنافس على هذا اللقب مع محطة تسيرمات سوى انخفاض طفيف في أعداد السياح. وهي تفتخر باستراتيجيتها القائمة على السلع الرفيعة الطراز والتي لا تزال تؤتي بثمارها.
لكن الوضع قد يسوء في ظل ارتفاع قيمة الفرنك السويسري الذس سيجعل المنتجات السويسرية أغلى بنسبة 20 % بالنسبة إلى الأجانب.
وقالت فيرونيك كانيل الناطقة باسم الهيئة السويسرية للسياحة ان "السياحة في سويسرا قد تدخل في مرحلة صعبة"، بعد قرار البنك المركزي السويسري فك ارتباط الفرنك باليورو، متوقعة إلغاء مزيد من الحجوزات.
لكن وطأة الأزمة الحالية تختلف باختلاف مداخيل الأسر.
فقد تأثرت ثروات الكثير من الروس بالأزمة الاقتصادية التي أدت إلى انخفاض قيمة الروبل بأكثر من الثلث على خلفية العقوبات الغربية المفروضة إثر الأزمة الأوكرانية وانخفاض أسعار النفط.
الا ان الطبقة الميسورة جدا من السكان بقيت بمنأى عن الأزمة، فثرواتها وأصولها المجمعة بالدولار أو باليورو بقيت على حالها وهي ليست مضطرة بالتالي إلى تغيير عاداتها.
وصرحت أريان إهرات مديرة الهيئة السياحية في منطقة إنغاندين سانكت موريتس "نقدم لزبائننا أفضل الخدمات في فنادقنا الجديدة المصنفة خمس نجوم".
ولن تعمم الأرقام الأولية للموسم الشتوي قبل نهاية كانون الثاني/يناير، لكن من المتوقع تسجيل انخفاض طفيف في محطة التزلج هذه الواقعة في كانتون غريزون (الغرب) والمعروف عنها أنها تشهد 322 يوما مشمسا في السنة الواحدة. ولم يتم الإبلاغ عن أي إلغاء حجز من قبل زبائن روس.
وتوقع هاينتس هونكيلير مدير فندق "كولم" (5 نجوم) المشيد في العام 1856 والمطل على البحيرة "ألا تتخطى نسبة انخفاض الحجوزات 8 % ... فزبائننا هم ميسورو الأحوال، لكن البعض بقي في منتجع سوتشي الروسي"، بناء على توصيات الرئيس فلاديمير بوتين.
حتى أن الفنادق الأقل فخامة التي يقصدها زبائن أقل ثراء تشهد وضعا مماثلا.
وقالت غولر بوتسكيراك المديرة العامة لفندق "بيتس" (3 نجوم) إنه من المستبعد أن "يؤثر علينا الوضع، وفي الأحوال جميعها ليس أكثر من 8 %".
ويبدو أن الإستراتيجية القائمة على السلع الفاخرة لحماية الاقتصاد من التقلبات تؤتي بثمارها في محطة التزلج هذه التي فتحت قبل 150 عاما.
وفي العام 2013، نزل السياح الروس 578656 ليلة في الفنادق السويسرية، أكثر من نصفها خلال أشهر الشتاء.
وتتوقع الهيئة السويسرية للسياحة أن ينخفض عدد الليالي المحجوزة في الفنادق بنسبة تترواح بين 10 و 30 % لموسم شتاء 2014/2015، وذلك بالمقارنة مع الموسم الماضي، بحسب ما كشفت الناطقة باسمها، مشيرة إلى أن هذه الأرقام لا تأخذ في الحسبان ارتفاع قيمة الفرنك السويسري وهي تقدر عائدات السياحة ب 22,5 مليون فرنك.
وقد تغير الهيئة أولوياتها، حاذية حذو محطة سانكت موريتس، من خلال استهداف زبائن من طبقة أخرى. وصرحت فيرونيك كانيل "لن نتوجه إلى زبائن الطبقة الوسطى ولن نطلق حملات لعامة الجمهور، كما كانت الحال في الماضي".
وقد توجه الهيئة أنظارها نحو الصين والبرازيل والبلدان الخليجية التي ارتفعت حجوزاتها في الفنادق السويسرية بنسبة 13 % في خلال سنة في العام 2014.
أرسل تعليقك