أكد الدكتور عبد الله المندوس، مدير المركز الوطني للأرصاد رئيس الاتحاد الآسيوي للأرصاد الجوية، أن قطاع الأرصاد الجوية يضطلع بدور مهم في أحد مجالات الاستدامة الرئيسية وهي الاستدامة المائية.وتعد المياه من الموارد الرئيسية التي يجب تأمينها لكل سكان العالم في جميع الأوقات، كما أنها تعد من أساسيات ضمان الأمن الغذائي واستدامته.وأوضح في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات "وام" بمناسبة إقامة فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة أن توظيف مخرجات البحوث العلمية وتطبيق التقنيات المبتكرة في مجال الاستمطار يعتبر عنصراً مؤثراً في تأمين المياه من خلال زيادة كميات هطول الأمطار وتعزيز المخزون الجوفي، ومن هنا كان للمركز الوطني للأرصاد دوراً ريادياً في تنفيذ عمليات الاستمطار محلياً، ودعم البحوث العلمية في هذا المجال من خلال برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار التابع له.
وتابع أن دولة الإمارات حققت تقدماً ملموساً في مجال الاستمطار وباتت تعد اليوم وجهة ومركزاً عالمياً لبحوث الاستمطار وتعديل الطقس.
وعن أهمية أسبوع أبوظبي للاستدامة كمنصة عالمية قال المندوس إن أسبوع أبوظبي للاستدامة يعد منصة عالمية مهمة ومؤثرة وقد رسخ مكانة دولة الإمارات وإمارة أبوظبي مركزاً رئيسياً وفاعلاً لمناقشة قضايا الاستدامة ووجهة دولية لكل المعنيين من مختلف دول العالم لمناقشة واستعراض التطورات والابتكارات والمشاريع المعنية بقضايا الاستدامة.
وعن أهم الشراكات الدولية للمركز في قطاع الاستدامة، أكد أن المركز الوطني للأرصاد عزز من شراكاته الدولية مع مختلف المنظمات والهيئات العالمية المعنية بقضايا الأرصاد الجوية وتعديل الطقس، ويعد المركز عضواً في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية ومجلسها التنفيذي وفريق التنسيق الحكومي الدولي للتحذير من تسونامي في المحيط الهندي، ولجنة الأعاصير المدارية للمحيط الهندي التابعين للمنظمة والمكتب التنفيذي لمجلس الوزراء العرب المعنيين بشؤون الأرصاد الجوية والمناخ واللجنة العربية الدائمة للأرصاد الجوية في جامعة الدول العربية ويترأس الاتحاد الآسيوي للأرصاد الجوية - الإقليم الثاني/آسيا/ من 2017 إلى 2021.
ولفت إلى أن الملتقى يستقطب خبراء من الإمارات والعالم لمناقشة المواضيع الرئيسية المتعلقة بالاستمطار وبناء القدرات في هذا المجال فضلاً عن استعراض مسألة الأمن المائي العالمي في ظل تغير المناخ وآليات توظيف علوم الذكاء الاصطناعي في الأرصاد الجوية وغيرها من التقنيات الحديثة ذات الصلة.
وتناقش جلسات الملتقى على مدار يومين عدداً من العناوين الرئيسية حيث يضم اليوم الأول ثلاث جلسات رئيسية تتناول مواضيع "الأمن المائي العالمي في ظل تغير المناخ"، و"الانتقال من مرحلة البحث إلى مرحلة العمليات في مجال الاستمطار: دراسة حالة وخارطة طريق"، و"تطبيقات الذكاء الاصطناعي والنظم الذكية في مجال الأرصاد الجوية وتعزيز هطول الأمطار".
أما جلسات اليوم الثاني فتتناول مواضيع "آلية تشكل السحب وهطول الأمطار في منطقة الخليج العربي"، و"الابتكارات في تعزيز هطول الأمطار: المنهجيات والرؤى الجديدة"، و"تقييم نتائج عمليات الاستمطار".
وأضاف أنه سيتم توظيف مخرجات الملتقى وتوصياته للمساهمة في رفع كفاءة ودقة عمليات تلقيح السحب بما يعزز مكانة الاستمطار كمورد مائي مستدام، ولتنفيذ أهداف البرنامج المتمثلة في توطيد الشراكات الدولية وتبادل الخبرات والتجارب الناجحة لمواجهة التحديات العالمية في مجال الأمن المائي.
وبخصوص برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار، ذكر أن إطلاق البرنامج في عام 2015، جاء تحت إدارة وإشراف المركز الوطني للأرصاد، ضمن تلك الجهود الرامية إلى تعزيز الأمن المائي محلياً وإقليمياً وعالمياً، من خلال دعم المشاريع البحثية الواعدة في مجال الاستمطار، وتوظيفها على أرض الواقع لتشكل رافداً رئيسياً للمساعي الدولية للحد من شُحّ المياه.
وأوضح المندوس أن البرنامج يعكس مساعي دولة الإمارات العملية لإحداث فارق حقيقي بالتعامل مع التحديات الملحة عبر أخذ زمام المبادرة في البحث العلمي والتكنولوجي الذي يثري الإمكانات المتاحة بالعديد من التطبيقات المبتكرة.
وأشار إلى أنه مع تطوير علوم الاستمطار من خلال الابتكار والتعاون الدولي الفاعل، أظهرت دولة الإمارات رؤيتها الملهمة والسخية والتزامها بالاستدامة العالمية والعزم على تحقيق مستقبل أفضل للبشرية جمعاء.
أرسل تعليقك