خطورة ادمان الهاتف المحمول للمراهقين
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

خطورة ادمان الهاتف المحمول للمراهقين

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - خطورة ادمان الهاتف المحمول للمراهقين

خطورة ادمان الهاتف المحمول للمراهقين
القاهرة - العرب اليوم

 منذ تيسر حصولهم على هواتفٍ ذكية و استخدامهم لها دون رقابةٍ فعليةٍ او تقنين،  بات ابناؤنا و بناتنا يشاركون في وسائل التواصل الإجتماعية بشكلٍ يوميٍّ و على مدار الساعة .
وبالفعل ، لقد أخذت تلك المواقع و التطبيقات حيزاً مهماً من يوميات أبنائنا المراهقين، لاسيما "الواتس اب" و"الفايسبوك" حتى أننا بتنا نترقب اللحظة السانحة للتكلم معهم بين ردٍّ و آخر. وقد تفاقم هذا الوضع لدرجة انهم باتوا ينامون و الى جانبهم أجهزة المحمول.
وقد أكدت دراسة بريطانية حديثة في هذا الإطار أن نسبة المدمنين على استخدام الهواتف الذكية قد وصلت إلى 37 % لدى البالغين و 60 % عند المراهقين، فما سبب ادمان المراهقين هذا ؟ وما مضاره؟

واقع بديل

إن المراهق يلجأ الى إيجاد واقعٍ بديل عن واقعه المعيوش الذي لا يطيب له في معظم الأحيان و لا يجسد أمانيه. و كل ما يحتاجه لتغيير واقعه هو خلق حسابٍ شخصيٍّ في موقع إجتماعي، فيخلق بذلك عالماً جديداً خاصاً به. هذا بالإضافة الى انه يعمد  من خلال ذلك إلى إعادة  رسم صورته بالطريقة التي يريد، وهي تكون بطبيعة الحال مغايرة لصورته الحقيقية غير المرضية بالنسبة له. كل ذلك في سبيل  أن يحوز على إعجاب الجنس الآخر.
إن الشخصية الوهمية الجديدة التي تتيح له تلك المواقع إمكانية تمثيلها، و الكم الكبير من الأصدقاء الذين توفرهم له من كل أنحاء العالم ، كل هذه المغريات تجعل المراهق (او المراهقة) غير قادرٍ على الهروب من هذا العالم الإفتراضي الذي "يهتم كثيراً بشخصه" ، على حدّ قول أحدهم ،"لا بل أكثر من الأشخاص المحيطين به في عالمه الواقعي."

تدني المستوى الأكاديمي و دفن المواهب:

إن استعمال الإنترنت على الهاتف المحمول يحرف إنتباه المراهقين و المراهقات عن دراستهم و يبقيهم مستيقظين حتى ساعاتٍ متأخرةً من الليل، الأمر الذي يؤثر سلباً على النتائج الدراسية و يمنعهم من ممارسة هواياتٍ مفيدة كالرياضة او المطالعة .
إن الفشل الدراسي الذي نشهده عند المراهقين و تدنّي مستوى القراءة والكتابة عند الطلاب، بحسب ما جاء في إستطلاعٍ للرأي أجري في بريطانيا يعود سببه  للإدمان على مواقع التواصل الإجتماعي لاسيما "الفايسبوك" ويرى 70 بالمائة من مديري المدارس أن تلك المواقع تشكّل ضرراً بالغاً على مستوى التحصيل العلمي، علماً ان المراهقين لم يعودوا يرغبون بمطالعة الكتب .

العزلة الإجتماعية:

إن تفقد المراهق بشكلٍ مستمر لكل المستجدات في حسابه الخاص، و مشاركاته المتكررة  وانتظاره للردود، كل ذلك يجعله يقضي اوقاتاً طويلة امام الكمبيوتر أو الهاتف المحمول . وقد بينت الدراسات العلمية أن ذلك من شأنه أن يشجّع المراهق على العزلة ، وأن يؤثر على علاقته بافراد اسرته، الأمر الذي يؤدي به في احوالٍ كثيرة الى القلق و الإكتئاب .

