أكدت نقابة الصحافيين ضرورة أن يلتزم الصحفيون باحترام الاديان وعدم اثارة النعرات وعدم الاساءة الى قيم المجتمع أو التحريض على العصيان أو ارتكاب الجرائم، أو الترويج لمناهضة المبادئ التي يقوم عليها الدستور الاردني.
وقالت النقابة في بيان مساء اليوم الاربعاء، ان خطاب الكراهية بدأ يتسلل عبر وسائل إعلام وعبر مواقع التواصل الاجتماعي بصورة أصبح فيها مؤثراً على المزاج العام الأردني.
واضافت ان المسؤولية الأخلاقية لمواجهة هذا الخطاب التحريضي تقع على عاتقنا كصحافيين وإعلاميين، فانتشار خطاب الكراهية سريع ولا يمكن مواجهته إلا من خلال خطاب إعلامي متسامح يعزز احترام الاختلاف وقبول الآخر.
وفيما يلي نص البيان: تعبر المنطقة العربية لحظة تاريخية مفصلية، عبر تعريف هويتها الإنسانية واحترامها لمكوناتها المختلفة، وقد استطاع الأردن خلال الفترة الماضية، رغم احتدام الصراع من حوله واشتعال الحرائق، على البقاء واحة استقرار وأمن، ورغم ما أصاب المنطقة من حولنا من فتن طائفية ومذهبية وعرقية، ظل الأردن متمسكاً برسالته القائمة على احترام الإنسان من دون النظر إلى عرقه ودينه وجنسه ولغته.
وفي الفترة الأخيرة بدأت تظهر إلى السطح خطابات تعزز الفتنة وتثير النعرات المذهبية والعنصرية، وكانت مواقع التواصل الاجتماعي مسرحاً واسعاً لها، وكان عدد من الشخصيات العامة قد أدلوا بدلوهم في هذا المجال، وساعدوا على تأجيج خطاب الفتن والنعرات.
ونحن في نقابة الصحافيين الأردنيين إذ ندرك دور الإعلام المهم والمؤثر، فهو الذي يكون المزاج العام ويحرك الرأي العام، فإننا نود التأكيد على ما ورد في ميثاق الشرف الصحافي، في المادة الرابعة منه، والتي تنص على أن "يلتزم الصحفيون باحترام الاديان والعمل على عدم اثارة النعرات العنصرية أو الطائفية وعدم الاساءة الى قيم المجتمع أو التحريض على العصيان أو ارتكاب الجرائم كما يمتنعون عن تحقير السلطات والترويج لمناهضة المبادئ التي يقوم عليها الدستور الاردني." وعلى جميع الزملاء الصحافيين إدراك مسؤوليتهم تجاه مجتمعهم ووطنهم، والابتعاد عما يثير النعرات العنصرية والطائفية، والترويج لمن يقومون بذلك، فخطاب الكراهية بدأ يتسلل عبر وسائل إعلام وعبر مواقع التواصل الاجتماعي بصورة أصبح فيها مؤثراً على المزاج العام الأردني، وتقع المسؤولية الأخلاقية لمواجهة هذا الخطاب التحريضي على عاتقنا كصحافيين وإعلاميين.
وفي ظل منطقة يسودها خطاب الكراهية ويحيط هذا الخطاب بنا من كل ناحية، فلا بد وأن تكون محاولاتنا لوقف هذا الخطاب في الأردن والسيطرة عليه جادة.
فانتشار خطاب الكراهية سريع ولا يمكن مواجهته إلا من خلال خطاب إعلامي متسامح ويعزز احترام الاختلاف وقبول الآخر.
فالمحتوى الإعلامي الذي تبثه أو تنشره وسائل الإعلام يجب الانتباه إليه، فقد يقوم بتعزيز هذا الخطاب الذي يستغل الغرائز الدينية والعنصرية، فيقوم بتغطية ونشر الموضوعات متيحاً المجال لمن يريدون بث الفرقة عبر التقسيمات على أساس ديني وعنصري.
ولا بد للصحافيين والإعلاميين من مواجهة خطاب الكراهية، الذي بدأ يظهر على أداء وسائل إعلام وعدد من الشخصيات التي لها انتشارها على مواقع التواصل الاجتماعي، كمحاولة من هؤلاء من أجل الاستحواذ على متابعة الجمهور من خلال خطاب شعبوي لا يمت للأخلاقيات المهنية بصلة، ولا لما يمثله الأردن من حالة مستدامة من العيش المشترك بين مكوناته عبر تاريخ الدولة الحديثة من جهة أخرى.
ونقابة الصحافيين إذ تشدد على ضرورة التزام الصحافيين والإعلاميين بمبادئ ميثاق الشرف الصحافي، فإنها كذلك تود التأكيد على أهمية الخطاب المطروح من قبل السياسيين والشخصيات العامة في لقاءاتهم العامة، أو عبر وسائل الاتصال المختلفة.
وفي هذا الاطار فإن النقابة تؤكد على حرية التعبير وتناصر كعادتها الصحافة الحرة، ولكنها تؤكد أن حرية التعبير هي أن نعتذر إذا أخطأنا، وحرية الصحافة هي أن تراعي الآخرين وتنافي خطاب الكراهية، ولا حرية للتعبير أو حرية للصحافة من دون الالتزام بالقيم الأخلاقية لمهنة الصحافة، فمن دونها لا يمكن مواجهة خطاب الكراهية.
كما ترى النقابة أن على المؤسسات الدينية والتعليمية والمجتمع المدني دور مهم ومحوري في تعزيز ثقافة التسامح واحترام التنوع، والتنبه لمخاطر وأبعاد خطاب الكراهية وانعكاسه على المجتمع وبنيته، وعلينا جميعاً التعاون معاً للتخلص مما شاب الإعلام خلال الفترة الماضية من هذا الخطاب أو إثارة النعرات الطائفية والعنصرية.
وليبقى الأردن وطناً موئلاً للجميع وحراً سيداً، هاشمي القلب عربي الهوى.
أرسل تعليقك