الرياض - العرب اليوم
فرض المدرب الأرجنتيني رامون دياز اسمه كواحد من ابرز الأسماء التدريبية المتواجدة في الدوري السعودي في الآونة الأخيرة، وهو يقود الهلال في واحدة من أجمل مواسمه، بشهادة الجميع ويثبت أنه أحد أفضل المدربين في الملاعب السعودية، نظرا لما يملك من قيمة فنية عالية بدليل إبرازه الكتيبة "الزرقاء" بشكل لافت وأداء مميز، أعادت للأذهان ما كان يقدمه في فترة سابقة قربته بشكل كبير من ملامسة لقب "دوري جميل" قبل أربع جولات من نهايته وتواجده أيضا في نصف نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين ودوري الأبطال وصدارة مجموعته في دوري أبطال آسيا.
سقطة البداية بخسارة "الكلاسيكو" أمام الاتحاد 2-صفر في الجولة السابعة، وما تبعها من نقد لاذع على الأصعدة كافة تجاه بعد المستوى صادم للفريق أمام جماهيره لم تحبطه بل كانت لقاح البطولة وعكست إيجابا عليه، على الرغم من حالة الغضب التي اجتاحت "المدرج الأزرق" والقلق التي انتابت جماهيره من خطورة التأثير على مسيرته بالبطولة الأهم وفقدان الصدارة، إذ أنه رسم نهجه وأسلوبه بنجاح كبير، ليشق بعد ذلك طريقه بقيادته نحو سلسلة من الانتصارات والنتائج المميزة التي لم تتوقف، من دون النظر إلى بدايات الفشل، التي كانت دافعاً وحافزاً له على الاستمرار والمثابرة من أجل الوصول إلى ما يطمح إليه.
أرقام المدرب الأرجنتيني الشهير في الدوري فقط من دون الاستحقاقات الأخرى، خير من تتحدث عن نفسها من خلال مساهمته في تحقيق فريقه 14 انتصارا وتعادلين وخسارة وحيدة، وبالأرقام يعد الأقوى هجوميا والأفضل دفاعيا، والتي أثبتت بما لا يدع مجالا للشك بأنه مدرب المرحلة للهلال المدجج بالنجوم واللاعبين الدوليين والأجانب، وتأكيد فعلي على انه صفقه الموسم وقرار حكيم يحسب لإدارة الأمير نواف بن سعد بعدما جاء في توقيت حساس مع بداية الموسم، فنجح في إصلاح ما أفسده الأورغوياني جوستافو ماتوساس، فضلا عن الدعم الذي ناله دياز من إدارة الهلال هو وطاقمه المساعد بدأ الآن في قطف ثمارها، على مستوى تواصل النتائج والمستويات، وتكريس قيمة الانضباط، ومعالجة الخلل الدفاعي والهجومي الذي عانى منه خلال المواسم الماضية، وساهم في خسارته لبطولات عدة.
ما يقدمه دياز مع الهلال جعل هناك شبه إجماع من النقاد والمحللين على انه مدرب يمتلك إمكانات عالية في قراءة مجريات الشوط الأول يستطيع إحداث تغييراته المؤثرة في الشوط الثاني للحصول على نتيجة المباراة، وهو ما حدث في اغلب مباريات الفريق والمكاسب التي حققها تذهب نحو الدور القيادي، ليس على المستوى الفني فحسب، ولكن على صعيد العمل الانضباطي المميز، الذي يسير به الفريق، وفق الثقة الممنوحة له، من دون التدخل في خياراته واختياراته، مهما كانت العناصر أو الأسماء أو المراكز، ما فرض شخصيته كواجهة أولى أمام اللاعبين، مدعوماً بثقة الإدارة ورضاها عن عمله.
أخيرا لن تنسى جماهير الهلال خصوصا، والوسط الرياضي عموما، بأن هذا الأرجنتيني الواثق من قدراته اقترب وبنسبة كبيرة من إيقاف حالة الجفاء بين الفريق وبطولته "المحببة" التي استعصت على الكثير من المدربين، والغائبة عن خزانته على مدار المواسم الخمسة المنصرمة، لاسيما وهو صاحب الرقم القياسي بـ13 لقبا.
أرسل تعليقك