القاهرة ـ العرب اليوم
أثبت بحث جديد فعالية مسحوق مصنوع من البطاطس العادية في تشجيع تخثر الدم وإغلاق الجروح المفتوحة ومنع النزيف والسيطرة على مضاعفات العمليات الجراحية. وأوضح أخصائيو التخدير في عيادة مايوكلينك بروشيستر أن هذا المسحوق يعمل إسفنجة تمتص الدم وضعه على الجرح ويحفز آليات التخثر الأولية, إلى أن تكتمل العملية الطبيعية كلها ويتوقف النزيف ثم تعمل أنزيمات الأميليز على تذويب المسحوق والتخلص منه مشيرين إلى أنه فعال جدا ولا يترك آثارا جانبية. وقام الباحثون في دراستهم التي عرضوها في الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لأطباء التخدير باختبار فعالية وسلامة استخدام مسحوق البطاطس الجديد في علاج القطوع وجروح الجلد السطحية عند 30 متطوعا من الأصحاء حيث تم دهن المسحوق على أحد القطوع فورا عند نزيفها فيما عولجت القطوع الأخرى بالضغط, وتسجيل الوقت الذي احتاجه توقف النزيف في كل جرح ومراقبة الجروح بعد 10 دقائق ثم بعد مرور سبعة أيام و ثلاثين يوما. ولاحظ هؤلاء أن النزيف توقف فورا في القطوع التي عولجت بمسحوق البطاطس بينما احتاج توقف النزيف في القطوع الأخرى التي عولجت بالضغط فقط إلى ست دقائق تقريبا. وأوضح العلماء أن المسحوق المذكور الذي نال موافقة إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية العام الماضي كريمي اللون ويتألف من نشا بطاطس مصفى مطحون في جسيمات كروية ويباع تحت اسم "بليد-اكس" وسيطرح في الأسواق في الشهور القليلة القادمة كبديل مثالي للكولاجين والمنتجات الحيوانية الأخرى المتوافرة حاليا. وحسب الباحثين فقد تمت المصادقة على استخدام المسحوق في أوروبا وكندا بدون وصفة طبية في حالات الإصابات الرضية وفي العمليات الجراحية، كما نال الموافقة على استخدامه في الولايات المتحدة لوقف نزيف الدم بعد العمليات وفي الجراحات الجلدية وينتظر المصادقة لاستخدامه أثناء العمليات الجراحية للصدر والبطن. ويرى الخبراء أن بالإمكان الاستعانة بهذا المسحوق في التطبيقات العسكرية والجروح الناتجة عن الحروب بدلا من أسلوب الضغط الذي يحتاج وقتا طويلا نسبيا كما يمكن استخدامه بفعالية وأمان وسرعة لتشجيع تخثر الدم ووقف النزيف في الجروح العميقة والبليغة فيغني عن الحاجة لعمليات نقل الدم مشيرين إلى أنه يتفوق على مواد تخثر الدم الأخرى بسبب عدم حاجته لتحضير مسبق أو تبريد. ولفت الباحثون إلى أن نشا البطاطس يتحلل بسرعة في غضون أربع وعشرين ساعة فيقلل الإصابات الانتانية وفرصة تفاعل الجسم مع المواد الغريبة.
أرسل تعليقك