المرأة المصرية أكثر خصوبة، كان أحد الاستنتاجات الرئيسية للمسح الصحي والديموجرافي لعام 2014، والذي قال إن نسبة الولادات لكل سيدة خضعت لهذا المسح بلغت 3.5 ولادة مقارنة بثلاث ولادات فقط في المسح السابق في عام 2008.
لكن الدراسة، التي صدرت هذا الشهر، تقول إن قطاع واسع من السيدات المتزوجات في مصر يعاني من نقص الخدمات الصحية، كما أن فرص وفيات الأطفال تتزايد مع فقر الأم وقلة تعليمها.
تعاني ثلثا السيدات المتزوجات على الأقل من عائق واحد للوصول للخدمات الصحية، كما يقول المسح الذي صدر تحت إشراف وزارة الصحة المصرية وساهم في تمويله برنامج المعونة الأمريكية.
وكانت أكثر المخاوف المتكررة بين السيدات المتزوجات اللاتي خاطبهن المسح هي نقص الأدوية (بنسبة 54%) ثم نقص مقدمي الخدمات (بنسبة 48%).
وحوالي ثلاثة من كل عشر سيدات -تم استطلاع رأيهن- كن قلقات من عدم القدرة على الذهاب لمكان الرعاية الصحية وحدهن، أو عدم وجود طبيبة في المشفى تقوم بعلاجهن، وواحدة من كل خمس سيدات اعتبرن أن بُعد مكان الرعاية الصحية والحاجة لاتخاذ مواصلات للانتقال إليه أحد عوائق الحصول على الخدمة.
ويُظهر المسح محدودية تغطية خدمات التأمين الصحي بين السيدات في مصر، فوفقا للدراسة لا تتمتع بهذه التغطية من السيدات المتزوجات اللاتي شملهن المسح سوى 8%، 55% منهن يتمتعن بالتغطية التأمينية من خلال الجهات التي تشغلهن و41% عبر هيئة التأمين الصحي.
وتتعرض نسبة أكبر من الأطفال المولودين لأمهات لم يذهبن للمدرسة للوفاة بحلول اليوم الخامس من الميلاد مقارنة بالأمهات اللاتي حصلن على التعليم الثانوي أو العالي(41 حالة وفاة لكل ألف طفل مقارنة بـ 25 حالة وفاة لكل ألف طفل على التوالي)، وفقا للمسح الذي يقول أيضا إن فرص وفيات الأطفال تزيد بأكثر من الضعف للأطفال المنتسبين لأمهات من الشريحة الأقل دخلا مقارنة بأبناء الأمهات من الشريحة الأعلى دخلا.
كيف تتزوج المصريات؟
ولا يقدم المسح الديموجرافي تحليلا لانعكاس نقص الخدمات الصحية على رغبة الأمهات في الإنجاب، لكنه يرسم صورة عامة لملامح الحياة الزوجية للمصريات وصحة أطفالهن.
معظم السيدات اللاتي شملهن المسح من 30 سنة فما فوق كن متزوجات، بنسبة 93%، ويقول المسح إن السيدات في الصعيد يتزوجن في المتوسط قبل السيدات في المدن الحضرية بأربع سنوات، كما أن 31% تزوجن برجل ذي صلة قرابة دم منهن.
وعن تعدد الأزواج ، يقول المسح إن نسبة السيدات اللاتي يرتبطن برجل متزوج من إمرأة أخرى في الشريحة الأقل دخلا تصل إلى 3.9% من سيدات تلك الشريحة بينما تصل نسبة تلك الحالات في الشريحة الأعلى دخلا إلى 1.7% من سيدات هذه الشريحة.
ويقول المسح إن أكثر من نصف السيدات المتزوجات يستخدمن وسائل تنظيم الأسرة، وإن كانت نسبتهن قد انخفضت قليلا مقارنة بمسح 2008، من 60% إلى 59% .
وتقل نسبة السيدات الراغبات في إنجاب طفل في الأجل القريب كلما زاد عدد أطفالهن، فوفقا لأجوبة السيدات اللاتي غطاهن المسح قالت 31% فقط ممن لديهن طفل واحد إنهن يرغبن في إنجاب الثاني مباشرة، وانخفضت هذه النسبة إلى 13.5% في حالة السيدات اللاتي أنجبن طفلين وإلى 5% في حالة السيدات اللاتي أنجبن ثلاثة أطفال.
وتعاني نسبة مهمة من السيدات المتزوجات من السمنة والأنيميا، فوفقا للمسح 48% من المتزوجات بين أعمار 15-49 سنة سمينات، وواحدة من كل 4 سيدات تعانين من الأنيميا.
* العنف وقرارات الإنفاق داخل الأسر
هل تتمتع المرأة بمصدر مستقل للدخل؟ تظهر نتائج المسح أن 15% -من السيدات اللاتي غطاهن البحث- كن يعملن خلال الإثني عشر شهرا السابقة للمسح، ولمعظم السيدات اللاتي يجنين دخولا من عملهن قرار في طريقة إنفاق هذه الدخول سواء بشكل منفرد أو بمشاركة الزوج، كما يقول المسح .
كما أن للسيدات المصريات قول في ما يكسبه الزوج أيضا، فثلاثة أرباع السيدات المتزوجات يشاركن أزواجهن في القرارات الخاصة بإنفاق أجور الأزواج، وفقا لنتائج المسح.
لكن المشاركة الواسعة في قرارات الإنفاق لا تمنع أن نسبة مهمة من السيدات يرين أن لأزواجهن حق في ضربهن، فوفقا للمسح حوالي ثلث السيدات المتزوجات من أعمار 15 إلى 49 سنة يرين أن ضرب الأزواج مبرر إذا حدث على الأقل واحد من الأمور التالية: لو خرجت الزوجة بدون إخباره أو أهملت الأبناء أو تجادلت معه أو رفضت ممارسة العلاقة الزوجية معه أو أحرقت الطعام.
أرسل تعليقك