تمكن علماء الأحياء من اكتشاف 139 مخلوقًا جديدًا خلال بعثاتهم العلمية على طول نهر "ميكونغ" العظيم في جنوب شرق آسيا العام الماضي.
وتتضمن هذه المخلوقات الجديدة 90 نوع نبات جديد، و 23 من الزواحف ، و16 حيوان برمائي وتسعة أسماك وخفاش "بيبيستريل" ذو الأنياب الطويلة.
واستطاع العلماء اكتشاف الضفدع ذو الألوان المتغيرة الذي يتحول لونه في الليل إلى الزهري والأصفر ويعود إلى اللون البني في النهار، وثاني أطول حشرة عصا في العالم، والتي تحمل اسم ""Phryganistria heusii yentuensis" ويبلغ طولها 53 سم.
وتضم الكائنات التي تم اكتشافها تمساح "نيوت" في ميانمار أو بورما، والبريص ذو الأصابع المنحنية في لاوس الواقعة في جنوب شرق أسيا، التي أصبحت ضمن 10 آلاف زواحف، كشف العلماء عن هويتها.
وتمكنوا أيضًا من اكتشاف دبور يشل فريسته بالسم قبل التهامها حية، مما جعل العلماء يطلقون عليه "ديمينتور" وهو اسم المخلوقات المرعبة في روايات هاري بوتر التي تمتص أرواح فرائسها.
ويصطاد هذا الدبور الصراصير، ويحقن السم في كتلة من الخلايا العصبية على بطن فريسته، مما يتركها مشلولة غير قادرة على السيطرة على حركتها الخاصة، ثم يقتادها الدبور بواسطة قرون الاستشعار، وتسير الفريسة ليتم التهامها حية.
كما اكتشف الباحثون مجسًا نباتيًا ريشيًا مرجانيًا بالقرب من جزيرة تايلاند فوكيت، ونوعين جديدين من السحالي التي يجري تداولها في بانكوك.
وعلى الرغم من أن المنطقة غنية بمجموعة رائعة من المخلوقات المكتشفة، إلا أن العلماء يحذرون من أن العديد منها معرضة لتهديد الانقراض.
وصرَّح المسؤول عن المحافظة على منطقة الميكونغ الكبرى لدى الصندوق العالمي للطبيعة، تيك سنغ، قائلا: "تعد النظم البيئية الفريدة في منطقة الميكونغ الكبرى نعمة طبيعية تستمر في العطاء، توفر ملجأَ لأنواع فريدة من المخلوقات الحية، التي تحمل العديد من الفوائد الهامة بالنسبة إلى الملايين من الناس في جميع أنحاء المنطقة".
ويسارع العلماء الذين تمكنوا من التوصل إلى هذه الاكتشافات، لتوثيقها ، كما يدعمون بقوة فكرة حماية المخلوقات الجديدة قبل أن تختفي.
وأصدر الصندوق العالمي للطبيعة تقريرًا جديدًا باسم "ميكونغ الساحرة"، يسلط الضوء على الأنواع المكتشفة حديثا في البلدان التي تعتمد على النهر الكبير، بما في ذلك كمبوديا ولاوس وميانمار وتايلاند وفيتنام.ً
واكتشف العلماء 2216 نوعاً جديدًا في منطقة ميكونغ الكبرى، منذ عام 1997، ومع ذلك فإن فقدان المساكن الطبيعية والصيد غير المشروع والتجارة غير الشرعية للحياة البرية يعرض العديد من هذه المخلوقات للخطر.
ويخشون على أنواع أخرى من الخطر مثل خفافيش "البيبيستريل" المعروفة باسم "Hypsugo dolichodon"، ذات الأسنان الطويلة التي تم اكتشافها في ثلاثة مواقع في لاوس وفيتنام، وتقوم هذه الخفافيش بتوسيع أنيابها حتى تتمكن من افتراس الحشرات ذات الهيكل القوي.
وعلى الرغم من مظهر هذه الخفافيش المخيف، إلا أنها مهددة بفعل النشاط البشري مثل بناء السدود واستغلال المحاجر في الغابات التي تعيش فيها.
أما تمساح نيوت الذي عثر عليه في برك "Taunggyi" في ولاية شان في ميانمار، فأصبح مهددًا من جراء مشروع بناء جامعة "Taunggyi".
وتمكن العلماء من اكتشاف نوعين من النباتات النادرة، من الزهور السحلبية عندما كانوا يقيمون الاتجار غير المشروع في نباتات الزينة،إلا أنهم لم ينشروا النتائج التي توصلوا إليها خوفا من أن يتم استهداف النباتات النادرة من قبل صيادين الذين يرغبون في الاستيلاء على الأنواع الجديدة.
أرسل تعليقك