الرياض - العرب اليوم
غادر ناصر الشمراني الهلال السعودي متجهًا إلى العين الإماراتي، في أول تجربة احتراف خارجية للمهاجم الدولي صاحب الـ33 عامًا، وجاء رحيل الشمراني معارًا للعين، بعد إبداء تذمّره من الجلوس على دكة البدلاء لزميله البرازيلي ليو بوناتيني، القادم في الصيف الماضي من إشتوريل البرتغالي، والذي يفضّله الأرجنتيني رامون دياز مدرب الهلال على "الزلزال".
وأشرك دياز، ناصر الشمراني في 3 مباريات فقط كأساسي في الدوري هذا الموسم، أمام الاتحاد والفتح والرائد، وهي المباريات الثلاث الأولى للمدرب مع الفريق، قبل أن يبعده عن التشكيل الأساسي، وشارك الشمراني في مباراتين بكأس ولي العهد، أمام الرائد والنصر، بإجمالي 14 مباراة في الموسم، سجل خلالها 7 أهداف، وصنع ثامنًا.
وبانتقاله إلى العين، اختتم الشمراني 3 أعوام ونصف مع الهلال، شهدت محطات رائعة، وأخرى لم تكن بالصورة المطلوبة، في موسمه الأول مع الهلال (2013- 2014) أوفى الشمراني في كل تطلعات الهلاليين المنتشين باستقطاب مهاجم نال لقب هداف الدوري 4 مرات بقميص الشباب، حيث سجل اللاعب حينها 21 هدفًا في الدوري، ليحصد نجمته الخامسة كهداف للمسابقة.
على المستوى الجماعي، اكتفى الفريق تحت قيادة مدربه سامي الجابر بوصافة الدوري وكأس ولي العهد، وأنهى الموسم دون ألقاب لأول مرة منذ أعوام طويلة، وبدا أن النحس سيستمر في الموسم التالي، بعد أن أخفق الشمراني والهلال، بقيادة المدرب الروماني لورينيتو ريجيكامف في الفوز بدوري أبطال آسيا، عقب الخسارة المريرة من ويسترن سيدني الأسترالي في النهائي، لتضيع الأهداف العشرة لناصر في مشوار البطولة سدى.
غير أن "الزلزال" وجد تعزية في فوزه بجائزة أفضل لاعب في آسيا 2014، متفوقًا على الإماراتي إسماعيل أحمد، والقطري خلفان إبراهيم، مهديًا السعودية لقبها الثامن بهذه الجائزة، وفي نهاية الموسم، تمكن الشمراني من تذوق طعم الألقاب أخيرًا مع الهلال، بعد أن فاز بكأس الملك على حساب الغريم التقليدي النصر، بركلات الجزاء الترجيحية، تحت قيادة المدرب اليوناني جورجيوس دونيس، في بطولة نال ناصر وصافة هدافيها، برصيد 4 أهداف.
وقبل بداية الموسم التالي (2015- 2016) عاد الشمراني ليتوج ببطولته الثانية مع الهلال، وهي السوبر السعودي، على حساب النصر أيضًا، في مباراة احتضنتها العاصمة الإنجليزية "لندن"، وفي وسط الموسم قاد الشمراني الهلال لاستعادة لقب كأس ولي العهد، الذي خسره في النهائي الموسمين السابقين، بعدما سجل 3 أهداف في البطولة، منها هدف في النهائي، رجح من خلاله كفة الهلال على الأهلي (2-1).
لم تخل مسيرة الشمراني مع الهلال من المشكلات، التي كان قد ترك الشباب بسببها، لا سيّما مشادته الشهيرة مع مدربه البلجيكي ميشيل برودوم خلال نهائي كأس الملك 2012/ 2013 الذي خسره الشباب أمام الاتحاد، وأشهر الأزمات التي أثارها الشمراني في الهلال، حدثت بعد دقائق من خسارة "الزعيم" لقب دوري أبطال آسيا أمام ويسترن سيدني، وحينها بصق اللاعب في وجه ماتيو سبيرانوفيتش مدافع الفريق الأسترالي الدولي، معرضًا نفسه للإيقاف 8 مباريات خلال النسخة التالية من المسابقة.
كما دخل "ابن مكة" في أزمة كبيرة مع اليوناني جورجيوس دونيس المدير الفني السابق للهلال خلال الموسم الماضي، بسبب تفضيل الأخير للبرازيلي أيلتون ألميدا عليه في خط الهجوم، ليقوم على إثرها المدرب باستبعاده من حساباته.
كما تجدر الإشارة إلى الواقعة التي كان الشمراني بطلًا لها، خلال تواجد المنتخب السعودي في أستراليا، للمشاركة في نهائيات أمم آسيا 2015، تحت قيادة المدرب الروماني كوزمين أولاريو، حين اشتبك مع أحد مشجعي السعودية، وهو ما كان له دور في توتر أجواء معسكر "الأخضر" الذي ودع البطولة من الدور الأول، ونبأت تلك الأزمات برحيل الشمراني عن الهلال، إلا أنه كان يستمر في كل مرة ضاربًا بالتوقعات عرض الحائط، قبل أن يأتي يناير/كانون ثان الجاري ويحمل للمهاجم القناص وجهة جديدة، ليرحل تاركًا وراءه 68 هدفًا و3 بطولات مع الهلال.
أرسل تعليقك