الإضرار بصحة المراهق :

اثبتت الدراسات العلمية ان دماغ المراهق المدمن على الإنترنت يظل في حالة تأهب قصوى ، فيقوم عندئذٍ بإبراز هرمون يسمّى بالكورتيزول بشكلٍ مفرط ، الامر الذي يرتد سلباً على سلامة أعصابه.
وقد كشفت دراسة طبية حديثة، أجراها باحثون أمريكيون  من جامعة بوسطن، أن قلّة النوم تلعب دوراً اساسياً في خفض معدلات النجاح المدرسيّ كما و الجامعيّ .ويعتقد الباحثون في هذا الإطار، أن معدل انتشار أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة في غرف نوم الأبنا والبنات هي المسبب الأول لهذه الظاهرة. فهؤلاء يبقون في حالة استيقاظ دائمة لمتابعة كل جديد.

خطر الدخول الى المواقع الإباحية:

من المستحيل عملياً على الأهل مراقبة أولادهم خلال تصفحهم المواقع الإليكتونية ، لاسيما ان المراهق يحمل هاتفه معه أينما ذهب، الامر الذي يدفعه ربما  لإكتشاف مواقع محرمة و الاطلاع من باب الفضول على أمورٍ لا تتناسب مع عمره،  ما يمكن ان يقوده الى اضطراباتِ نفسية

خطر الاحتكاك بالغرباء: إن التواصل من قبل المراهق مع أشخاصٍ غرباء من فئات عمرية مختلفة يجعله فريسةً للإستغلال الجنسي و التحرش ، و العنف عبر الإنترنت وهو ما يسمّى بال cyber bullying

مساوئ التعبير بلغة الأنترنت: 

كشفت دراسة علمية حديثة أجراها باحثون أمريكيون أن قيام المراهقين بكتابة الرسائل النصية القصيرة عبر الهاتف المحمول يؤثر سلبا على قدراتهم اللغوية والنطق بشكل سليم , وأشارت الدراسة إلى أن هذه الرسائل تسبب تأخراً في مهارات التحدث والتعلم بشكل كبير ، وأوضح الباحثون أن المراهقين الذين يستخدمون الرسائل النصية في التواصل مع أقرانهم بشكل دائم يرتكبون أخطاء لغوية ونحوية كثيرة، بالإضافة إلى اعتمادهم على اللغة العامية والكلمات المختصرة والأرقام بدلا من الحروف خلال كتابة الرسائل النصية.

وهل لهذه المشكلة من حل؟

نشرت جريدة القبس الكويتية منذ فترة معلوماتٍ حول تطبيقات تساعد الآباء على مراقبة إستعمال الأبناء للإنترنت. لكن الحل الافضل يكمن في إستعمال أسلوب التحاور مع المراهق والمراهقة و توعيته بشأن السلوكيات التي تحدث على الإنترنت، و الإتفاق معه على قواعدٍ ، يمكن أن تنظّم بشكل عقدٍ مكتوبٍ مثلاً . و لدى انتهاك بنود هذا العقد ، يجب ان يطبّق الجزاء المترتب على هذا الإنتهاك بجديةٍ وحزم.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خطورة ادمان الهاتف المحمول للمراهقين خطورة ادمان الهاتف المحمول للمراهقين



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:22 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 12:53 2014 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

"Facebook messenger" سيكون متاحًا لويندوز فون بعد أسابيع

GMT 11:08 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

وقف الهدر والتبذير..شعار الكويت الجديد

GMT 16:21 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

اجتماع تقني يجمع مسؤولي منتخبَي مالي وتونس

GMT 11:21 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عقدة حياتو والكامرون

GMT 14:25 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

فيلم الرعب "Jigsaw" يحقق 32 ميلون دولار في أسبوع عرضه الأول

GMT 09:26 2017 الخميس ,13 إبريل / نيسان

سوسيج تري كامب السحر الحقيقي للحياة البرية

GMT 20:34 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

"HER" BURBERRY عطر المرأة الجريئة الباحثة عن التميز

GMT 12:54 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

أبسط وأسهل طريقة لاختيار الحجاب الملون بأناقة

GMT 13:37 2012 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

كأس ألمانيا: دورتموند وشتوتغارت وبوخوم إلى ربع النهائي

GMT 03:00 2013 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

ظاهرة "الإرهاب" كلفت تونس 4 مليارات دينار
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia