شهران على تظاهرات السودان والجمود سيد الموقف
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

شهران على تظاهرات السودان والجمود سيد الموقف

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - شهران على تظاهرات السودان والجمود سيد الموقف

متظاهر سوداني يرفع علامة النصر خلال تظاهرة مناهضة للحكومة في الخرطوم
الخرطوم- العرب اليوم

 يبدو عثمان سليمان، الشاب السوداني الذي يخرج إلى شوارع الخرطوم يوميا للمطالبة بإسقاط النظام منذ كانون الأول/ديسمبر، مصرا على عدم التراجع.

وأكد سليمان، وهو خريج كلية الهندسة وعاطل عن العمل منذ سنوات، لوكالة فرانس برس "علينا مواصلة معركتنا من أجل تأمين مستقبلنا ومستقبل بلادنا".

ومع دخول الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس السوداني عمر البشير الذي يحكم البلاد بيد من حديد منذ ثلاثة عقود شهرها الثالث الثلاثاء، يواصل المتظاهرون احتجاجاتهم رغم إصراره على البقاء في السلطة ورغم الحملة الأمنية الواسعة التي تنفذها السلطات.

ويقول مسؤولون إن 31 شخصا قتلوا في أعمال العنف التي رافقت الاحتجاجات حتى الآن، بينما أشارت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إلى أن حصيلة القتلى بلغت 51 بينهم أعضاء طواقم طبية وأطفال.

وفي هذه الأثناء، اعتقل جهاز الأمن والمخابرات الوطني مرهوب الجانب مئات المتظاهرين والمعارضين والناشطين والصحافيين.

ويرى المحلل لدى "مجموعة الأزمات الدولية" موريثي موتيغا أن "صمود المتظاهرين كان مذهلا للغاية".

وأضاف "مر شهران لكن زخم الحراك بقي على حاله بينما ازداد مستوى المشاركة جغرافيا وشمل كافة الطبقات الاجتماعية والاقتصادية".

ويوم الأحد، خرج العشرات في الخرطوم هاتفين بشعارهم الأبرز "حرية، سلام، عدالة" فيما ردت الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع.

واندلعت أولى التظاهرات في بلدة عطبرة الزراعية بتاريخ 19 كانون الأول/ديسمبر احتجاجا على قرار الحكومة رفع أسعار الخبز بثلاثة أضعاف.

لكن اتسعت رقعة الاحتجاجات لتتحول إلى أكبر تحد يواجه حكم البشير المديد بينما طالب المشاركون باستقالته.

وامتدت التظاهرات في أنحاء قرى وبلدات ومدن الدولة الإفريقية.

وجذبت إلى صفوفها شرائح عديدة من المجتمع بينهم مهنيون من الطبقة المتوسطة ومزارعون وشباب إضافة إلى معارضي البشير السياسيين، فخرجت مسيرات شارك فيها آلاف الرجال النساء في أنحاء البلاد.

لكن مناطق النزاع الثلاث -- دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان -- لم تشهد حتى الآن تظاهرات حاشدة.

- "الانتفاضة مستمرة" -

ويشير محمد يوسف، وهو متحدث باسم "تجمع المهنيين السودانيين" الذي تنضوي فيه مجموعة من النقابات التي قادت الحركة الاحتجاجية، إلى أنه "بالرغم من عنف النظام تجاه المتظاهرين، توسعت الاحتجاجات جغرافيا ونوعيا".

وأضاف "نحن نؤمن بأن هذه الانتفاضة مستمرة. هناك فئات جديدة تنضم إليها".

ودعم "حزب الأمة"، وهو أبرز أحزاب المعارضة السودانية الذي يقوده رئيس الوزراء السابق صادق المهدي، الحركة الاحتجاجية ودعا البشير إلى التنحي.

ووصل البشير إلى السلطة عبر انقلاب دعمه الإسلاميون في 1989 وأطاح بحكومة المهدي المنتخبة.

وحض "تجمع المهنيين السودانيين" الأحزاب السياسية للانضمام إلى تحركهم عبر التوقيع على "وثيقة الحرية والتغيير".

وتضع الوثيقة خطة لحقبة ما بعد البشير تشمل إعادة هيكلة النظام القضائي السوداني ووقف تدهور الوضع الاقتصادي في البلاد، الذي يعد سببا رئيسيا لاندلاع التظاهرات.

