دافع المدير العام لـ"بي بي سي"، طوني هال، عن الصفقة التمويلية مع الحكومة بشأن 700 مليون إسترليني تكلفة تمويل الترخيص المجاني لإطلاق تليفزيون لمن تزيد أعمارهم عن 75 عامًا، موضحا أنها صفقة أفضل من تلك التي عقدها سلفه مارك طومسون قبل 5 سنوات.
وأوضح هال، الثلاثاء، أمام مجلس النواب أنه لا يفكر في الاستقالة بسبب قضية "بي بي سي" ولكن العضو البارز في هيئة الإذاعة البريطانية، ريتشارد أير، ذكر أن هال يفكر في الاستقالة بسبب العبء المالي الإضافي المفروض على الشركة، واتهم عضو لجنة الثقافة والإعلام والرياضة المختارة من قبل مجلس العموم، النائب جون نيكلسون، هال بالتلاعب في مفاوضاته مع الحكومة وأخبره أن موظفي "بي بي سي" يعتبرون الأمر هزيمة كبيرة.
وذكر هال للجنة "لم أكن أفكر مباشرة في الاستقالة، ووظيفتي هي القتال من أجل الفوز بأفضل صفقة وربما تكون الاستقالة والانسحاب أمر جيد وسهل بالنسبة لي، لكن وظيفتي الحقيقية هي القتال من أجل الحصول على ما نريده جميعًا".
وهدد طومسون وهيئة "بي بي سي" بالاستقالة في عام 2010 عندما واجهت احتمال دفع رسوم الرخصة المجانية لمن تزيد أعمارهم عن 75 عامًا والتي لم تكن حينها ضمن صفقة التمويل مع الحكومة الائتلافية، لكنها شملت مجموعة مسؤوليات جديدة للتمويل بما في ذلك خدمة "بي بي سي" العالمية وقناة ""S4C بلغة Welsh-language.
وأضاف هال في تصريحاته "كان الاتفاق الأخير أسوء من هذا، كانت لدينا الرسوم المفروضة علينا، وكان علينا اقتطاع 500 مليون إسترليني من الخدمة العالمية إلى جانب خدمة (بي بي سي) للرصد و150 مليون إسترليني من شبكة (البرود باند) وكذلك قناة S4C".
وأكد هال أن وزيرة الخارجية الأميركية وضعت "بي بي سي" أمام الأمر الواقع من خلال سحب تمويل رسوم الترخيص المجانية لمن تزيد أعمارهم عن 75 عامًا، واعترف أن هذه تخفيضات كبيرة جدا موضحا أنه يصعب على "بي بي سي" حاليا توفير 20% من نفقاتها.
ولفت الرئيس التنفيذى السابق للشبكة، ريتشارد أير، إلى أن هذه الصفقة تعتبر من أفضل ثلاث صفقات مقارنة بصفقة 2010 التي كانت من أفضل ست صفقات حينما كان أحد أعضاء هيئة أمناء الإذاعة والذي هدد بالاستقالة حينها.
وأبرز أير أنه يفكر مرة أخرى في الاستقالة بسبب الجولة الأخيرة من المفاوضات، لكنه اعتقد أن هذا لن يصبح في مصلحة دافعي الرسوم حتى تجديد ميثاق "بي بي سي" وعقد مناقشة واسعة النطاق حول مستقبل هيئة الإذاعة البريطانية، وقد استخدمت كلمة صفقة كثيرا والحقيقة أنها لم تكن صفقة لكنه كان قرارا من الحكومة.
وأضاف "الحقيقة أن بعضنا يفكر في الاستقالة ولكنني أرى أن هذا ليس الوقت المناسب، ووظيفتي تستوجب البقاء والقتال من أجل الانتصار".
وتخطط إدارة "بي بي سي" للكشف عن تفاصيل توفير 100 مليون إسترليني قبل عيد الميلاد وبعد ردها الرسمي على الورقة الخضراء من قبل الحكومة في 8 تشرين الأول/ أكتوبر، ويتوقع الاستغناء عن المزيد من الوظائف بعد الإعلان عن فقدان 1000 وظيفة إدارية متوسطة في يوليو/ تموز.
ووصفت رئيس لجنة الإعلام والثقافة والرياضية في البرلمان، جيسي نورمان، استراتيجية "بي بي سي" تجاه الورقة الخضراء بالمراوغة بشأن المعلومات، إلا أن هال رد بالقول "لا أعرف إذا ما كانت الاستراتيجية مراوغة".
وتوقفت الدعاوى لفترة وجيزة في المجلس عندما ناقش هال خطة "بي بي سي" للتوسع في الخدمة العالمية، إلا أن أحد المعارضين رفع ورقة كتب فيها أسماء موقعين على الإنترنت ووضع يده على كتف هال قائلا "لقد ارتكبت بعض الأخطاء الخطيرة".
أرسل تعليقك