وشكلت الصعوبات الاقتصادية التي يواجهها السودان سببا رئيسيا للغضب الشعبي قبل أن يتجسد على الأرض في أعقاب رفع أسعار الخبز.

وتراجع الاقتصاد السوداني جراء ازدياد نسب التضخم فيما تصاعدت حدة أزمة النقد الأجنبي منذ انفصال جنوب السودان في 2011 الذي تسبب بتقلص عائدات النفط بشكل كبير.

وحافظ منظمو الاحتجاجات على زخمها عبر الإعلان عن مسيرات لدعم رفاقهم المعتقلين أو لتكريم "الشهداء" الذين قتلوا أثناء التظاهرات.

وإن كانت قوات الأمن منعت المتظاهرين من الوصول إلى وسط الخرطوم، إلا أنهم خرجوا إلى الشوارع في الأحياء المحيطة، أحيانا ليلا.

وفي حين فشلت الدعوات للتظاهر بحشد المشاركين في بعض الأحيان، إلا أنها جذبت في أحيان أخرى حشودا من اساتذة الجامعات والمدارس والأطباء والمهندسين الذين هتفوا بشعارات مناهضة للبشير.

- حالة جمود -

بدوره، يصر "حزب المؤتمر الوطني" الحاكم أن الحركة الاحتجاجية بدأت بالتراجع بعد مرور شهرين على انطلاقها.

وقال المتحدث باسم الحزب إبراهيم الصدّيق "تراجعت الاحتجاجات لأنها تفتقد لسند شعبي".

ويؤكد محللون أن تواصل الدعم من قوات الأمن للنظام وإصرار البشير على تمسكه بالسلطة خلقا حالة جمود.

وأكد موتيغا في هذا السياق أن "الرئيس لا يزال متصلبا للغاية بينما لا يزال المتظاهرون عازمين" على مواصلة حراكهم.

وقال "ما لدينا الآن هو حالة جمود واضحة".

وواجه البشير التظاهرات بحشد أنصاره فيما دعا إلى التنمية الاقتصادية في البلاد ودعم السلام في مناطق النزاع.

وتجاهل الدعوات لاستقالته مصرا على أن التغيير لن يأت إلا عبر صناديق الاقتراع.

ويفكر الرئيس البالغ من العمر 75 عاما بالترشح لولاية ثالثة في الانتخابات المقبلة في 2020.

وفي الوقت الراهن، يؤكد المتظاهرون أنهم سيواصلون الضغط.

وأكدت آية عمر (28 عاما)، من سكان حي بري في شرق الخرطوم "ما من سبيل لنا سوى الاستمرار في الاحتجاج لتأمين مستقبلنا ومستقبل بلادنا. سنواصل التظاهر حتى نحقق هدفنا بإسقاط هذا النظام".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شهران على تظاهرات السودان والجمود سيد الموقف شهران على تظاهرات السودان والجمود سيد الموقف



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 23:18 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

«مو ضروري» لـ ماجد المهندس تحصد 35.2 مليون مشاهدة

GMT 06:41 2014 الإثنين ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

السير المعوج

GMT 02:18 2017 الخميس ,15 حزيران / يونيو

يسرا تكشف سبب اعتذارها عن مسلسل "الزيبق"

GMT 12:07 2020 الأحد ,20 أيلول / سبتمبر

وفاة نائب رئيس حكومة أوزبكستان بفيروس كورونا

GMT 00:31 2021 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

دراسة تؤكد أن الكلاب لا تفهم البشر جيدًا

GMT 13:32 2014 الإثنين ,03 شباط / فبراير

إغلاق بورصة الأردن على تراجع بنسبة 0.18%

GMT 08:18 2021 الأحد ,05 أيلول / سبتمبر

بعد كابول "حسن البنّا" في البيت الأبيض

GMT 01:08 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

سمية الخشاب بإطلالة ساحرة على شاطئ البحر

GMT 18:08 2021 الثلاثاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

فولكس فاغن تكشف عن Jetta الاقتصادية الجديدة كليّا

GMT 16:41 2013 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

تشافي يتعافى وينافس كاسياس أمام ميلان

GMT 09:13 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

إيرينا شايك تتألق بإطلالة جذابة وأنيقة في نيويورك
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia